كمبيوتر اليوم.. يشعر ويتنفس ويطالب أيضا بالرحمة!!

17-12-2008, 01:42 AM

لم يعد مجرد قطعة حديد.."كمبيوتر بلا إحساس" .. " قطعة من الحديد لا تشعر " .. " كمبيوتر بلا مشاعر " ... وغيرها من العبارات التي دائما ما نرددها ونصف بها الكمبيوتر .. خصوصا أن السمة الأساسية لهذا الجهاز، أنه ينفذ الأوامر التي يمليها عليه الإنسان .. وبالتالي فهو لا يقوم بفعل دون أمر .. وبالتالي فهو مجرد "روبوت" ينفذ ما يؤمر به ..
ويبدو أن العلماء قرروا التمرد علي هذه السمة التي التصقت بالكمبيوتر منذ اختراعه، وهذا التمرد بدأ منذ محاولة جيرالد إيدلمان من معهد Neurosciences في سان دياجو بكاليفورنيا، تطوير أدوات أساسها الدماغ لتقلد نشاطه في الإنسان.
بالطبع ستكون عدد الخلايا العصبية ووصلاتها أقل بكثير مما لدى الإنسان، لكنها تؤدي غرضها بشكل كاف لتلبية مهام الفهم والذاكرة والتفاعل مع البيئة بعد أن جهز إنسانه الآلي بكاميرا فيديو ومكبر صوت وكتل فولاذية كمقابض وكهرباء ومجسات تعطيه إحساسا بالجوع.
وانتقل هذا التمرد إلي شركةIBM العالمية ، حيث أعلنت مؤخرا أنها ستقود مشروعا مشتركا من تمويل السلطات الأمريكية لاختراع منظومة إلكترونية تحاكي الدماغ.
ويعد هذا المشروع جزءا من برنامج يدعى "الإدراك الحاسوبي"، وسيشارك فيه خبراء بيولوجيا الأعصاب، وصناعة الحواسيب، وعلماء المادة وعلماء النفس.
وتكمن الفكرة الأساسية "للإدراك الحاسوبي" في اختراع آليات قادرة على القيام بأنشطة شبيهة بما يقوم به الدماغ بمحاكاة البنية والحركية وسلوك الدماغ.
وقد حصل المشروع من وكالة داربا التابعة لوزراة الدفاع الأمريكية على مبلغ 4.9 ملايين دولار، كأول دفعة من المنحة الحكومية.
وقال دارمندرا مودّا العالم التابع لـ IBM والذي يقود المشروع المشترك: " إن للذهن قدرة مدهشة لإدماج معلومات مشوشة وغامضة عبر الحواس، كما يستطيع دون جهد أن يرتب الأحاسيس وفق الزمان و المكان، وفئة الأشياء، كما لديه قدرة على الربط بين الأشياء " ، مضيفا "ولا يوجد حتي الآن حاسوب يمكن أن يتقرب ولو من بعيد من الإنجازات الرائعة للذهن".
وستنضم IBM إلى خمس جامعات أمريكية في محاولة لإدماج ما توصل إليه العلم في مجال المنظومات البيولوجية مع نتائج تجارب المحاكاة الإلكترونية لنشاط خلايا الدماغ العصبية.
ويهدف العلماء على المدى البعيد إلى إنشاء نظام إلكتروني يناهز تعقيده تعقيد دماغ قط.

"أنسنة" الأشياء .. إلي أين ؟

ويبذل العلماء جهودا خارقة في محاولات لإضافة السمات البشرية علي الأشياء ، في محاولة لإثبات قدرة العلم علي التوصل لأشياء خارجة عن المألوف ، وهذا ما حدث عندما نجح فريق من العلماء الأمريكيين في تطوير كاميرا جديدة على شكل العين البشرية وذلك باستخدام مواد استشعار قياسية.

وقد توصل "هوانج" من جامعة نورث ويسترن وبمساعدة "جون روجرز" من جامعة ايلينوي إلى حل بسيط نسبيا لمشكلة قديمة هي نقل مكونات إلكترونية دقيقة إلى سطح منحن دون كسرها.

وأكد هوانج : "حاليا عندما تلتقط الصور يكون الجزء الأوسط من الصورة واضحا جدا لكن حينما تذهب إلى الحافة لا يكون واضحا تماما... التكنولوجيا المنحنية ستجعل الصورة كلها واضحة" .

ويمكن أن يستخدم هذا الابتكار لعمل جهاز تصوير متطور مثل أجهزة استشعار منحنية لمراقبة نشاط المخ لتتبع خطوط محيط المخ , ويمكن أن تستخدم حتى في تطوير شبكية اصطناعية أو عين الكترونية.

