الإهداءات


العودة   (شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) >

®§][©][ المنتدى الثقافي والأدبــــي][©][§®

> واحة همس القوافى > الشعر الجاهلي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-2010, 11:27 AM   #1
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

6 من هو الصعلوك

من هو الصعلوك؟ ما معنى الصعلكة؟
وللوقوف على المعنى الصحيح لمفهوم الصعلكة بعيداً عن التشعب الغير مهمة سوف نوضح أهم المحاور الرئيسية :


تعريف الصعلكة:

■لغة :

تعني الفقر ، و بالرجوع لمعجم لسان العرب الصعلوك بأنه "الفقير الذي لا مال له ، وزاد الأزهري ، ولا اعتماد ، وقد تصعلك الرجل أي افتقر ".
لكن نجد أن هذا التعريف لا يستوفي دلالة الفظ الذي نحن بصدده ،
■إصطلاحاً :

الصعاليك في عرف التاريخ الأدبي هم جماعة من مخالفين العرب الخارجين عن طاعة رؤساء قبائلهم .. وقد تطورت دلالة هذا المصطلح بحيث أصبح يدل على طائفة من الشعراء ممن كانوا يمتهنون الغزو والسلب والنهب .
والصعلكة ظاهرة اجتماعية برزت على هامش الحياة الجاهلية كرد فعل لبعض العادات و الممارسات ، و استمرت الصعلكة ردحاً من الزمن
و بذلك يتضح لنا أن الصعاليك ينقسمون إلى ثلاث طوائف وهم :


◄الطائفة الاولى (أغربة العرب)

كان البعض من العرب يأنفون من إلحاق أبنائهم (أبناء الحبشيات السود) من الإماء بنسبهم وينبذونهم ، فكانوا يتمردون على ذويهم و يخرجون إلى الصحراء ، مثل / السُّليك بن السُّلة ، وتأبط شراً ، و الشنفري .
◄الطائفة الثانية (الخلعاء)
تتكون من تلك الزمرة الخارجة على أعراف القبيلة و المتمردة على مواضعاتها و المنتهكة لمواثيقها ، وقد تخلت عنهم قبائلهم لما ارتكبوه من جرائم وحماقات ، وهؤلاء كانت تخلعهم قبائلهم ، مثل / حاجز الأزدي ، وقيس بن الحدادية ، وأبي الطمحان القيني ..
◄الطائفة الثالثة (المحترفون)
فئة احترفت الصعلكة احترافاً وحولتها إلى ما يفوق الفروسية من خلال الأعمال الإيجابية التي كانوا يقومون ، وهذه الطائفة كانت تضم أفراداً و قبائل مثل / عروة بن العبسي وقبيلتي "فهم" و "هذيل" اللتين كانتا تنزلان بالقرب من الطائف ومكة ..
فيمكنني أقول وبشكل عام أن الصعاليك :
هم جماعة من الفقراء اللصوص ، انتشروا في الجزيرة العربية خرجوا عن طاعة رؤساء قبائلهم ولم يخضعوا للأعراف القبلية بل تمرّدوا عليها ، ولم يتقيدوا بالتزام القبيلة أو محالفاتها لقبائل أخرى أو تعرض القبيلة لأخطار جسيمة .
، وإلى ذلك عرف هؤلاء الصعاليك الشعراء بجرأتهم وإقدامهم على اقتحام المهالك ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدو فكانوا من العدّائين الذين لا يجارون في سرعة عدوهم ، فالحياة والموت سواء في نظرهم و كانوا يغيرون على البدو والحضر ، ويقطعون الطريق ويغيرون على القوافل فيقتلون و يسلبون فيسرعون في النهب ; لذلك يتردد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة وكانوا يغزون على أقدامهم فإذا عدوا فاتوا مطارديهم فلم يدركوهم ، وكانوا يقولون الشعر الذي يصوّر أحوالهم ، وكان الصعاليك يجتمعون معاً في بعض الأحيان في غزو بعض القبائل .
، فقد كانوا يعطفون على الفقراء والمساكين ، وكثيراً ما كان هدف الغزوة توزيع الغنائم على ذوي الحاجة . و توجه غزواتهم عادةً إلى الأغنياء و البخلاء .
وحين نرجع إلى أخبار الصعاليك نجدها حافلة بالحديث عن الفقر ، فكل الصعاليك فقراء لا نستثني منهم أحداً حتى عروة بن الورد سيد الصعاليك الذين كانوا يلجئون إليه كلما قست عليهم الحياة ليجدوا مأوى حتى يستغنوا ، فالرواة يذكرون انه كان صعلوكا فقيرا مثلهم ،
عاش الصعاليك
خارج قبائلهم وقطعوا كل أمل بالعدالة الإجتماعية ، وقطعوا كل صلة مع أهلهم وقبيلتهم . وآمنوا بأنهم ظلموا في بلاد تسودها القسوة والظلم . فحقدوا على القبيلة وأفرادها وعلى أصحاب الثروة والمال . فملأوا الصحاري رعباً وهولاً ، ورفعوا علم الصعلكة عالياً ، وسبيل غايتهم استخدموا الوسائل المشروعة وغير المشروعة .
فسلاح صعلكتهم
قوة الجسم وقوة النفس ، ومع كل ذلك كانوا ذو نزعة إنسانية ، فقد كانوا يعطفون على الفقراء والمساكين ، وكثيراً ما كان هدف الغزوة توزيع الغنائم على ذوي الحاجة . و توجه غزواتهم عادةً إلى الأغنياء و البخلاء ، فكانوا إذا أغاروا على قوم و استاقوا النعم وظفروا بالمال قاموا بتفريق ما سلبوه على الفقراء أمثالهم ، ومنهم من تحامى الإغارة على قومه والتزم الإغارة على غيرهم . وتروى حول هؤلاء الصعاليك أخبار هي أدنى إلى الأساطير لشدة غرابتها .

.
.
.
.
7

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 11:28 AM   #2
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
وبعد:

في هذه الصفحه سنتنااول منهم الشعراء الصعاليك
وسيتم ذكر بعض من اسماء هؤلاء الشعراء ثم في
الصفحات التاليه سيتم تراجم لبعض شعراء الصعاليك ومن هؤلاء الشعراء:

●عروة بن الورد العبسي توفي نحو 596 م .
●ثابت بن جابر الفهمي(تأبط شراً) توفي نحو 535 م.
●ثابت بن أوس الأزدي (الشنفرى) توفي نحو525م قبل الهجرة .
●السليك بن السلكة من بنى مقاعس توفي نحو 605 م
●الحارث بن ظالم المري توفي نحو 600 م .
●قيس بن الحدادية من خزاعة توفي قبيل الإسلام .
●حاجز بن عوف الأزدي توفي قبيل الإسلام .
●فرعان بن الأعرف(أبو منازل السعدي)من بني تميم .
●الخطيم بن نويرة عاش في صدر الإسلام .
●القتال الكلابي من بني عامر بن صعصعة توفي نحو 66 هـ
●فضالة بن شريك الأسدي - توفي عام 64 هـ .
●صخر الغي من هذيل توفي في صدر الإسلام .
●حبيب بن عبدالله الهذلي (الأعلم الهذلي) اخو صخر الغي الهذلي
●عمرو بن براق
●المنتشر بن وهب الباهلي
●أوفى بن مطر المازني









