الإهداءات


العودة   (شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) >

®§][©][ المنتـــــديات العـــــــامه][©][§®

> الخيمة الرمضــانيــة 1434_2013 > ارشيف الخيمة الرمضانية 1432

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-08-2011, 03:43 PM   #1
افتراضي الظلم ظلمات في الدنيا والاخرة...


الحمد الله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما كما جاء في الحديث القدسي :

' يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا

وصلى الله وسلم وبارك على نبي الرحمة القائل محذرا من دعوة المظلوم :

' واتقوا دعوة المظلوم فإنها ليست بينها وبين الله حجاب '.

اما بعد ..

فإن الظلم عاقبته وخيمة ، ولا يصدر إلا من النفوس اللئيمة ، وآثاره متعدية خطيرة في الدنيا والآخرة ؛ وإذا تفشى الظلم في مجتمع من المجتمعات كان سببا لنزع البركات ، وتقليل الخيرات ، وانتشار الأمراض والأوجاع الآفات .

والظلم قبيح من كل الناس ولكن قبحه اشد وعاقبته أضر إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم ، حيث يصعب رفعه عنهم وإزالته منهم ، لما للحكام من السطوة والأعوان ، ولأن من أهم حقوق الرعية على الرعاة دفع الظلم عنهم ، وحماية الضعفاء من جور الأقوياء ، ولهذا قال أبو بكر رضي الله عنه عندما ولي الخلافة : ' الضعيف منكم قوي عندي حتى آخذ الحق له ، والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه ' ، أو كما قال .

وظلم ولاة الأمر يُجَرِّئ اتباعهم وأعوانهم على الظلم ويدفعهم إليه دفعا لما لهم من المكانة والحظوة واستقلال النفوذ .

إذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص لقد انتبه بعض الحكام لخطورة الظلم فخافوه وهابوه ، لآثاره الظاهرة ومضاره الواضحة في الدنيا قبل الآخرة ، من نزع البركات وقلب النعم نقمات ، بمجرد إضمار السوء وإبطان المكر ، قبل إعلانه والإفصاح عنه وذكره ابن الجوزي رحمه الله في كتاب \ ' مواعظ الملوك والسلاطين \ ، قال :

' خرج كسرى في بعض الأيام للصيد ، فانقطع عن أصحابه وأظلته سحابة ،

فأمطرت مطرا شديداً حال بينه وبين جنده ، فمضى لا يدري إلى أين يذهب ، فانتهى إلى كوخ فيه عجوز ، فنزل عندها ، وأدخلت العجوز فرسه ، فأقبلت ابنتها ببقرة قد رعتها فاحتلبتها ، ورأى كسرى لبنها كثيراً ، فقال : ينبغي أن نجعل على كل بقرة خراجاً ، فهذا حلاب كثير ؛ ثم قامت البنت في آخر الليل لتحلبها فوجدتها لا لبن فيها فنادت : يا أماه قد أضمر الملك لرعيته سوءاً ؛ قالت أمها : وكيف ذلك ؟ قالت : إن البقرة ما تبز بقطرة من لبن ؛ فقالت لها أمها: اسكتي ، فإن عليك ليلا ؛ فأضمر كسرى في نفسه العدل والرجوع عن ذلك العزم ، فلما كان آخر الليل قالت لها أمها: قومي احلبي ؛ فقامت فوجدت البقرة حافلا ، فقالت : يا أماه قد والله ذهب ما في نفس الملك من السوء ؛ فلما ارتفع النهار جاء أصحاب كسرى فركب ، وأمر بحمل العجوز وابنتها إليه،

فأحسن إليهما ، وقال : كيف علمتما ذلك ؟ فقالت العجوز: أنا بهذا المكان منذ كذا و كذا، ما عمل فينا بعدل إلا أخصبت أرضنا، واتسع عيشنا، وما عمل فينا بجور إلا ضاق عيشنا وانقطعت موارد النفع عنا.. \ ' .