وأكد هوانج أنّ تطبيقات الابتكار الجديد تتعدى مجرد التقاط الصور أثناء العطلات ,حيث قال : "إنها تتسع لتشمل جميع الالكترونيات التي نستخدمها على البشر. فأنت تريد سطحا منحنيا حتى يلائم جسم الإنسان , ذلك هو فعلا المكان الذي يمكنك استخدامه فيه" .

لغة العيون "الكمبيوترية"

ويبدو أن لغة العيون لم تعد تقتصر على المحبين بل أصبحت أجهزة الكمبيوتر هى الأخرى قادرة على فهمها، فهناك فريق من العلماء في مجال تقنية المعلومات يعكفون على دراسة علمية تمكن الإنسان من استخدام العين البشرية لكتابة الرقم السري الخاص بالدخول إلى الحاسب الآلي دون الحاجة إلى استخدام لوحة المفاتيح.

ويهدف العلماء في هذه الدراسة إلى استخدام نظام آلي يوضع على شاشة الكمبيوتر يعمل على إرسال أشعة تحت حمراء إلى وجه المستخدم للحاسب بحيث تؤدي إلى ظهور انعكاسات في العين التي تقوم بدورها باختيار الرقم السري الخاص من خلال الحروف والأرقام الظاهرة على الشاشة.

و تعمل هذه الطريقة على أن تبقى الأشعة تحت الحمراء باقية في نفس المكان الذي حددته العين البشرية بغض النظر عن تغييره فيما بعد، بحيث يقوم النظام الآلي بإرسال الأشعة التي تتابع ومضات العين حتى يتم توظيفها لمعرفة ما ينظر إليه المستخدم.

وأشارت مجلة "نيوساينتست" العلمية البريطانية إلى أنه تم حتى الآن اختبار هذه الطريقة على 18 مستخدماً كانت نسبة الخطأ لديهم نحو 3 في المئة، كما تم تجربة الدخول على جهاز الكمبيوتر باستخدام نظرة العين من خلال اختيار ثمانية أحرف فاستغرقت القراءة 10 ثوان في الوقت الذي أخذت فيه نحو ثانيتين ونصف باستخدام لوحة المفاتيح، إلا أن أفضلية استخدام طريقة العين تكمن في سريتها التامة.

ومن جانبه،أكد الدكتور مانوكومار أحد المشاركين في اختراع هذا النظام الآلي من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأمريكية أن هذه الطريقة من أفضل الطرق أمناً لمستخدمي الحاسب الآلي حيث لا يمكن لأي شخص كشف الرقم السري الخاص بالحاسب لأن كتابة الرقم السري تتم عن طريقة قراءة العين وليس عن طريق لوحة المفاتيح.

مفهوم واسع

ومفهوم " أنسنة الأشياء " يمتد لنواحي عديدة في حياتنا ، فهل سأل احدكم نفسه مرة عن فكرة التواصل مع الأشياء التي يستخدمها في حياته يوميا ، قد يكون هذا ضربا من الجنون أحيانا ، ولكنه في نفس الوقت فرصة للتواصل مع أشياء طالما نظرنا إليها باعتبارها جزءا جوهريا في حياتنا ، لا يمكن الاستغناء عنه .. فالعلماء لا يكفون عن محاولة إضفاء الراحة علي حياة الإنسان ، باختراعهم لأشياء تشعرنا بالراحة دائما .. وهذا ما فعله فريق من الباحثين اليابانيين ، عندما نجح في التوصل إلى مادة جديدة تمزج ما بين ليونة المطاط وقابلية توصيل الكهرباء إلى المعادن، وذلك لتغطية الانسان الآلي الجديد بها مما يجعله قريب الشبه من الانسان.

وأوضح الباحثون أن هذه التركيبة الجديدة عبارة عن أنابيب الكاربون متناهية الصغر مخلوطة بسائل أيوني، بالاضافة الى مادة الصمغ التي تساعد على شده لأكبر من حجمه الحالي مرتين مع تزويده بأجهزة الاستقبال الالكترونية شديدة الحساسية، وهو بمنزلة جلد صناعي للانسان الآلي مما يجعل بينه وبين الانسان انسجاما وتوافقا.

وامتد الأمر لأخطر من ذلك ، عندما تمكن المهندس السوري فادي خالد من ابتكار روبوت يدعى "نوفا 5 "،يتمكن من التفكير بمصطلحات العقل البشري ويحس بالخطر ويتخذ القرارات دون تدخل الإنسان.

وأوضح خالد أن هذا الروبوت يملك قدرة التحليل بالرياضيات اللوغارتمية والتي تمكنه من اتخاذ القرار وتنفيذه ويمكنه أن ينقذ حياة الناس ويذهب لأماكن عديدة، حيث لا يتمكن الناس من الذهاب في الأماكن الخطرة !!!!

م/ن