بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم ما كتبه الجاحظ عن الحمام في كتابه الحيوان :
1- إن الحمام يقلب بيضه حتى يصير الذي كان منه يلي الأرض يلي بدنه من بطنه باطن جناحيه حتى يعطي جميع البيضه نصيبها من الحضن ومن مس العش لعلمه أن خلاف ذلك يفسده .
2- ان أكثر ساعات الحضن على الأنثى وانما الذكر في صدر النهار حضناً يسيراً .
3- حضن الحمام وجثومه على البيض صلاح لبدنه كما هو صلاح لبدن البيض .
4- إذا عرض غيم في الهواء أو رعد في وقت حضن الحمام فيفسد البيض في الغالب وعلى كل حال ففساده في الصيف أكثر .
5- الحمام في أكثر أمره يكون احد فرخيه ذكراً والآخر أنثى ، وهو يبض أولاً البيضه التي فيها الذكر ثم تقيم يوماً وليله ثم تبيض الأخرى .
6- تحضن الحمامه بيضها ما بين السبعة عشر يوماً إلى العشرين على قدر اختلاف طباع الزمن الذي يعرض له من العلل .
7- للحمام حسن الاهتداء وجودة الاستدلال وثبات الحفظ والذكر وقوة النزاع إلى اربابه والإلف لوطنه .
8- والحمام أسرع الطيور وأكثرها اجتهاداً في السرعة إذا كثر عددهن وذلك لأنه يشتد طيرانه عند المسابقات والمنافسات .
9- إذا أرادوا أن يمرنوا الفراخ أخرجوها وهي جائعة حتى إذا القوا إليها الغذاء أسرعت النزول ولا تخرج والريح عاصفة ولا يخرجونها مع ذكور الحمام فإن الذكور يعتريها النشاط والطيران والتباعد ومجاوزة القبيلة فإن طارت الفراخ معها سقطت على الدور ، فرياضتها شديدة وتحتاج إلى معرفة وعناية وإلى صبر ومطاولة .
10- الحمام يحتاج إلى مكان بارد ونظيف وإلى الحبوب الباردة كالعدس والماش والشعير المنخول والقرطم له بمنزلة اللحم للإنسان لما فيه من قوة الدسم .
11- وذكر بما معناه أن الحمام يدرب على الزجل بالتدريج.
12- اعلموا أن أشد الزجل ما قلت أعلامه كالصحراء والبحر .
13- لا ترسل الذي يزق فراخه حتى تستأنف الرياضة له ولا تدع ما تعده للزجل أن يحضن بيضاً ولا يجثم عليه فإن ذلك مما يضعف قوته ويسمنه .
14- إذا أردت أن تستكثر من الفراخ فاعزل الذكورة عن الإناث شهراً أو نحوه حتى يصول بعضها على بعض ثم اجمع بينهما فإن بيضها سيكثر ويقل سقطه (فساده) .
من كتاب الجاحظ ( الحيوان )
أخوكم أبو محجن