اليابان تخطت كوريا بصعوبة نحو المباراة النهائية
11:32 ص
26
يناير
2011
لم يعد يفصلنا عن ختام النسخة الخامسة عشرة لكأس الأمم الأسيوية التي انطلقت في السابع من يناير الجاري إلا لقائي المركز الثالث و النهائي, حيث يقام الأول في بعد غد (الجمعة) بين كوريا الجنوبية و أوزبكستان علي ملعب جاسم بن حمد بنادي السد . فيما يشهد ملعب خليفة الدولي يوم السبت النهائي الحلم بين اليابان وأستراليا.
إذن وبعد نصف نهائي أول قوي ومتكافئ وناري بين "الساموراي" و "التايجوك" حسمه اليابانيين بفارق الركلات الترجيحية(3-0) بفضل تألق حارس ليرس البلجيكي إيجي كاواشيما بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بهدفين في كل شبكة.
وأخر سهل ويسير ولذيذ أيضاً لرفاق تيم كاهيل ,انتهي بسداسية في منتهي القسوة في شباك أبناء المدرب ابراموف, ها هي اليابان تصل إلي النهائي للمرة الرابعة في طريقها لإضافة لقبها الرابع أمام أستراليا التي استفادت من إخفاق المشاركة الأولي و رمت بكل ثقلها في هذا النسخة و تألقت كتيبة محترفيها و لم يعد أمامها إلي عقبة وحيدة لكتابة تاريخ كرة القدم في أكبر قارات العالم بحروف من نور.
الكفاح حتى الرمق الأخير
إذا أردت أن تعرف معني الإصرار و العزيمة و اللعب حتى الثانية الأخيرة في مباراة لكرة القدم ,كان عليك متابعة لقاء اليابان و كوريا الجنوبية علي ملعب ثاني بن خليفة بنادي الغرافة صحبة أكثر من 16 ألف متفرج و الملايين الآخرين علي الشاشات.
بعد 23 دقيقة من البداية تقدم متوسط ميدان سيلتيك الإسكوتلندي كي سيونج يونج(23 سنة) بالهدف الأول لأصحاب الزى الأحمر بعد أن ترجم ركلة الجزاء (الهدية) التي منحها الدولي السعودي خليل الغامدي للكوريين.
لم يتأخر الرد الياباني كثيراً حيث تمكن مهاجم جوبيليو إيواتا ريويشي ماشيدا (29 عاماً) من تسجيل هدف التعادل "للأرزق" بعد عمل جماعي بديع وتمرير رائع من كيسوكي هوندا إلي يوجو ناجاموتو في الجانب الأيسر لعبها لماشيدا فأودعها في مرمي الحارس ريونج بمهارة. لينتهي بعدها الشوط الثاني في ظل أفضلية لرجال المدرب الإيطالي المعروف زاكيروني.
الشوط الثاني لم يشهد أي أهداف رغم سيطرة المنتخب الكوري علي معظم أوقاته , أما الشوطين الإضافيين فقد شهد نصفهما الأول هدف ياباني سجله البديل هاجيمي هوسوجاي الذي دفع به زاكيروني بدلاً من الهداف شينجي كاجاوا قبل دقيقتين فقط من نهاية الوقت الأصلي للقاء, وذلك عندما أودع تسديدة زميله هوندا من ركلة الجزاء التي صفرها الغامدي ضد المدافع هوانج جاي وون وردها الحارس جونج سونج ريونج إلي هوسوجاي المتابع الذي حولها داخل المرمي في الدقيقة 97.
المنتخب الكوري قدم درس في الإرادة و التصميم و عدم اليأس و تمكن من معادلة النتيجة قبل ثلاث ثوان فقط من نهاية الوقت الإضافي الرابع بعد أن صحح مدافع سوون سامسونج خطأه في ركلة الجزاء و سدد بيساره في مرمي إيجي كاواشيما مستغلاً (دربكة) أمام المرمي بعد تنفيذ ركلة حرة من الرواق الأيسر.
