عندما تقف وتشاهد نفسك أمام المرآة فهل تعرف من هو هذا الشخص المقابل؟
هو ليس أنت بل هو صديقك فهل جربت أن تكون صديقك؟ رغم كثرة الأصدقاء
إلا أننا بحاجة إلى أعز وأغلى وأهم صديق وهو (أنا..صديقي)هل جربت أن تناقش
نفسك في حوار متبادل؟هل جربت أن تصارح نفسك وتكون صديقا لنفسك؟أم أنت تعيش
الإنطوائية حتى مع نفسك؟فإذا جربت هذه الفكرة وحاورت نفسك ولم تخرج بالنتيجة الإيجابية
فأنت في نظر الجميع(مجنون)وفي المقابل إذا تحقق النجاح فأنت بالتأكيد (أعقل العقلاء)
فهناك من يعشق الخلوة مع نفسه يوميا ولو لدقائق معدودة يناقش فيها نفسه ليس للهروب
من الناس لكن لخصوصية هذا الحوار ربما يختلف هذا النقاش من شخص لآخر.
فهناك من يناقش النفس(بالصمت)وهناك من يناقش النفس(بالكلام الهادئ)
وهناك من يناقش النفس (بالنرفزة ورفع الصوت) والهدف من ذلك أن نخرج
بالنتيجة الإيجابية التي تصل بنا لحلول بعض مشاكلنا وما يهم مستقبلنا
وكذلك عتاب النفس على التقصير مع الله سبحانه وتعالى ثم مع من حولنا من البشر
فهل سألت نفسك أخي..أختي: من أقرب اصدقائك الى نفسك ؟
ولماذا لاتكون انت صديق نفسك وتجعلها تشاركك فن الحوار ؟
ولماذا في كثير من الاحيان نلجا الى الغير في بعض الامور الشخصية
دون أن نخوض فن الحوار مع النفس ؟ قد لانخرج بالنتيجة الايجابية .
وقد نحزن وقد نبكي وقد نتألم وقد تزداد الامور صعوبة وقد يشتد الحوار
هذا لايهم فالأهم أن نصل الى تحقيق النتائج الإيجابية في هذا الحوار الهادف
وليس من الضروري أن نجالس النفس ونحاورها في أصعب الظروف أو عند حدوث المصائب
لكنها لإعادة شريط اليوم وقد يحتاج منا إعادة هذا الشريط عدة مرات قبل أن يبدأ اليوم الجديد
فهل تذكرت قيمة ومعنى الصداقة التي تربطك مع النفس ؟ وهل تستحق أن تصبح صديق نفسك ؟
أم انه لايوجد أثر للصداقة مع النفس والناس جميعا لأنك لاتعترف بمعنى هذه الصداقة ؟
نحن وللأسف نعيش الحياة بعشوائية فلا نفكر ولانتحاور لامع النفس ولا مع الغير فيأخذنا العناد
حتى مع النفس لأننا نظن اننا أفضل البشر ونحن معصومون من الأخطاء فلا نحتاج لمثل هذا التفكير العميق
وكأنه ليس لنا هدف في الحياة وليس لنا رأي ولانهتم بأراء الآخرين فلماذا نعيش إذا وكأننا نسير في ليلة ظلماء
ولانعرف الى اين يأخذنا هذا الطريق أ يأخذنا الى محطات الأمان والإطمئنان ؟ أم يأخذنا الى محطات الندم والهلاك
لاشك في أننا بالصداقة الحميمة مع النفس سوف نصل ونحقق النجاح أم غير ذلك فسوف ننام على وسادة الفشل
فيجب ألا نبخل على أنفسنا فنحن أحوج لصداقة أنفسنا يكفي أن اوقاتنا تضيع مع أصدقاء لايستحقون صداقتنا
وقد لانخرج معهم بفائدة فلا نكسب منهم إلا الخسائر والندم طالما أن الله سبحانه وتعالى منحنا نعمة العقل يجب
علينا أن نبادر ونكون أقرب الأصدقاء للنفس فنحن لسنا مجانين بل نحن أعقل العقلاء ويجب أن أفتخر بنفسي
لأني (أنا...صديقي)
محمد علي الطويرة
جريدة اليوم
14فبراير 2011