حالة حب أم حالة حرب؟
أحتار كثيراً عندما أفكر فى إطار علاقتنا الغريبة الأطوار
مستقرة و متقلبة فى نفس الوقت
ليست محددة و لا تحكمها أى قواعد
لا أستطيع أن أوصفها بأنها رمادية أو باهتة اللون
و لكنها مزيج من الحب بألوانه الهادئة و الكراهية بألوانها القاتمة
مزيج متداخل متشابك .. معقد لا يمكن فكه
عندما أفعل شيئاً يُغضبك، تظل تلومنى و تعاتبنى بشدة
أحاول أن أشرح لك أن الأمر لا يستدعى كل هذا الغضب
تجيبنى أنى عندما غضبت المرة السابقة لم يكن الأمر يستدعى أيضاً
تبرر لى أنك افتعلت هذا لتُشعرنى بما شعرت أنت به المرة السابقة
تبرر .. وتكثر فى الكلام .. و لكنى لا أشم من كلماتك غير رائحة انتقامك
عندما تُبدى إعجابك بإمرأة أمامى
لا أفهم حينها إن كنت تفعل ذلك لتثير غيرتى أم تفعله من غير إدراك
فقط أنتظر ظهور أول رجل لبق أمامنا، لأسمعك كلمات إعجابى بشخصيته
لا يكون غرضى إثارة غيرتك تماماً
ولكنى أريد أن أثبت لك أنى قادرة على إغراقك بالجروح كما تفعل أنت بسهولة
عندما تقول كلمة تجرح بها كبريائى و تنفذ داخلى كالسهم المصَوب بإتقان
لا أبالى إن كنت قد قلت هذه الكلمة متعمداً أم لا
لا أفكر إن كنت قد شعرت بما ألَم بى من جرح أم لا
كل ما يشغل بالى حينها هو متى سأسدد نحوك هذا السهم و أُطلقه بقوة
عندما تنتابك حالة السكون و تريدنى أن أتركك وحيداً
لا يهمك إن كنت قد أحتاجك أو لا و أنت هكذا بعيد
لا يهمك ما أمُر به من أحاسيس وحدة فى تلك الفترة
ما يهمك هو أن أنتظرك حتى تخرج من كهفك
و المطلوب منى أن أستقبلك حينها بإشتياق شديد
و عندما تعود إلى أرضى، لا يراودنى شيئا سوى التمرد
لن أقبل أن أكون ذليلة لطبيعتك الغريبة و لن أتواءم معها
لن أكون الرمال الثابتة التى تزورها الأمواج حين تشاء فقط
أنتظر أن تُسمعنى كلمات تُشرق بها شمس قلبى .. و أنتظر .. و أنتظر
و عندما أغور فى أعماقك لأبحث عن السبب وراء كل هذا التأخير
أُصدم عندما أكتشف أنك أنت الذى تنتظرهم منى أولاً!
و لا يسعنى بعد هذه الصدمة غير أن أرى الشمس تغرب قبل أن تشرق
تتحجر عيناى على هاتفى .. أتمنى أن أرى إسمك على شاشته
أنتظر منك أى رسالة تحمل أى كلمات
وأتردد كثيراً هل أبعث لك أنا بها لأقطع هذا الانتظار الذى يستنفذ أى صبر
أرى عيناك هى الأخرى تتفقد هاتفك بإستمرار .. نفس انتظارى المميت
و أنتظر طوال نهارى .. حتى يحل ليلى
و تنتظر طوال نهارك .. حتى يحل ليلك
و ننتظر طوال ليلنا .. بلا رسائل .. بلا كلمات .. بلا تواصل
ما هذا الذى يجرى؟
أشعر و كأنى صياد ماهر، أعددت كل أسلحتى و جلست
أتربص فريسة صعبة المنال
و يمر وقتى و أنا لا أدرك أن هذه الفريسة تحوم حولى من كل
إتجاه لتنقض على فى أقرب فرصة
كل منَا يريد أن يرى منزلته عند الآخر
كل منَا يضع كبريائه و حبه على كفتى ميزان
كل منَا ينتظر من الآخر المبادرة فى أى شئ و كل شئ
لقد تعبت ... و لا أشك أنك أيضاً تعبت ..
نعم .. لا أستطيع تخيل تفاصيل حياتى اليومية بدون وجودك ككجزء أساسى منها
نعم .. لا أستطيع تقبل فكرة أن إسمك لا يكون منقوشاً فى الهواء الذى استنشقه
نعم .. لا أستطيع أن أحيا وضحكاتك وهمساتك وصمتك غائبين عن أذنى
نعم .. أنا متأكدة من أن هذه هى مشاعرك أنت ايضاً
و لكن .. لماذا نحن هكذا؟ لماذا الشد والجذب طوال الوقت؟
لماذا المكائد و الضغائن ؟ لماذا الخطط و الحيَل؟
هل نحن فى حالة حب أم فى حالة حرب؟
ليتنى أدرى