7





 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 11:28 AM   #3
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك

نبدأ بالشـــــااعر..,عروة بن الورد العبسي..
وقراءة في مثاليته..
بزغ في سماء الجزيرة فرسان عظام ظل ذكرهم العطر عالقًا في أذهان العرب
بارزًا كبروز سهيل في سمائهم، منهم ذلك الفارس السمح الكريم عروة بن الورد العبسي.
عاش في كنف والده الذي يعد من أشراف عبس وفرسانها المعدودين
له دور بارز في حرب داحس والغبراء.
رأى عروة بأم عينيه أهوال الحرب وما جنته من ويلات على الضعفاء والفقراء
وبرؤيته الثاقبة التقط الخيط الذي سار عليه هرم بن سنان والحارث بن عوف في بذلهم وعطائهم، تخرج في مدرسة عنترة بن شداد وزهير بن أبي سلمى
مسلحًا بالمروة والكرم والشجاعة وحصافة الرأي..
اختط لنفسه خطاً واضح المعالم يتمثل في الثورة على الأغنياء الأشحاء..
يجود بأموالهم على الفقراء والضعفاء وعابري السبيل..
في أسلوب عجيب يرقى إلى مستوى التكافل الاجتماعي..
عاش عروة في قبيلته معززًا مكرمًا مهيوب الجانب بعكس غيره من الصعاليك..
يُعد من أسرع عدائي العرب حتى قيل: إنه يسابق الريح ويتجاوز فرسه "قرمل" عدوًا،
يحمل نفسًا كريمة جعلته مهذبًا في ثورته لا يغزو للنهب والسلب وسفك الدماء،
بل يعمد في غارته على من عرف بالشح والبخل، يمد يد العون للضعفاء والفقراء..
ولا يؤثر نفسه بشيء فهو مثال للبذل والعطاء، قبيلته تأتم به في سيرته العطرة،
وأصبح مضرب المثل في أحياء العرب، جعل من الصعلكة منحى مثاليًا..
حتى إن معاوية بن أبي سفيان قال: لو كان لعروة ولد لأحببت أن أتزوج إليهم،
وعبدالملك بن مروان يقول: من زعم أن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.

له ديوان شعر مطبوع فيه قصائد تعبر بصدق عن مثالية تعامله مع الضعفاء والفقراء،
فهو يعمد في كثير من الأحيان إلى إيثارهم بكل طعامه على الرغم مما به من جوع،
ويكتفي بشرب الماء البارد القراح. عابه بعض أصحابه على ضعفه وهزله..
فأجابهم بأن له نفسًا تسمو به إلى المجد وأنه يؤثر الآخر على نفسه:
إني امرؤ عافى إنائي شركه
وأنت امرؤ عافى إناؤك واحد
أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى
بجسمي شحوب الحق والحق جاهد
أفرق جسمي في جسوم كثيرة
وأحسو قراح الماء والماء بارد
ونجد زوجه سلمى ابنة المنذر تلومه على كثرة مخاطراته ومغامراته
بالغزوات والغارات مخافة أن يلقى حتفه، لكنه يرد عليها بقوله:
إن ذلك من أجلها حتى تعيش حياة كريمة سعيدة..
وأنه لم يركب المخاطر إلا لأهداف نبيلة جليلة:
تقول لك الويلات هل أنت تارك
ضبؤاً برجل تارة وبمنسر
اقلي عليَّ اللوم يا ابنة منذر
ونامي فإن لم تشته النوم فاسهر
ذريني ونفسي أم حسان إنني
بها قبل أن لا أملك البيع مشتري
أحاديث تبقى والفتى غير خالد
إذا هو أمسى هامة تحت صيري

ثم يعرج بنا إلى منحى آخر..
يرسم لنا من خلاله صورة واضحة عن ذلك الصعلوك الذي لا هم له إلا نفسه ولا يقوم بحقوق من يلزمه فهو عالة على قبيلته ومجتمعه وجديرًا بأن ينبذ:
لحا الله صعلوكًا إذا جن ليله
مضى في المشاش آلفًا كل مجزرٍ
يعد الفتى من دهره كل ليلة
أصاب قراها من صديق ميسرٍ
ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا
يحت الحصى عن جنبه المتعفرٍ
يعين نساء الحي ما يستعنه
فيضحى طليحًا كالبعير المحسر
ثم ينتقل بنا إلى صورة مغايرة لذلك الصعلوك إلى صعلوك وجهه يضيء كشهاب،
وإن يمت تظل ذكراه عطرة خالدة:
فلله صعلوكاً صحيفة وجهه
كضوء شهاب القابس المتنورٍ
مطلأ على أعدائه يزجرونه
بساحتهم زجر المنيح المشهرٍ
وإن يعدو لا يأمنون اقترابه
تشوف أهل الغائب المتنظرٍ
فذلك إن يلق المنية يلقها
حميدًا وإن يستغن يومًا فاجدر

إنه يركب المصاعب ويقتحم حمى القبائل المجاورة له في نجد
لكي يكرم أضيافًا أماجد حلو بساحته في ليل قر،
وتوزيع ما تبقى على الفقراء ولا يبقى بيده شيء ويصبح حاله حال الفقير..
أيهلك معتم وزيد ولم أقم
على ندب يومًا ولي نفس مخطر
سنُفزع بعد اليأس من لا يخافنا
كواسع في أخرى السوام المنفر
نطاعن عنها أول القوم بالقنا
وبيض خفاف وقعهن مشهر
ويوما على غارات نجد وأهله
ويومًا بأرض ذات شث وعرعر
يريح على الليل أضياف ماجد
كريم ومالي سارحًا مال مقتر
إن عروة قد جعل للصعلكة مكانًا ساميًا عبر رؤية يستشعر من خلالها أحوال الآخرين،
فمن أجلهم نجده قد ارتكب المصاعب واقتحم المخاطر ليجعل للصعلكة أهدافًا ومرامي نبيلة..
***

المصدر:المجله العربيه.
أمنيااتي بقرااءه شيقه../..ممتعه..للجميع..
طبعاً يتـــــــــــــبع..

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 11:29 AM   #4
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك


نستكمل الضوء فيها على حياة
الشاعر عُرْوَة بن الورد العبسيّ، الصعلوك الأمير الشريف.
هو عروة بن الورد ابن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هريم بن لديم بن عوذ ، من قبيلة مضر ، شاعر
من شعراء الجاهلية وأحد فرسانها وكرماءها وصعاليكها الشجعان ، وكان يلقب بعروة الصعاليك ،
ذلك أنه كان يجمعهم ويهتم بشؤنهم ويغزي بهم فيكسب لهم .
كان أبوه من شجعان قبيلته وأشرافهم، ولكن هذا الشرف الأبوي، نراه يقابل
بإحساس بالضِّعة من جهة أخرى. فإننا نرى عُرْوَة بن الورد كان يشعر بالضِّعة من نسبه لأمّه، لأنها
قيل إنها كانت من نَهْد من قُضاعة،
وهي عشيرة وضيعة لم تعرف بشرف ولا خطر، فآذى ذلك نفسه إذ
أحس في أعماقه من قِبَلها بعار لا يُمحى.
وطبعاً هذا إحساس جاهلي، وأحكام جاهلية، من عشيرة قليلة من عشيرة فقيرة. الإسلام لا يُفرّق بين
غنيّ أو فقير، ولا بين أبناء البشر، إلاّ بالتقوى، كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
هذا المنطق الإلهي، وهذا المعيار الإسلامي في التفرقة بين الناس، لم يكن
متوفِّراً في العصر الجاهلي. وإنما عُرْوَة بن الورد العبسي، رأينا أنّ أباه من أشراف قبيلته، ولكن أمه
كانت من عشيرة وضيعة، ولذلك أحس بالعار؛ وهذا شيء خطير. فيقول:

وما بِي من عارٍ إِخالُ علمتُهُ
سِوَى أنَّ أخوالي إذا نُسِبوا نَهْدُ

يعني:
كأنه كان يحسّ بالعار من جهة أخواله، فيرى أنّ أمه هي عارُه. طبعاً هذا شيء
غير مقبول، ولكن هذه هي حياته، وهذه حقيقته. فكان يعدّها هي العار الذي حلَّت البلية عليه
منه، والذي دفعه دفعاً إلى الثورة على الأغنياء. وكأن هذا الإحساس كان من أسباب احتراف الصعلكة.

