شهر رمضان المبارك هو من أفضل أيام السنة على الإطلاق، لما يحتويه هذا الشهر على الخير الكثير، فكل ثانية من ثواني هذا الشهر الكريم هي ذات أهمية بالغة نظراً لخيرية هذا الشهر وكافة الأوقات خلال هذا الشهر الفضيل، ومن هنا فإن شهر رمضان هو كنز من الكنوز، فالأجور فيه مضاعفة، والبركة تحل على كل عمل وكل قول وكل فعل أيضاً. لكل هذه الأمور يتوجب أن يتم قضاء أوقات هذا الشهر المختلفة بكل ما هو حسن ومفيد وصالح من الأمور واستغلال كافة لحظاته المباركة والتي لا يمكن أن تعوض، فكل دقيقة تمضي هي كنز من الكنوز وكل خير يحصل هو ثروة للإنسان في آخرته بلا أدنى شك أو ارتياب في ذلك.
هناك أعمال كثيرة يمكن أن يؤديها الإنسان حتى يستطيع أن ينجح في ويفوز في نهاية هذا الشهر الفضيل منها أولاً العمل على تهذيب النفس والسلوك ومقاومة الرغبات والشهوات والغرائز الثلاث، الشرب والأكل والجنس، فهذه الأمور هي التي منعت عن الإنسان خلال شهر رمضان المبارك، لضبط إيقاع الجسد والنفس، ولتعزيز ظهور الروح التي قد يكون ظهورها قد قلّ خلال أيام السنة كلها، ومن هنا فإن المسلم يتوجب عليه ان يكثر من كل ما من شأنه ان يقوي تأثير الروح فينا، فالروح هي الميزة التي ميزت الإنسان عن غيره من الكائنات وهي التي تعمل بالعقل، ومن هنا فكل شيء يقوي العقل يجب على المسلم فعله في رمضان وفي غيره أيضاً، فيفضل – على سبيل المثال – أن يكثر من قراءة القرآن الكريم والتدبر في آيات الله سواء الكونية أو القرآنية، كما ويتوجب عليه أن يعمل على أن كثر التسبيح والذكر والصلاة، فهذه الامور مما يزيد من قوة الروح لدى الإنسان ومما يعمل على زيادة الأثر الذب تتركه في حياتنا، وعلى المسلم أيضاً أن يكثر من عمل الفضائل من الامور كمساعدة الغير والتبرع للفقراء وزيارة الأرحام وبر الوالدين وتقوية وشائج الصلة وعرى المحبة بينه وبين الناس على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وأديانهم ومعتقداتهم وأفكارهم وأعراقهم، فالمسلم يتوجب عليه أن يكون إنساناً عالمياً غير متقوقع على نفسه او منطوٍ عليها فقط، بل يجب عليه أن يحب الجميع ويعمل لخير الجميع وأن لا يتأثر بكل ما هو باطل من أقوال وأفعال وأن يزن كل ما يتلقاه خلال اليوم والليلة وعلى مدار أيام حياته كلها بميزان العقل والحكمة.