السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الى الجميع تحية طيبة :
في هذا الموضوع سنتحدث عن شاعر وليس أي شاعر ، شاعر أجاد القول وأبدع فيه وكان يعيش في فترة التوترات والحروب التي كانت تسود الجزيرة العربية وشمالها من مناخات ومعارك بين القبائل والدول والاقاليم إنه الشاعر / محمد بن حسين الدسم الدوامي السبيعي العنزي شاعر الحكمة والموعظة ولد هذا الشاعر سنة 1265بعض شعره لجودته ولم يذكر له شعر في الغزل بل أغلب قصائده في المعارك والمناخات والحكم والمواعظ ..
ونبديء بقصيدته المشهورة والتي هي أشهر من نار على علم والمعروفة بام الوصايا أو يسميها البعض الشيخة وحيث أن محمد الدسم من الشعراء الذين لهم خبرة طويلة بتجارب الحياة مما حدا به لقول هذه الارشادات ويسندها على أخيه أبو زعزوع من باب النصيحة وإسداء الخير له فيقول :
يا خوي لـك عنـدي وصـاة مصيبـه = خذلك وصـاة تلمـس العقـل وتصيـب
تـرى وصـاة أخـوك مابـه معيـبـه = لا صار أخـوك مكمـل العقـل ومنيـب
أخـاف امـوت ولا ضــلال تجيـبـه = تـوزي لضيقـات الـدروب الضنابيـب
حيـث الليالـي مــا تعـلـم بغيـبـه = ولا يعلـم الا صاحـب العلـم والغيـب
ودي تحـرص عـن بـلاد كـل ويبـه = ويصير بـك عـرف وكمـال وتأديـب
والا المقـدر صـار مــا ينحكيـبـه = ولا ينمحـي هـذا مـن الله مكاتـيـب
افهـم وصاتـي كـان قلبـك يصيـبـه = تطلعـك مـن كـل الامـور الحراديـب
أول وصـاتـي بالـفـروض الاديـبـه = صـوم وصـلاة وعدهـم بالمواجيـب
وثانـي وصاتـي للامـور الصعيـبـه = أحرص عليهـا قبـل هـون وتصعيـب
جـر عبيلـه مــا يكـلـف طبيـبـه = ولا شـي الا ماضيـا لــه تجـاريـب
وثالـث وصاتـي تلعـة ينعـدى بــه = تلقـى عليـهـا بيـنـات المسـاريـب
واللي عدايـة ذيـب مـن بطـن ذيبـه = ولا واحد عدى بهـا غبـر هـو ذيـب
ترى هذاك العـرف مـن غيـر ريبـه = راعيـه لايطلـب ولا لــه مطالـيـب
ورابع وصاتـي كثـرة الهـرج خيبـه = هـرج بـلا معنـاه مسمـوج ويخيـب
لاصـار مـا عنـدك علـوم غريـبـه = بيـن الرجـال ترتـب الهـرج ترتيـب
وخامس وصاتي خفـة الرجـل عيبـه = من راكض الفرقان يركض لـه العيـب
لا صـار مـا تنحـر لـزوم تجيـبـه = تنحر غرضك ان كان ماجـاك وتجيـب
وساسـد وصاتـي لـك معـزة وهيبـه = عليك بسفـن البـر حـرش العراقيـب
ولا يعجبـك الزبـد هــو والرويـبـه = ترغب لحوش الضـان وتخلـي النيـب
راعي الغنم يشيـب مـن قبـل شيبـه = والبـل معـزه تجلـي الهـم والشيـب
الى أشهلـب الوقـت لـو هـو حليبـه = يوصلـك لديـار الهنـاء والتعاجـيـب
وسابع وصاتـي كـان صابتـك سيبـه = تقـدر علـى كثـر الثمـن والمطاليـب
بنـت الحمولـة والاصيـل العريـبـه = اللـي قناهـن ذاق لــذة وترغـيـب
واللـي قنـا بنـت الـردى والهليـبـه = أصبـح بهـم وجنـب الربـح تجنيـب
والعجـز يـرث لـك مذلـه وخيـبـه = اردى الرجـال اللـي يذمونـه السيـب
عليـك بالسقمـة ولـو هـي تعيـبـه = مـا دام بـك حيـل تنـط المراقـيـب