قال عبدالله بن جعفر الطيار لمعلم ولده :
لاتروهم قصيدة عروة بن الورد التي يقول فيها (دعيني للغنى) لان هذا يدعوهم الى الاغتراب عن اوطانهم ! .
دعيـني للغنـى أسعى فإني
****رأيـتُ الناسَ شرُّهُمُ الفقيرُ
وأبعدهم وأهونـهم عليهِم
****وإن أمسى لهُ حسبٌ وخيرُ
ويُقصيـهِ النّديُّ وتزدريـهِ
****حَليلتـُهُ وينهـرُهُ الصغيـرُ
ويلقـى ذا الغِنـى ولهُ جَلالٌ
****يكـادُ فـؤادُ صَاحبِهِ يَطيرُ
قليلٌ ذنبـُهُ والذنـبُ جـمٌّ
****ولكِـن للغنـى ربٌّ غفُورُ
يقول ابن الاعرابي :
اجدب الناس من بني عبس في سنة اصابتهم فاهلكت اموالهم واصابهم جوع شديد
وبؤس فاتوا عروة بن الورد فجلسوا امام بيته فلما ابصروا به صرخوا :

(
يا ابا الصعاليك اغثنا ) فرق لهم وخرج ليغزوا بهم ويصيب معاشا فنهته امرأته
عن ذلك خوفا عليه من الهلاك فعصاها وخرج غازيا .

وعروة بن الورد شاعر مشهور وصاحب عدد كبير من القصائد سنذكر بعض ممن تخلد بعده
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة
......ان القعود مع العيال قبيح
فراشي فراش الضيف والبيت بيته
......ولم يلهني عنه غزال مقنع
أتـهزأ مني أن سمـنت وأن ترى
......بـجسمي شحوب الحقّ والحقُ جاهدُ
أُفرّق جسمي في جسومٍ كثـيـرةٍ
......وأحسـو ا قَـراحَ الماءِ والماءُ بـارد
إنـي امرؤٌ عافِي إنائـي شـركةٌ.
.....وأنت امـرؤٌ عافـي إناءك واحـدُ
لحا الله صعلوكاً إذا جن ليلة
...... مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الفتى من نفسه كل ليلةٍ
......أصاب قراها من صديق ميسر
ينام عشاء ثم يصبح ناعساً
......يحت الحصا عن جنبه المتعفّر
يعين نساء الحي ما يستعنّه
......ويمسي طليحاً كالبصير المحسّر
ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه
......كضوء شهاب القابس المتنوّر
مطلاً على أعدائه يزجرونه
......بساحتهم زجر المنيح المشهّر
إذا بعدوا لا يأمنون
......تشوّف أهل الغائب المتنظّر

و من شعراء الحماسة قول عروة بن الورد

ومـن يك مـثـلـي ذا عـيال
****ومـقــتـــرامن المال يطـرح نـفـسـه كـل مـطـرح
لــيبـــلـــغ عـــذرا أو ينـــال رغـــيبة
****ومـبـلـغ نـفـس عـذرهـا مـثـل مـنـجـح

أخذ أبو تمام هذا المعنى فقال:

فعروة بن الورد جعل اجتهاده في طلب الرزق عذرا يقوم مقام النجاح وأبو تمام
جعل الموت في الحرب الذي هو غاية اجتهاد المجتهد في لقاء العدو قائما مقام الانتصار .

إذا المرءُ لم يبعث سَوامـاً ولم يَرُح
****عليـه ولـم تعطف عليـه أقاربهْ
فللموت خيـرٌ للفتى مـن حياتـهِ
****فـقيـراً ومن مولى تدِبُّ عَقاربه
وسائلةٍ أيـن الـرحيـلُ وسائـلِ
****ومـن يـسأل الصعلوكَ أين مذاهبه
مذاهبـهُ أن الفِجـاجَ عـريضـةٌ
****إذا ضـنَّ عـنـهُ بالفعالِ أقاربـه
فلا أترُكُ الإخوانَ مـا عشت للردى
****كمـا أنـهُ لا يـتـركُ الماءَ شاربه
ولا يستضامُ الدهرَ جـاري ولا أرى
****كمـن بات تسري للصديق عقاربه
وإن جارتـي ألـوت ريـاحٌ ببيتها
****تغافـلتُ حتـى يستُرَ البيتَ جانبه

** يتبع **

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 11:53 AM   #5
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك


لذلك كان يلقي بنفسه في مهاوي الردى مغيراً على أعدائه، ليرجع إلى قومه
وأهله غنياً فيغنيهم، يقول مخاطباً زوجته التي تحثه على حفظ ماله والبقاء بين أهله:

ذريني أطــوف فـي البلاد لعـلني
أخليك أو أغنيك عن سوء محضري
فـإن فــاز سهم للمنيـة لـم أكــــن
جزوعـاً وهل عن ذاك مـن متـأخـــر
وإن فاز سهمي كفّكم عن مقاعد
لكــم خلـف أدبـار البيـوت ومـنظـــر

كانت نفسه الأبيّة ترفض أن تتضاءل أمام غني يداريه الناس ويتقربون إليه، بل
ربما كان موقف الناس من الغني أحد الدوافع القوية التي تهيب به إلى سلوك سبل المخاطر لأن في
المال دعماً لقوة النفس كما يقول:

ومن يكُ مثلي ذا عيالٍ ومقتراً
من المالِ يطرح نفسه كل مطرح
ليبلغ عذراً، أو يصيب رَغيبة
ومبلـغُ نفسٍ عـذرهـا مثـل منجح

ويقول:

فلَلموتُ خيرٌ للفتى من حياته
فقيراً، ومن مولى تـدِبُّ عقـاربـه
وسائلـةٍ أيـنَ الرحيـلُ وسائلٍ
ومن يسألُ الصعلوك أين مذاهبُه
مذاهبُـه أن الفجـاج عريضـة
إذا ضـنّ عـنــه بـالفَعــال أقـاربُــه

وفي المال كذلك إغناء للأهل والجيران:
فــإذا غَـنيتُ فــإن جــاري نيلـه
من نائلي وميسّري معهـودُ
وإذا افتقرتُ فلن أرى متخشعاً
لأخي غِنىً، معروفُه مكدود

