محدى الهبداني و سكران المجانين ومواقف الَرجال
****الموقف الأول :في سنة من السنين رحل محدى بن فيصل الهبداني
الى الشيخ عبدالكريم الجربا شيخ قبائل شمر بالعراق
والتجأ إليه فأكرمه إكراما بالغا , وذات يوم وهو جالس عند الشيخ عبدالكريم
في مجلسة , وأهدي إلى الشيخ عبدالكريم جواد من الخيل أصيل وقبلها ,
وفي الحال قدمها إلى محدى الهبداني , وكانت جوادا من أحسن جياد العرب
فقام واحد من الجالسين من شمر إلى محدى الهبداني وقال له أسألك بالله
يامحدى الهبداني أن تخبرني أي من عبدالكريم الجربا وجدعان بن مهيد أحب إلى نفسك؟
فقال محدى الهبداني ويحك , لا تسألني بالله , فكرر علية الشمري ثلاث مرات , ومحدى
يتهرب منه , وبعد أن أكمل السؤال الثالث قال محدى : أقسم لك بما سألتني به أن
( غليون جدعان بن مهيد عندما ينفث منه الدخان ويعطينى آخذه وأمزه يسوى عندي
عبدالكريم الجربا وقبيلة شمر )
وعندما سمع ذلك عبدالكريم الجربا ثارت ثائرته , وقال للشمري الذي سأل محدى
أنا احرم عليك ان تسكن منازل شمر , وأن علمت أنك ساكن منازل شمر سوف أقطع رأسك,
وطرده من مجلسة , ولتفت إلى محدى الهبداني , وقال له : أشكرك على ماقلت , ولو قلت غير
ذلك لا ستهجنتك , فأمر رجاله أن يحضروا خمسة عشر ناقة من الوضح , وقال هذه هدية مني لك
مع الجواد الأبيض , تقديرا لموقفك مع شيخك جدعان بن مهيد , الذي هو شيخ الفدعان من عنزة, (مع العلم ان ابن مهيد على سوء خلاف مع الهبداني )
****والموقف الثاني : كان الشيخ عبدالكريم الجربا في الطريق لمغزى الفدعان من عنزه ربع الهبداني ووصلوا منازل الفدعان اللي تركوها وشدوا منها من سنه وكان اثار مرحان الفدعان وبعض اغراضهم آثارها موجوده , وفي ذاك الوقت كان الهبداني مع ربعة , والهبداني كان من معزز عند الشيخ عبدالكريم الجربا بعد ماترك ربعة.
ووصى عليه الجربا ايجية في المجلس وقاله : تعرف ذا المكان من اللي كان فيه العام ,قال الهبداني : نعم ياطويل العمر ,وقاله: علمني وش قلت (يقصد القصيده ) قال ياطويل العمر والله اني خايف ومستحي منك , قالله علمني ولك امان الله ماأزعل منك..
وقال الهبداني القصيد التالية:
يادار وين اللي بك العام كاليوم
ماتقل مرك عقب خبري نجوعي
خال جنابك بس يلعي بك البوم
ماكن وقف بك من الناس دوعي
شفت الرسوم وصار بالقلب مثلوم
وهلت من العبرة غرايب دموعي
وين الجهام اللي بك من العام مردوم
وظعون مع قدوة سلفها تزوعي
أهل الرباع مزبنة كل مضيوم
وأهل الرماح مظافرين الدروعي
راحو لنا عدوان وحنا لهم قوم
ولاظنتي عقب التفرق رجوعي
وان صاح صياح من الضد مزحوم
تجيك دقلات السبايا فزوعي
صفر يكاظمن الاعنة بهن زوم
يخلن (سكران المجانين )يوعي(1)
يركب عليهن باللقا كل شغموم
فريس والله ماتهاب الجموعي
خيالهم ينطح من الخيل حثلوم
يوم الاسنة بالنشاما شروعي
وياشيخ انا عندك معزز ومحشوم
ويمضي علي العام كنه اسبوعي
لاشك قلبي بالوفا صار ماسوم
لربعي ونا ياشيخ منهم جزوعي
وعيني لشوف الحيف ماتقبل النوم
والقلب يجزع بين هدف الضلوعي
وياشيخ ابا وصفك يامفني الكوم
يالصاطي القطاع حسن الطبوعي
حلياك حر يفني الصيد ملحوم
متفهق الجنحان حر قطوعي
حر علم بالصيد من غير تعلوم
يودع بداد الريش شت مزوعي
*(1)سكران المجانين: نبز الشيخ عبدالكريم الجربا
ويوم سمع الشيخ عبدالكريم القصيدة قال لربعة رجعنا لديارنا تقدير للهبداني والصراحة اللي تحلا فيها .
وأسمحولي على طول السرد لكن مواقف الرجَال الطيبه ثمرتها في سردها.
وتقبلو تحياتي
منقولللللللللللللللل