الكراهيـــة
ويليام هازلت
اليوم الصباح,رأيت عنكبوتا يجري بجموح على أرضية غرفتي.ظل يسرع بلهوجة باتجاهي,
فتوقف مترددا بين التراجع والتقدم,وامضى بعض الوقت متأملا خياراته.ويبدو انه حزم أمره وقرر المضي قدما بشيء من الغطرسة الممزوجة بالمكر.
شعرت بالكراهية تكاد تملك علي أمري,لكنني ترفعت عن قتله,ووجدت نفسي ارفع حافة السجادة لأعينه علي المضي في اتجاه اخر,فانطلق الي الأمان ونفسي مليئة باحاسيس الحقد والازدراء.أدركت ان البغضاء لا تعبر عن نفسها بالعنف بالضرورة,لكنها كامنة تملك النفس ولاحياة بدونها.قد يتجاوز الانسان مرحلة اثبات كراهيته بالفعل العملي لكنه لا يتجاوز مباديء الاحقاد وجوهرها.
حادث هذا الصباح جعلني أتامل في طبائع الانسان وأخلص الي نتيجه مفادها ان الكراهيه جزء مهم جدا من تكويننا.الحياة دون اضمار الحقد بركة ماء ساكنة,والحقد نبع دافق منه تنبعث الافكار والافعال.بل ان حبنا للخير وعطفنا على الاخرين لا يتضح دون اضمار الحقد والكراهيه.فالخيط الابيض لا تتضح معالمه ولاتبرز ابعاده دون خلفية سوداء.وما كنا لنشاهد قوس قزح ونعجب بالوانه دون ان يظهر جليا وسط سماء داكنة وغيوم رمادية.
الخير الخالص يتحول بعد زمن قصير الي شعور لا معنى له ولا طعم,شيء ممل مضجر حائل اللون.الالم حل ومر في ان واحد,وبدونه ليس للصحة المستديمة قيمة.الحب يتحول بعد برهة الى عدم اكتراث ولا مبالاة بالعاطفة وبالمحبوب.وحده الحقد يظل مشتعل الجذوة لا تطفئة الايام ولا تخفف حدته.للكراهية البقاءوالاستمرار وللحب الزوال السريع.
ويليام هازلت