ويقــــول:
هـــــــــلا سـألـــتَ بني عـيلانَ كلهم
عند السنينَ إذا ما هبت الريحُ
قدحانِ: قدحُ عيال الحي إذ شبعـوا
وآخر لذوي الجيـران ممنـوحُ

ومن علامات الكرم وأماراته أن يلقى ضيفه بأسارير منبسطة ووجه مسفر،
ويؤنسه بالحديث:

سَلي الطارق المعترّ يا أم مالك
إذا ما أتاني بين قدري ومجزري
أيسفر وجهي أنه أول القِــرى
وأبـذلُ معروفي لــه دون منكـري

ويقـــول:

فراشي فراشُ الضيف والبيتُ بيته
ولم يُلْهني عنــه غزالٌ مُقَنع
أحدّثُــه إن الحديـث مـــن القـــــرى
وتعلم نفسي أنه سوف يهجع

وقال ابن الأعرابي: أجدب ناسٌ من بني عبس في سنة (يعني سنة قحط)
أصابتهم فأهلكت أموالهم وأصابهم جوع شديد وبؤس، فأتوا عروة بن الورد فجلسوا أمام بيته،
فلما بصروا به صرخوا وقالوا:
ياأبا الصعاليك أغثنا فرقّ لهم وخرج ليغزو بهم ويصيب معاشاً، فنهته امرأته لما تخوفت عليه من
الهلاك، فعصاها وخرج غازياً، فمر بمالك الفزاري فسأله أين يريد فأخبره،
فأمر له بجزور (بعير) فنحرها فأكلوا منها، وأشار عليه مالك أن يرجع فعصاه ومضى حتى انتهى إلى
بلاد بني القين فأغار عليهم، فأصاب هجمة (الهجمة من الإبل قريب من المائة) عاد بها على نفسه وأصحابه، وقال في ذلك:

أرى أم حسان الغداة تلومني
تخوفني الأعداء والنفس أخوف
تقول سليمى لو أقمتَ لسرنا
ولم تدر أني للمقام أطوف
لعل الذي خوفتنا من أمامنا
يصادفه في أهله المتخوف

وقـــــال:
أقيموا بني لُبنى صدور ركابكم
فكل منايا النفس خيرٌ من الهزل
فإنكم لن تبلغوا كل همتي
ولا أربي حتى تروا منبت الأثل
لعل ارتيادي في البلاد وحيلتي
وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلى رب هجمة
يدافع عنها بالعقوق والبخل

**يتبـــــــــــــــع**

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 11:56 AM   #6
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك




خبر عروة مع سلمى
سببته وفداء أهلها بها:

أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد
بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران الزهري عن عامر بن جابر قال: أغار عروة بن الورد على
مزينة فأصاب منهم امرأة" من كنانة ناكحاً، فاستاقها ورجع وهو يقول:

تبغ عدياً حيث حـلـت ديارهـا
وأبناء عوف في القرون الأوائل
فإلا أنل أوساً فإني حسـبـهـا
الأدغال من ذي السلائل

ثم أقبل سائراً حتى نزل ببني النضير، فلما رأوها أعجبتهم فسقوه الخمر، ثم
استوهبوها منه قوهبها لهم، وكان لا يمس النساء، فلما أصبح وصحا ندم فقال:

سقوني الخمر ثم تكنفوني
الأبيات: قال: وجلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع من جلا من بني النصيروذكر أبو عمرو الشيباني من خبر
عروة بن الورد وسلمى هذه أنه أصاب امرأة" من بني كنانة
بكراً يقال لها أنها أرغب الناس فيه، وهب تقول له: لو حججت بي فأمر على أهلي وأراهم! فحج بها،
فأتى مكة ثم أتى المدينة، وكان يخالط من أهل يثرب بني النضير فيقرضونه إن احتاج ويبايعهم إذا غنم،
وكان قومها يخالطون بني النضير، فأتوهم وهو عندهم؛ فقالت لهم سلمى: إنه خارج بي قبل أن يخرج
الشهر الحرام، فتعالوا إليه وأخبروه أنكم تستحيون أن نكون امرأة منكم معروفة النسب صحيحته
سبية"، وافتدوني منه فإنه لا يرى أني أفارقه ولا أختار عليه أحداً، فأتوه فسقوه الشراب، فلما ثمل
قالوا له: فادنا بصاحبتنا فإنها وسيطة النسب فينا معروفة، وإن علينا سبة" أن تكون سبية، فإذا صارت
إلينا وأردت معاودتها فاخطبها إلينا فإننا ننكحك؛ فقال لهم:
ذاك لكم، ولكن لي الشرط فيها أن تخيروها، فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها وإن اختارتكم انطلقتم بها؛
قالوا: ذاك لك؛ قال: دعوني أله بها
الليلة وأفادها غداً، فلما كان الغد جاءوه فامتنع من فدائها؛
فقالوا له: قد فاديتنا بها منذ البارحة، وشهد عليه بذلك جماعة ممن حضر،
فلم يقدر على الامتناع وفاداها، فلما فادوه بها خيروها فاختارت أهلها،
ثم أقبلت عليه فقالت: ياعروة أما إني أقول فيك وإن فارقتك الحق: والله ماأعلم امرأة من العرب ألقت
سترها على بعل خيرٍ منك وأغض طرفاً وأقل فحشاً وأجود يداً وأحمى لحقيقة؛ وما مر علي يوم منذ كنت
عندك إلا والموت فيه أحب إلي من الحياة بين قومك، لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك
تقول: قالت أمة عروة كذا وكذا إلا سمعته؛ ووالله لا أنظر في وجه غطفانية أبداً، فارجع راشداً إلى
ولدك وأحسن إليهم. فقال عروة في ذلك:

أرقت وصحبتي بمضيق عمق
لبرق مـن تهامـة مستطيـر
إذا قلتُ استَهَـلّ علـى قديـدٍ
يحور ربابه حـور الكسيـر
تكشف عائـذ بلقـاء تنفـي
ذكور الخيل عن ولد شفـور
سقى سلمى وأين ديار سلمى
إذا حلّتْ مُجاورة َ السرير
إذا حلّتْ بأرضِ بنـي علـيّ
وأهلي بيـن زامـرة وكيـر
ذكرت منازلاً مـن أم وهـب
محل الحي أسفل ذي النقيـر
وأحدث معهد مـن أم وهـب
معرسنا بدار نبي بني النضير
أطَعتُ الآمِرينَ بصَرْمِ سَلمـى
فطاروا في عراه اليستعـور
سَقَوْني النَّسءَ، ثم تكنّفونـي
عُداة ُ اللَّهِ مـن كـذِبٍ وزُورِ
وقالوا ليس بعد فداء سلمـى
بمُغْنٍ، مـا لديـكَ، ولا فقيـر
ولا وأبيك لو كاليـوم أمـري
ومن لكَ بالتَدَبُّرِ فـي الأمـورِ
إذاً لمَلَكْتُ عِصْمـة َ أُمّ وَهْـبٍ
على ما كان من حسك الصدور
فيا للناس كيف غلبت نفسـي
على شيءٍ، ويكرهُهُ ضميري
ألا يا ليتَني عاصَيـتُ طَلْقـاً
وجباراً ومن لي مـن أميـر

وأخبرني علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي بهذه الحكاية
كما ذكر أبو عمرو، وقال فيها: إن قومها أغلوا بها الفداء، وكان معه طلق وجبار أخوه وابن عمه،
فقالا له: والله لئن قبلت ما أعطوك لا تفتقر أبداً، وأنت على النساء قادر متى شئت، وكان قد سكر
فأجاب إلى فدائها، فلما صحا ندم فشهدوا عليه بالفداء فلم يقدر على الامتناع. وجاءت سلمى تثني عليه
فقالت: والله إنك ما علمت لضحوك مقبلاً كسوب مدبراً خفيف على متن الفرس ثقيل على العدو طويل
العماد كثير الرماد راضي الأهل والجانب، فاستوص ببنيك خيراً، ثم فارقته.