في ركلات الترجيح تمكن الثلاثي الياباني كيسكوكي هوندا و شينجي أوكازاكي و ياسويوكي كونو من إحراز الركلات الأولي و الثانية و الرابعة "للساموراي" بينما أطاح يوتو ناجاموتو بالركلة الثالثة, أما رجال المدرب تشو كوانج راي فقد أضاعوا الركلات الثلاث التي سددوها , حيث تصدي الحارس كاواشيما لركلتي كو جو تشول و زميله لي يونج راي , فيما سدد هونج جيونج هو الركلة الثالثة خارج المرمي.
كم أنتم قساة أيها الأستراليون
بعد مشاركة خامسة اعتبرها الجميع مثالية لتشكيلة المدرب الوطني فاديم ابراموف و مسيرة لم تعرف للخسارة طعماً طوال 4 مواجهات في الدور الأول و ربع النهائي, أوقفت الطموحات الاسترالية هذه المسيرة بل و أهانتها بسداسية دون رد في نصف النهائي الثاني الذي شهده ملعب خليفة الدولي في العاصمة القطرية الدوحة أمام أعين ما يقرب من 25 ألف متفرج.
رجال المدرب الألماني هوليجر أوسيك لم يمهلوا منافسهم إلا خمس دقائق قبل أن يتقدموا بهدف أول عن طريق تسديدة قوية لنجم جلطة سراي التركي هاري كيويل (32 عاماً) ,ورغم محاولات المنتخب الأوزبكي لتعديل النتيجة في أكثر من مناسبة كان أهمها تسديدة القائد جيباروف التي تصدي لها المخضرم شوارزر في الدقيقة 22 , إلا أن مدافع سيونجنام الكوري الجنوبي وأفضل لاعب أسيوي للعام الفارط ساسا أوجنينوفسكي ضاعف النتيجة في الدقيقة 34 بهدف أخر بعد أن وصلته الكرة من تيم كاهيل عن طريق صاحب الهدف الأول هاري كيويل.
الشوط الثاني شهدت بدايته سيطرة لمنتخب أوزبكستان لمحاولة العودة بالنتيجة و لكن الهجمات المعاكسة للمنتخب الأسترالي شكلت خطورة علي مرمي الحارس تيمور جوراييف و نجح مدافع بلاكبول الإنجليزي ديفيد كارني من تسجيل الهدف الثاني بعد 20 دقيقة من انطلاقة هذا الشوط بعد تمريرة من زميله مكاي.
أوليج بيك باكييف الذي قاد بلاده للفوز في ربع النهائي علي الأردن و سجل هدفين ,منح بلاده المزيد من المعاناة عندما نال البطاقة الصفراء الثانية في الدقيقة 67 بعد لعبة خشنة مع لوكي و يلكشاير, ليعطي أستراليا المتفوقة علي مستوي الأداء و النتيجة تفوق عددي أسفر عن هدف رابع سجله البديل بريت أمبيرتون لاعب بلاكبيرن روفرز الإنجليزي الذي دفع به أوسييك في الدقيقة 63 من عمر اللقاء بدلاً من زميله هولمان.
تصميم "الكانجارو" علي تحقيق نتيجة تاريخية غير مسبوقة في هذا الدور المتقدم أكدها كارل فاليري لاعب ساسولي الإيطالي في الدقيقة 82 بهدف خامس ثم زاد البديل روبي كروس لاعب ميلبورن فيكتوري الأسترالي الذي حل بدلاً من زميله هاري كيويل في الدقيقة 54, زاد من أوجاع زملاء الحارس جوراييف الذي ألقاه سوء حظه في هذا اللقاء بدلاً من زميله نيستروف و سجل الهدف السادس قبل سبع دقائق من إطلاق الدولي الإماراتي علي حمد لصافرة النهاية.
فيما يلي نقدم أهم أرقام و إحصاءات و مفارقات و ظواهر لقائي نصف النهائي و البطولة:
* بالأهداف العشرة التي شهدها الدور نصف النهائي ارتفع عدد الأهداف في هذه البطولة إلي الرقم 84 في 30 مباراة ,وبلغت نسبة التسجيل 2,8 هدف في اللقاء الواحد.