و تدل آثار العدل من ولاة الأمر الإيجابية من بسط الأمن ، والبركة في الأرزاق والأقوات والأوقات من ناحية ، وآثاره السلبية من نزع للبركات ، ومحق في الأقوات والثمرات والأوقات من ناحية أخرى ، ظاهرة مشاهدة جلية ، كما دلت على ذلك الأخبار السابقة والآثار السالفة إذا انتبه بعض الملوك الكفار لأهمية العدل وخطورة الظلم لبعض المشاهدات ، فحري بالحكام المسلمين أن يعوا ذلك ويفهموه للأخبار الصحيحة الصريحة التي وردت عن صاحب الشريعة ، والسيرة المضيئة التي سلكها الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون من هذه الأمة في عصور الإسلام المختلفة ، حيث كان العدل رائدهم والإنصاف مقصدهم .

ولم يكن عدلهم هذا قاصراً على المسلمين ، بل شمل أهل الذمة والمعاهدين و نحوهم ، بينما نجد اليوم بعض الحكام المسلمين ينالون من بعض إخوانهم المسلمين ما لم ينله منهم الكفار المعاندون ، بل إن بعض المسلمين حرموا من أوطانهم وأولادهم ولم يجدوا مأوى لهم إلا في ديار الكفار . فكل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وعرضه ، وماله ، ولا ينبغي للحكام ولا لغيرهم أن ينالوا من ذلك شيئا إلا بحق الإسلام . عن ابن عمر رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ' لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ' 2 ؛ وعن عائشة كذلك : ' من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين ' 3 ؛ وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ : ' وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد .
4فاحذر أخي المسلم ، حاكما كنت أو محكوماً ، من الظلم ، والغش ، والتعدي على حقوق الآخرين ؛ وأعلم أنه لن تزول قدماك يوم القيامة حتى يقتص منك ، فإن دعتك قدرتك اليوم وسطوتك على ظلم الآخرين فتذكر قدرة الله عليك يوم القيامة ، واعلم أن أخطر أنواع الظلم بعد الإشراك بالله ظلم العلماء والأولياء ، فقد أعلن الله حربه على من عاداهم : ' من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب '5
بالعدل قامت السموات والأرض ، وبالعدل يصلح الراعي والرعية ، وبالعدل تسعد البشرية وتأمن الرعية . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' يوم من إمام عادل أفضل من مطر أربعين صباحا أحوج ما تكون الأرض إليه ' 6 . وكتب عامل لعمر بن عبد العزيز : \ ' إن مدينتنا قد احتاجت إلى مرمَة ، فكتب إليه عمر : حصن مدينتك بالعدل ، ونق طرقها من المظالم \ ' .وقال كعب الأحبار لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما : ' ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء ' ، فقال عمر : ' إلا من حاسب نفسه '. ومن الأمثال السائدة في السلطان : إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة ؛ لا صلاح للخاصة مع فساد العامة ؛ لا نظام للدهماء مع دولة الغوغاء ؛ الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم . وقال مجاهد : المعلم إذا لم يعدل بين الصبيان كتب من الظلمة .
أسأل الله أن يجنبنا وجميع إخواننا المسلمين الظلم ، وأن يوفقنا للعدل والإنصاف ، في الشدة والرخاء ، والرضا والغضب ، وأن يصلح الرعاة والرعية ، وأن يؤمن المسلمين في أوطانهم ، وأن لا يسلط عليهم عدواً من غير أنفسهم ، وأن يقيهم شر أنفسهم ، و صلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ؛ ودمتم سالمين في عالم يسوده طاعة الله والمحبة بالله والالفة والخير والطمئنينة ان شاءالله وان يسود عالمنا الاسلامي السلام والأمان اللهم آمين والسلام.
هذا و الله اعلم

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صالح العريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009
استضافة حياة