تحـن إلـى سلمـى بحـر بلادهـا
وأنت عليهـا بالمـلا كنـت أقـدر
تحِلّ بـوادٍ، مـن كَـراءٍ، مَضَلّـة
ٍتحاولُ سلمى أن أهـابَ وأحصَـرا
وكيف تُرَجّيها، وقد حِيـلَ دونهـا
وقد جاورت حيّـاً بتَيمـن مُنكـرا
تبغّانـيَ الأعْـداءُ إمّـا إلــى دَم
ٍوإما عـراض الساعديـن مصـدرا
يظلّ الأبـاءُ ساقطـاً فـوقَ مَتنِـهِ
له العَدْوَة ُ الأولى ، إذا القِرْنُ أصحرا
كـأنّ خَـواتَ الرعـدِ رزءُ زئيـره
من اللاء يسكـن العريـن بعثـرا
إذا نحـن أبردنـا وردت ركابـنـا
وعنّ لنا، من أمرنـا، مـا تَيَسّـرا
بدا لك منـي عنـد ذاك صريمتـي
وصبري إذا ما الشيء ولى فأدبـرا
وما أنس مالأشياء لا أنـس قولهـا
لجارتهـا مـا إن يعيـش بأحـورا
لعلّكِ، يومـاً، أن تُسِـرّي نَدامَـة
ًعلي بما حشمتني يـوم غضـورا
فغربت إن لم تخبريهـم فـلا أرى
لي اليوم أدنى منك علمـاً وأخبـرا
قعيدَكِ، عمـرَ الله، هـل تَعلميننـي
كريماً، إذا اسوَدّ الأنامـلُ، أزهـرا
صبوراً على رزء الموالي وحافظـاً
لعرضي حتى يؤكل النبت أخضـرا
أقـب ومخمـاص الشتـاء مـرزأ
إذا اغبـر أولاد الأذلــة أسـفـرا

أغار مع جماعة من قومه على رجل فأخذ إبله وامرأته ثم اختلف معهم فهجاهم:
فزعموا أن الله عز وجل قيض له وهو مع قوم من هلاك عشيرته في شتاءٍ شديد ناقتين دهماوين، فنحر
لهم إحداهما وحمل متاعهم وضعفاءهم على الأخرى، وجعل ينتقل بهم من مكان إلى مكان، وكان بين
النقرة والربذة فنزل بهم مابينهما بموضع يقال له: ماوان. ثم إن الله عز وج قيض له رجلاً صاحب مائةٍ
من الإبل قد فر بها من حقوق قومه- وذلك أول ما ألبن الناس-فقتله وأخذ إبله وامرأته، وكانت من
أحسن النساء، فأتى بالإبل أصحاب الكنيف فحلبها لهم وحملهم عليها، حتى إذا دنوا من عشيرتهم أقبل
يقسمها بينهم وأخذ مثل نصيب أحدهم، فقالوا: لا واللات والعزى لا نرضى حتى نجعل المرأة نصيباً فمن
شاء أخذها، فجعل يهم بأن يحمل عليهم فيقتلهم وينتزع الإبل منهم، ثم يذكر أنهم صنيعته وأنه إن فعل
ذلك أفسد ما كان يصنع، فأفكر طويلاً ثم أجابهم إلى أن يرد عليهم الإبل إلا راحلة يحمل عليها المرأة
حتى يلحق بأهله، فأبوا ذلك عليه، حتى انتدب رجل منهم فجعل له راحلة من نصيبه؛ فقال عروة في ذلك
قصيدته التي أولها:

ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهـم
كما الناس لما أخصبوا وتمولوا
وإنّـي لمَدفـوعٌ إلـيّ ولاؤهـم
بماوان إذ نمشـي وإذ نتملمـل
وإذ ما يريح الحي صرماء جونة
ينوسُ عليها رحلُها مـا يحلّـل
موقَّعة ُ الصَّفقينِ، حدباء، شارف
ٌتقيـد أحيانـاً لديهـم وترحـل
عليها من الوِلدانِ ما قد رأيتُـمُ
وتمشي، بجَنبيها، أراملُ عُيَّـل
وقلت لها يـا أم بيضـاء فتيـة
طعامُهُمُ، من القُـدورِ، المعجَّـل
مضيغ من النيب المسان ومسخن
من الماء نعلوه بآخر مـن عـل
فإني وأياهم كـذي الأم أرهنـت
له ماء عينيها، تفَـدّي وتَحمِـل
فلمـا ترجـت نفعـه وشبابـه
أتت دونها أخرى جديداً تكحـل
فباتَتْ لحدّ المِرفَقَيـنِ كلَيهمـا
تخير من أمرين ليسـا بغبطـة
هو الثّكلُ، إلاّ أنهـا قـد تجمَّـل
كليلة ِ شيباء التي لستَ
، إذ منّ، ما مـنّ، قِرمِـل
أقول له يـا مـال أمـك هابـل
متى حسبت على الأفيـح تعقـل
بدَيمومة ٍ، ما إن تكادُ ترى بهـا
من الظمأ الكوم الجـلاود تنـول
تنكـر آيـات البـلاد لمـالـك
وأيقن أن لا شيء فيهـا يقـول

**يتبــــــــــــــــــــــــع **



 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 12:08 PM   #7
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك


قال الحطيئة لعمر بن الخطاب
كنا نأتم في الحرب بشعره:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثني عمر بن شبة قال: بلغني أن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف حازم، قال: وكيف؟ قال: كان
فينا قيس بن زهير وكان حازماً وكنا لا نعصيه، وكنا نقدم إقدام عنترة، ونأتم بشعر عروة بن الورد،
وننقاد لأمر الربيع بن زياد.

سبي ليلى بنت شعواء ثم اختارت أهلها فقال شعراً:
وقال ابن الأعرابي في هذه الرواية أيضاً: كان عروة قد سبى امرأة من بني هلال
بن عامر بن صعصعة يقال لها: ليلى بنت شعواء، فمكثت عنده زماناً وهي معجبة له تريه أنها تحبه، ثم
استزارته أهلها فحملها حتى أتاهم بها، فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه، وتوعده قومها بالقتل فانصرف عنهم،
وأقبل عليها فقال لها: يا ليلى، خبري صواحبك عني كيف أنا؛ فقالت: ما أرى لك عقلاً!
أتراني قد اخترت عليك وتقول: خبري عني! فقال في ذلك:

ت
حن إلى ليلى بجـو بـلادهـا
وأنت عليها بالملا كنت أقـدر
وكيف ترجيها وقد حيل دونهـا
وقد جاوزت حياً بتيماء منكرا
لعلك يوماً أن تسـري نـدامة
علي بما جشمتني يوم غضورا