* فوز اليابان علي كوريا الجنوبية هو الأول خلال 3 مواجهات جمعت المنتخبين طوال تاريخهما في البطولة , "محاربي التايجوك" نجحوا في إنهاء لقاء الدور الأول علي الملاعب القطرية عام 1988 بهدفين دون رد , ثم نالوا برونزية النسخة الماضية علي حساب "محاربي الساموراي" بفارق الركلات الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي و الإضافي بالتعادل بهدف لمثله.
* بعد 4 مواجهات لم يعرف خلالها طعم الخسارة و تعادل مرة وحيدة أمام الصين في الجولة الثالثة للمجموعة الأولي (2-2) وزار شباك منافسيه 8 مرات و لم تهتز شباكه إلا بنصف هذا العدد, تعرض منتخب أوزبكستان لخسارة ثقيلة وخرج من لقاء أستراليا بفارق أهداف سلبي (-2) بعد أن اتخمت أستراليا مرماه بسداسية وعجزه عن الرد و لو لمرة واحدة.
* علي الجانب الأخر و رغم أنه فقد فرصة بلوغ النهائي و استعادة اللقب الذي أحرزه لأخر مرة عام 1960 إلا أن المنتخب الكوري لم يعرف طعم الخسارة حتى الآن , حيث لعب الفريق خمس مباريات فاز في 3 منها و تعادل مرتين , الأولي مع استراليا في الدور الأول (1-1) و الثاني مع اليابان (2-2) قبل أن يخسر بركلات الترجيح.
* كرس منتخب أستراليا تفوقه الكبير علي أوزبكستان و حقق فوز هو الثالث علي التوالي في الموجهات الرسمية المباشرة مع منافسه, بعد أن نجح في تخطي الأوزبك بفوزين في تصفيات كأس العالم 2010 بهدف دون رد خارج قواعده في طشقند و هدفين نظيفين داخلها.
* شهد نصف نهائي هذه البطولة تسجيل 10 أهداف وهو رقم قياسي لم يشهده هذا الدور منذ بدأ تطبيق نظام المربع الذهبي بداية من نسخة 1972 في تايلاند, كانت نسخة2004 في الصين تحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف التي تُسجل في نصف النهائي برصيد 9 أهداف ,حيث فازت اليابان علي البحرين (4-3) في نصف النهائي الأول ثم تعادلت الصين مع إيران (1-1), قبل أن تفوز بفارق الركلات الترجيحية.
* علي صعيد أقل البطولات التي تشهد أهداف في نصف النهائي , الرقم مسجل باسم النسخة الإماراتية عام 1996 حيث شهد لقاءي نصف النهائي تسجيل هدف يتيم فاز به أصحاب الأرض علي الكويت فيما بلغت السعودية النهائي بعد تعادل سلبي مع الصين ثم تفوق بفارق ركلات الترجيح (4-3).
* خروج المنتخب الكوري الجنوبي من نصف النهائي بفارق الركلات الترجيحية تحقق للمرة الثانية علي التوالي ,بعد أن سبق "لمحاربي التايجوك" الخروج بنفس طريقة خروجهم أمام اليابان في هذه النسخة و ذلك عندما أخفقوا أمام "أسود الرافدين" في النسخة السابقة بعد تعادلهم السلبي ثم خسارتهم (3-4) بركلات الترجيح.
* بعد أن تمكن كلاهما من تسجيل الهدف الأول لليابان وأستراليا في مرمي كوريا الجنوبية و أوزبكستان , رفع النجمين ريويشي ماشيدا و هاري كيويل رصيدهما من الأهداف إلي الرقم 3 ,وصارا أقوي المرشحين لانتزاع لقب هداف هذه النسخة مع النجمين البحريني إسماعيل عبد اللطيف و الكوري الجنوبي كو جا تشول اللذين سجلا 4 أهداف وكذلك النجم الياباني شينجي اوكازاكي الذي سجل ثلاثة أهداف