تـرى كثيـر المـال كـلـن حبيـبـه = ويقال له فت جـاي لـو مافعـل طيـب
والا قليـل الـمـال شـنـا أرويـبـه = لو كـان طيـب يكثـرن بـه عذاريـب
وثامن وصاتـي شرهـا ينحـرييه = ترى الدروب الفاسدة مـا بهـا طيـب
درب الـزنـا والعـايـزة والقريـبـه = أحـذر هذيلـن مـن كبـار العذاريـب
ثنتين من داخـى عليهـم احكـي بـه = مداخي علـى وجهـه تعيبـه معاييـب
مداخي على عرضه مثـل شـق جيبـه = علـم يبيـن مــن أذان الاعـاريـب
وتاسع وصاتـي عـن مناقـر شريبـه = الى صار ماهو من وسـاع المشاريـب
خـلـه ويلـقـى بالـمـوارد لعيـبـه = عنـد الظوامـي يكثـرون الواعـيـب
ومـن دور العيـلات غربـل نصيـبـه = أحسب حسابه مـن حسـاب المذاهيـب
ومـن جنّـب الشيطـان حقـه غديبـه = ومن هاب طبـات الملاعـب مـا هيـب
عـن واحـد يبـلاك أو تبتـلـي بــه = ينهـج حديكـم يــم دار الاجانـيـب
وعاشر وصاتي الـى صـارت مصيبـه = وبـلاك ربـك وابتلـوك المغاضـيـب
أحـذر تمضـي مـا تسمـى غليـبـه = امض وتبين عـن الحـاق المشاعيـب
وازبن على حصـن الرجـال الصليبـه = عـدك بعيطـا عـن سمـوم اللواهيـب
ومن غيرهـا عنـدي وصايـا عجيبـه = لافكـر الفاهـم يصـيـب المتـاريـب
والكـل منهـن يـوم تفطـن صعيبـه = والكـل منهـن يلحقـنـك مشاعـيـب
الضيـف ضيـف الله وصابـه حبيبـه = استقبل ضيفـك فـي تهـل ٍ وترحيـب
قلـط لـه الميسـور وماهـان جيـبـه = واحلف على الماجود ديـن المعازيـب
وخويـك اللـي بالخـلا تبتلـي بــه = خيـال والا فـوق عـوج المصالـيـب
أو راجـلا حفـيـان مـالـه نجيـبـه = أو عـورة يبلـي بهـا عالـم الغـيـب
اصبر وراعي الصبـر محمـود طيبـه = عنـد الـذي يبـي الفخـر والمراتيـب
وقصيـرك اللـي مايصيبـك يصيـبـه = وصابـه الله لا تحسـف بـه الطـيـب
حقـه عليـك تـزود الـقـدر هيـبـه = الى مايروح بـزود حشمـة وتوجيـب
وراعي الجدى حق الـردى مايصيبـه = ومن لاعرض جنبه على الطعن ما صيب
الشيـوخ والحـكـام زمــل منيـبـه = فيهـم عمـار وقضـي لازم وتخريـب
ما ينومـن مـن شـأن منهـم حليبـه = عقـب الصداقـة ينقلـب كنـه الذيـب
أهـل خفايـا وغيبهـم مـا دري بــه = يتحدرجـون بـدون عـذر وتذنـيـب
عشرانهـم هـل العـلـوم العجيـبـه = وصدقانهـم مرويـن حـد المغالـيـب
الى صـار مـا حـدا الثلاثـة تجيبـه = مالك بهـم والـدرب شـرق وتغريـب
خوريهـم مـا يشتهـي نفـض جيبـه = حكـاي وجهيـن يـقـص العراقـيـب
هــذي يـودهـا وهــاذي يجيـبـه = وهـاذي يسويهـا بصـدق ٍ وتكـذيـب
واللي حكي بيـن الصحيـب وصحيبـه = مخرب ويخرب بيـن نـاس ٍ اصاحيـب
وسوالفـه دايــم نميـمـة وغيـبـه = ولا يستحي من كلمـة الكـذب والعيـب
راعـي النقيلـي لا تــوارد قليـبـه = امـوارده مـا يبهـج القلـب ويثـيـب
هـذاك لاتـنـزل جـوانـب شعيـبـه = بالك تحطـه يابـو زعـزوع بالجيـبهـ على وجه التقريب أو ربما قبلها ، وعاش حتى أشرف على المائة عام أو تجازوها وصقلت موهبته الحياة وهو ينطق الشعر من واقع التجربة وهو شاعر مكثر وقد إندثر الكثير من شعره وحفظ