وهي طويلة. قال: ثم إن بني عامر أخذوا امرأة من بني عبس ثم من بني سكين
يقال لها أسماء، فما لبثت عندهم إلا يوماً حتى استنقذها قومها؛ فبلغ عروة أن عامر بن الطفيل فخر
بذلك وذكر أخذه إياها، فقال عروة يعيرهم بأخذه ليلى بنت شعواء الهلالية:

إن تأخذوا أسماء موقـف سـاعةٍ
فمأخذ ليلى وهي عذراء أعجب
لبسنا زماناً حسنها وشـبـابـهـا
وردت إلى شعواء والرأس أشيب
كمأخذنا حسناء كرهاً ودمعـهـا
غداة اللوي معصوية يتصـبـب

مثل هذا الصعلوك المغامر الجريء حتى لو مات تظل ذكراه خالدة المحامد ،
وهكذا كان عروة بن الورد .
وهذه قصيدة ( أفي ناب :

أفي نـاب ٍ منحناهـا فقيـرا
ًله بطنابنـا طنـبٌ مُصيـتُ
وفضلة سمنةٍ ذهبـت إليـهِ
وأكثر حقـهِ مـا لا يفـوتُ
تبيتُ على المرافقِ ، أم وهبٍ
وقد نام العيونُ لهـا كتيـتُ
فـإنّ حمِيّتنـا أبـداً حـرامٌ
وليس لجارِ منزلنـا حَميـتُ
وربُتَ شبعةٍ آثـرتُ فيهايـداً
جـاءت تُغِيـرُ لهـا هَتيـتُ
يقولُ الحـقُ مطلبُـهُ جَميـلٌ
وقد طلبوا إليكَ فلـم يقيتـوا
فقلت ألا أحيَ وأنـت حـرٌ
ستشبعُ في حياتك أو تمـوتُ
إذا مـا فاتنـي لـم أستقلـهُ
حياتي والملائِـم لا تفـوت
وقد علمت سليْمـى أن رأيٌ
ورأي البخلِ مختلفٌ شتيـتُ
وأني لا يريني البخـل رأيٌ
سواءٌ إن عطشتُ وإن رويتُ
وأني حين تشتجر العوالـي
حوالي اللبِّ ذو رأيٍ زَميتُ
وأكفي ما علمت بفضلِ علـمٍ
وأسألُ ذا البيـانِ إذا عميـتُ

وهذه قصيدة : أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ

أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ
بني ناشب عني ومن يتنشب
آكلكم مختار دار يحلها
وتاركُ هُدْمٍ ليس عنها مُذنَّبُ
وابلغ بني عوذ بن زيد رسالة ً
بآية ِ ما إن يَقصِبونيَ يكذِبوا
فإن شِئتمُ عني نَهيتُم سَفيهَكم
وقال له ذو حلمكم أين تذهب
وإن شئتمُ حاربتُموني إلى مَدًى
فيَجهَدُكم شأوُ الكِظاظِ المغرّبُ
فيلحق بالخيرات من كان أهلها
وتعلم عبس رأس من يتصوب


توفي عروة بن الورد سنة 596 للميلاد .

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 12:11 PM   #8
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية العضو









:

الشميلاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
وبعد:
فهذه الترجمه الثانيه من سلسلة تراجم سنتناولهاا للشعراء الصعاليك ،
نُلقي الضوء في هذه الصفحه على حياة واحد من الشعراء الصعاليك الذين
يعتبرهم مؤرخو الشعر العربي ظاهرة فريدة في تاريخ الشعر العربي ، فهم شعراء ولصوص ... قطاع
طرق يقرضون الشعر ... يسرقون القوافل ويكتبون القوافي ...يغزون القبائل ويمجدون غزواتهم بشعر
بليغ......!
شااعرنااا هو
........
( تأبط شراً )

- رحلة في الخيال .
- رحلة في عالم آخر.
- رحلة في نظم خيوط القوافي.
- رحلة في قصايد أدبنا العربي القديم
لم يكن الأنسان العربي القديم انسان ساذج محدود الفكر في الحرب والنهب
ولكنه يرخي العنان لخياله لاكتشاف عالم آخر لم تنجبه تلك الصحراء الجرداء ولا الحياة الصعبة
ولعل ذلك يبرز في شاعر عاش تلك الحياة
( تــــــأبــط شــــراً ):
أشهر شعراء الصعاليك فقد كان لذلك الشاعر جرأه في الخيال وقوة في القصائد
لاتقل عن جرأته وقوته في حياته.
في أحدى قصائد تأبط شراً أو مغامراته الخيالية تحرر ذلك الصعلوك من حدود بيئته
وانطلق بفكره ليصف في رحلة خيالية من خلال قصيده أراد بها التحدي والوصف.
التحدي إلى عالم مجهول، إلى تمثيل خيال بشخوصه
يتكلم ويخاطب ويموت ويحيا بروعة سبك درامي وفن روائي لم يكن معروفا في ذلك العصر

( تأبط شراً )
الشاعر الصعلوك واللص الأديب الذي خرج علينا بعده بمئات السنين الكاتب
الفرنسي موريس لبلان بقصص ( أرسين لوبين ) اللص الشريف الذي يعد نموذجاً لبعض امكانات
( تأبط شراً ) لكن الأصل سيبقي دوما هو (تأبط شرا)ً
.

*يتبــــــــــــــــــع*

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 12:14 PM   #9
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك

تابَّطَ شَراً
{}}{نسبه ولقبه}{{}
هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل بن عدي بن كعب بن حزن.
وقيل:
حرب بن تميم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.
ويقال بأنه من أغربة العرب .
إذ كانت أمه حبشية سوداء ورث عنها سوادها ، والأقرب للحقيقه أن أمه حرة
إمن بني القين بطن من، فهم ولدت خمسة : تأبط شراً، وريش بلغب، وريش نسر، وكعب جدر، ولا
بواكي له00 وقيل: إنها ولدت سادساً اسمه عمرو.

وتأبط شراً لقب لقب به:ماهو السبب ؟
ذكر عدة روايات :
أنه كان رأى كبشاً في الصحراءفاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول
طريقه، فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول
فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت? قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شراً فسمي بذلك.

وقيل:
بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك
فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه
فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت
فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت?
فقالت: أتاني بأفاع في جراب
قلن: وكيف حملها? قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً فلزمه تأبط شراً.
وحدث علي بن الحسن بن عبد الأعلى عن أبي محلم بمثل هذه الحكاية وزاد فيها:
أن أمه قالت له في زمن الكمأة: ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة فيروحون بها?
فقال أعطيني جرابك، حتى أجتني لك فيه فأعطته فملأه لها أفاعي وذكر باقي الخبر مثل ما تقدم.

ومن ذكر أنه إنما جاءها بالغول يحتج بكثرة أشعاره في هذا المعنى فإنه يصف
لقاءه إياها في شعره كثيراً فمن ذلك قوله:

فأصبحت الغول لي جارة 00000 فيا جارتا لك ما أهـولا
فطالبتها بضعها فالتـوت 00000 علي وحاولت أن أفعـلا
فمن كان يسأل عن جارتي 000 فإن لها باللوى مـنـزلا

يصف غولاً افترسها:
وإنما سمي تأبط شراً لأنه - فيما حكي لنا - لقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له رحى بطسان
في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطريق فلم يزل بها حتى قتلها وبات عليها فلما أصبح حملها تحت إبطه
وجاء بها إلى أصحابه فقالوا له: لقد تأبطت شراً

فقال في ذلك:
تأبط شراً ثم راح أو اغـتـدى 000 يوائم غنماً أو يشيف على ذحل
وقال أيضاً في ذلك:
ألا مـن مــبـلـغ فـتـيــان فـهـم 000 بما لاقيت عند رحى بطـان
وأني قد لقيت الغول تهـوي 000 بسهب كالصحيفة صحصحان
فقلت لها: كلانـا نـضـوأين 000 أخــو ســفـر فخــلي لي مكانـي
فشدت شدة نحوي فـأهـوى 000 لها كـفـي بمصــقـول يـمـانـي
فأضربها بلا دهش فخـرت 00000 صـريعاً لليــديـن ولـلـجـــران
فقالت: عد فقلت لها: رويداً 000 مكانك إنني ثــبت الـجـنـان
فـلـم أنفـك متـكـئاً عـلـيــهـا 000 لأنـظــر مصــبحاً ماذا أتـانـي
إذا عينان فـي رأس قـبـيـح 000 كرأس الهــر مشقوق اللسـان
وساقا مخدج وشواة كـلـب 000 وثوب مـن عباء أو شـــنـان

وربما كانت قبيلته هي التي لقبته بهذا لكثرة جناياته وجرائره .
إذاًهو من الشعراء الصعاليك، عاش في الحجاز، في المنطقة المحيطة بالطائف،
وجمع عصابة للاغارة على بني خثعم وهذيل، والأزد.. شاع شعره في وصف الغيلان والجن.

وقد مات والد تأبط وهو لايزال صغيرا فتزوجت والدته بأبي كبير الهذلي،
وكان تأبط غلاماً صغيراً فتنكر له ، وعرف أبو كبير ذلك في وجهه ، إلى أن ترعرع الغلام .
فقال أبو كبير لزوجته :
ويحك ، قد رابني والله أمر هذا الغلام ، ولا آمنه .
قالت : فاحتل عليه حتى تقتله .
فقال له ذات يوم : هل لك أن تغزو يا ثابت ؟؟
فقال : ذاك من أمري .
قال : فامض بنا
فخرجا غازيين لازاد معهما ، فسارا ليلتهما ويومهما من الغد .. حتى ظن أبو كبير أن الغلام قد جاع .
فلما أمسى قصد به أبو كبير قوماً كانوا له أعداء ، فلما رأيا نارهم من بعيد
قال له أبو كبير : ويحك قد جعنا .فلو ذهبت إلى تلك النار فالتمست لنا منها شيئا
فمضى تأبط شراً ،
فوجد على النار رجلين من ألصِّ من يكون من العرب وإنما أرسله إليهما أبو كبير ليقتلاه .
فلمارأياه قد غشى نارهما وثبا عليه ، فرمى أحدهما وكر على الآخر فرماه ،فقتلهما ، ثم جاء إلى نارهما فأخذ الخبز .
فجاء به إلى أبو كبير فقال له : كل ، لاأشبع الله بطنك ، ولم يأكل هو
فقال : ويحك أخبرني ماذا حدث؟
فأخبره ، فازداد خوفاً منه .
ثم مضيا ليلتهما فأصابا إبلاً ، وكان يقول له أبو كبير ثلاث ليال :
اختر أي نصفي الليل شئت تحرس فيه وأنام ، وتنام النصف الآخر ،
فقال : ذلك لك ، اختر أيهما شئت .
فكان أبو كبير ينام إلى نصف الليل ويحرسة تأبط شراً ، فإذا نام تأبط شراً نام أبو كبير أيضا لايحرس شيئا حتى استوفى الثلاث .
فلما كان في الليلة الرابعة ظن أبو كبير أن النعاس قد غلب الغلام ،فنام أول الليل إلى نصفه ، وحرسة تأبط شراً ،
فلما نام الغلام قال ابو كبير : الآن يستثقل نوماً وتمكنني فيه الفرصة ، فلما ظن أنه استثقل أخذ حصاة صغيرة فرمى بها
فقام تأبط كقيامه الأول وقال :
مالذي أسمع ؟ قال : والله ماأدري لعل بعض الإبل تحركت ، فقام وطاف فلم يرى شيئا
فعاد فنام ، فأخذ حصاة أصغر من تلك فرمى بها فوثب تأبط ، فطاف ورجع إليه فقال :
ياهذا، إني قد أنكرت أمرك والله ,لئن عدت أسمع شيئا من هذا لأقتلنك.
قال أبو كبير : فبت والله أحرسه خوفا من ان يتحرك شيء من الإبل فيقتلني

*يتبــع*

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-2010, 12:15 PM   #10
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك


الخيال :

مما روته كتب التاريخ عن تأبط شراً انه خارق القوة، فان اتكأ على بعير اسقطه، او استوى على
ظهرفرس اجهضها، وهو اسرع من الجياد الجامحة ومن ذلك ما يقال عن تأبط شراً من أنه " كان
أعدى ذي رِجْلين وذي ساقين وذي عينين ، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة ، فكان ينظر الى الظباء ،
فينتقي على نظرة أسمنها ، ثم يجري خلفه ، فلا يفوته ، حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ، ثم يشويه فيأكله "
ويسبق الظبي في عدوه، وان رمى رمحه، فانه كريح الشتاء، ورغم ان له الكثير من الحكايات
الخرافية مع الجان والغيلان، الا ان الذين وصفوه، يرون انه هو الغول بعينه، فضفيرتاه تشبهان قرني
الشيطان، وله عينان حمراواتان، تنبعث منهما اشعة كريهة تنذر الناظر اليهما بالموت، وفمه كفوهة
بئر، اما انفه فانه يشبه رأس البعير.. مع هذه الاوصاف وغيرها من امارات القبح، فان (تأبط شرا) يعد
واحدا ممن يعشقنه النساء، كما تجلى ذلك واضحا في اشعاره.


نادته امه يوما، وقالت له: «ايها الولد العاق، ها أنت ترى ما نحن فيه من شظف
العيش، وانت لا هملك الا ان تسابق الغزلان، لم لا تنطق ايها الخبيث؟!»، فيجيبها: «وماذا تريدين ان
افعل، بعد ان جئتلك بكبش سمين، فاذا به ينقلب بين يديك الى ذئب مفترس؟! وسرقت لك ما يزن حمل
بعير من التمر،فانقلب التمر حين رأى وجهك الى أفاع سامة!! فماذا افعل لك بعد ذلك يا امرأة؟!


لكنها لا تعبأ بما قال وتصرخ فيه: اسمع ايها الجلف.. ان في فلاة رحى بطان من ارض هذيل، إبلترعى،
فلو تربصت ببعضها ليلا.فيصيح فيها مقاطعا: انتِ اذاً تريدين لابنك ان يسرق اموال الناس؟ فتجيبه
ساخرة: ثكلتك امك، وهل لك صنعة اخرى غير السرقة التي ورثتها عن ابيك؟فيجيبها: واللات ما
اسموك ام الاشرار عبثا, وبئس الأم انت يا من تحرضين ولدك على فعل الشر ، فتقول له: «لا تجادلني،
وانت لا عمل لك سوى مجالسة السراق كأبي خراش والشنفري.. هيا اذهب يا تأبط الى رحى بطان،
وعد لأمك بلبن النياق.



ومن أشعاره التي رواها المفضل الضبي في مفضلياته ، والتي يصور فيها
أحدى مغامراته مع صديقيه الشنفرى وعمرو بن براق والتي باءت بالفشل فدبروا حيلة بارعة نجوا
فيها عدوا على الأقدام :


ليلة صاحوا وأغروا بي سِراعهُمُ
بالعَيكتين لدى مَعْدَى ابـن بـرّقِ

كأنما حثحثوا حُصَّـا قَوادِمُهُـأ
و أم خؤشْفٍ بذي شَثّ وطُبَّـاقِ

لاشيء أسرع مني ليس ذا عدوٍ
وذا جناحٍ بجنب الريْـدِ خَفـاق

حتى نجوت ولما ينزعوا سلبـي
بِوالهٍ من قَبِيِض الشـدِّ غيْـذاقٍ

ويقول أيضا:

لكنما عِولي إن كنتُ ذا عِـوَلٍ
بَصيرٍ بكسبِ الحمد سَباقِ

سباقِ غاياتٍ مجدٍ في عشيرته
مُرجعِ الصوتِ هدّا بين أرفاقِ

عاري الظنابيبِ مُمتد نواشـرهُ
مِدلاج أدهم واهي الماء غساق

حمـال ألويـة شهـاد أنديـة
قوال محكمـة جـواب آفـاق

فذاك هَمي وغزوي أستغيث بهِ
إذا استغثت بضاق الرأس نعاقِ



فهو يتصف بجهارة الصوت بين رفاقه وبضمور جسمه وقوته وصلابته
وجرأته .ولا ينسى أن يضيف إلى هذه الخصال خصلة الكرم:


بلْ من لعذّالـةٍ خَذّالـةٍ أشـبٍ
حَرقَ باللوم جِلدي أيَّ تحـراقِ

يقول أهلكت مـالا قنعـت بـهِ
من ثوب صدقٍ ومن بزّ وأعلاقِ

عاذلتي إن بعض اللوم مَعْنَفـةٌ
وهل متـاعٌ وإن أبقيتُـه بـاقِ



وكأن الصعلكة قد أنعكست عليها صفات الفرسان من سمو في الأخلاق .
قيل لقي تأبط شرا رجلاً من ثقيف يقال له ابو وهب وكان جباناً اهوج وعليه حلة جيدة
فقال ابو وهب لتأبط شرا: بم تغلب الرجال يا ثابت وانت كما أرى دميم ضئيل؟
قال: باسمى, انما اقول ساعة ما ألقى الرجل:انا تأبط شرآ،فيخلع قلبه حتى انال منه ما اردت.
فقال له الثقفي : أقط؟ قال:قط ، قال: فهل لك ان تبيعني اسمك؟
قال:نعم،
قال: فبم تبتاعه؟
قال: بهذة الحلة وبكنيتك
قال لة:افعل،ففعل،
وقال تأبط شرآ: لك اسمي ولي كنيتك
وأخذ حلته واعطاه كساء بالي ثم انصرف.
وقال يخاطب زوجة الثقفي:

ألا هل اتى الحسنـاء ان حليلهـا
تأبط شـرآ واكتنيـت أبـا وهـب

فوهب تسمى باسمي وسميت باسمه
فأين له صبري على معظم الخطب

وأين له بأس كبأسـي وسورتـي
وأين له فـي كـل فادحـة قلبـي


عاشقة تأبط شرا :

وصفها بأنها جميلة كالوردة في خدرها، لولا ان بها شوك، فيروي قصته معها،
يوم خرج مع صاحبهالشنفرى الذي كان مثله عداء لا يشق له غبار، فتسللا معا في جوف الليل، حتى
ظهرت لهما نيران لأناس يسمرون قرب قافلة لهم، فقال الشنفري: علينا ان نسرق ما في هذه القافلة
فيسأل تأبط عن السبيل الى ذلك، ورجال القافلة كثيرون؟!

فيرسم له الشنفري الخطة، وهي كالتالي:

تقترب انت منهم، فيطمعون فيك، فاذا طاردوك، فطاولهم.. فاذا عدوا خلفك،
استأسر لهم، فان اخذوك
الى حيث القافلة ثم اوثقوك، بدوت لهم انا من بعيد، اعدوا امامهم، حتى يجدوا في طلبي، فأباعد بينهم
وبين القافلة، فتحل انت وثاقك، وتسوق القافلة الى مخبأنا . وفعل تأبط ما تم الاتفاق عليه، فاذا بدا لهم
الشنفرى،
سألوا تأبط: اهذا صاحبك؟!
فأجابهم: احذروه، فانه اسرع من يعدو في العرب، وما احسبكم
تلحقون به
فاجابه احدهم: لن يعجزنا ان نأتي به لنضمه اليك.
وبدأوا يطاردون الشنفرى وهم على ظهور جيادهم، بينما هو يعدو
عدوا، قد ابعد بهم مسافات طويلة عن قافلتهم.
وفي هذه الاثناء فك تأبط شرا وثاقه، وساق القافلة الى حيث
مخبأهما، وما ان ادخل الأبعر الى الكهف، حتى سمع صوتا نسائيا،
فاستطلع الامر، واذا به امام شابة رائعة الجمال، لينة الاعطاف، يكاد بياض وجهها ينير ظلمة الكهف،
ترجوه ان يتركها الى حال سبيلها بعد ان ظفر بغنيمته،
فيقول لها: اومن يظفر بمثلك يفعل ما تطلبين واللات ما افرط فيك
ابدا.
فتضحك بمرح ودلال قائلة: ما احسبك الا اضعف الخلق.
فيجيبها محتدا: ليس لمثلي يقال هذا الكلام
فتمد نحوه يدها، وترفعه من صدره الى اعلى ثم تلقي به الى
الارض, فحاول القيام وهو يتوعدها: واللات ما ابقي عليك حية، وان
كنت اجمل الجميلات.
فترفعه من صدره ثانية ثم تلقي به الى الارض، ووضعت رجلها فوق
جسمه، وتوجهت اليه بالحديث وهي ضاحكة، ومزهوة بنصرها عليه: والآن ما تقول ايها الخبيث وانت
تحت قدمي لا تملك حراكا.
فيجيبها: ويحك من اين لك هذه القوة؟؟
فتنشرح اساريرها لسؤاله: حسنا، ما دمت قد اقررت بأن هناك من
هو اقوى منك، فاني اعفو عنك.
ويسألها تأبط: كيف تركتني اسوق قافلة قومك، ولم تمنعيني من ذلك؟
تجيبه: سمعت عن شجاعتك، واعجبت بك، فتركتك تفعل ما تفعل
لأظفر بك.
فيجيبها بخذلان وأسى: ظننت انني انا الذي ظفر بك، هيا.. اقتليني فلا
احتمل ذلا بعد هذا الذل، امرأة تصرع تأبط شرا؟! اقتليني ويحك، ماذا تنتظرين؟
فتقول له: هناك ما هو خير من قتلك، وهو ان تتزوجني، فوالله قد
احببتك من كثرة ما سمعت عنك، تزوجني.. فلا يكون احد في ارض العرب، في شدة قوة اولادنا.
فتزوجها بعد ان شغف بها حباً، ورغم قبحه، صار الناس يضربون
الامثال بجمال (براق) ولده الأول منها.

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009
استضافة حياة