اليوم باذن الله سأعيش معكم فى رحلة ممتعة سنذهب اليوم إلى موطننا الأصلي وموطن أبائنا
سنذهب بأفكارنا وأرواحنا إلى تلك الدار …
‘*¤!||!¤*
دار أعدها الله للمفلحين وجعل أهلها أهل القيام مع الصيام
أرض طيبة طابت وطاب نعيمها ..
منذ أن خلقاها الله وقال لها أنطقي اختارت أهلها وقالت ”
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ “
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل
أيها المؤمنون ..
لما كانت كل نفس تحن إلى موطنها الأصلي وتشتاق اليه ..
كانت أرواحنا هائمة .. ضائعة ..ضالة ..
حتى أتاها النذير الحق ليرشدها للطريق ويسلمها المفتاح للدخول
فكان الطريق
كما اخبرنا بذلك من لا ينطق عن الهوى
ومن المؤمنون رجال ونساء فطنوا لهذا الأمر فسارو على نهج الحق فصدقوا ما عاهدوا الله عليه
بلال عبد أسود أسلم وضعت عليه الصخور وجلد وعذب
فجعله الله تعالى مؤذناً يعلن كلمة الحق
وسمع النبي صلى الله عليه وسلم وقع نعاله في الجنة ..
العريس حنظله نزع نفسه من عروسه
لأن حور الجنة نادته واشتاقت إليه فيهب ليكون جندياً في الصفوف
ويمسي شهيداً مثواه الجنان وزفته الملائكة إلى عروسه الجديدة .. لكن من الحور
والآن ..
وبعد أن هدانا الله لطريق الديار وتسلمنا المفتاح
دعونا نسير في طريقنا حتى نبلغ مشارف الديار ونرى أبوابها
إنها كأكبر الأبواب اتساعا ..
مابين مكة وبصرى أو مابين مكة وهجر وهجر هذه قرية تقع في طريق المدينة المنورة
هل تخيلتم سعة الأبواب وعرضها وفوق ذلك عددها ثمانية ,,
ومع كل هذا يخبرنا المصطفى
أن هذه الأبواب
سيأتي عليها يوم وهي شديدة الزحام لكثرة دخول الناس منها ..
يروى أن قرة أعيننا الحبيب عليه الصلاة والسلام كان جالساً يوماً مع أصحابه
وهو يحدثهم عن الجنة وعن عدد أبوابها ونعيم أهلها
فإذا بنفس تواقة ,,
وروح مشتاقة ,,
تهتف وتقول : بأبي أنت وأمي يا رسول الله هل يستطيع إنسان أن يدخل من أبوابها جميعاً
أنظروا إلى هذه الهمة وإلى صاحبها الصديق ثاني إثنين
وكأنه يقول أريد يا رسول الله أن ادخل من باب الريان باب الصائمين
وأريد أن أدخل من باب المتصدقين
وباب المصلين والمجاهدين !!
فيأتي الجواب الشافي نعم وأرجو أن تكون منهم !!
الله أكبر يا أبا بكر تأملوا همة هذا الرجل وطموحه الذي جعله أول المبشرين بالجنة الذي يدعي من الأبواب الثمانية .. ترى هل نحاول أن نصل بهممنا إلى
عشر
عشر ..
عشر
ما وصل إليه هذا الإمام ؟؟!!
تلك الأبواب يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها تفهم ما يقال لها : انفتحي ,و انغلقي يكون المصطفى
أول من يقرع ذلك الباب ليدخل أهل الجنة الجنة
إن كانت هذه هي صفة أبواب الجنة فكيف بقصورها وأنهارها وكل شئ فيها .. لنرى ذلك ..
في مجلس من مجالس الحبيب صلى الله عليه وسلم أخذ يقص على أصحابه
رؤيا عجيب رأها عن الجنة فقال لهم بأنه رأى قصراً في الجنة
عنده جارية تتوضأ فسأل عن صاحب القصر
فقيل له لرجل من قريش فظن أنه له فسأل من هو
فقالوا : لعمر بن الخطاب ..
ترى ما هي صفة تلك القصور التي من أجلها باع الصحابة الدنيا واشتروها
يروى أن أحد الصالحين زاره أخ له فقال له مالي لا أرى عندكم متاعاُ
فقال : إنا لنا داراً نرسل إليه خير متاعنا
لنرى ونشاهد معاً تلك القصور .. {}
وصفها الله تعالى بالمساكن الطيب وكل ما وصفه الله بالطيب فهو طيب ..
واخبرنا الصادق المصدوق أن من القصور
ماهو من ذهب و منها من ينى بلبنة من فضة ولبنة من ذهب
الله أكبر ما أروعها واشد جمالها عندما ننظر إلى أجمل قصر في الدنيا
وأغلاه نراه بني في النهاية من الحجارة والطين
وغطيت أرضيته بالرخام أو السيرميك صنعتها أيدي بشر
ولكن قصور الجنة .. غير .. غير…
إنها مختلفة إنها من أنفس المعادن في الدنيا فضة وذهب
أبدعها الرحمن بنفسه وخلق لبناته وشيدها بقدرته لا إله إلا الله
فأعمل لدار يكن رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن بانيها
أرض لها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
عدا تلك القصور هناك خيام وليس في الجنة من أشياء الدنيا إلا الأسماء
هذه الخيام عجيبة غريبة فإن كانت القصور ذهباً وفضة فالخيام فمن لؤلؤ بل هي لؤلؤة مجوفة طولها ستون ميلاُ في السماء وقيل ثلاثون
للمؤمن فيها أهل يطوف عليهم فلا يرى بعضهم بعضاً من شدة كبرها وأتساعها
لنفرض أنك في هذه الدنيا اشتريت منزلاً دون أن تراه
ثم ذهبت إلى المخطط الذي يقع فيه هل ستعرفه ؟؟
بالتأكيد لا لا أما في الآخرة فإنك ستعرف قصرك دون دليل
يقول حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه هم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة
إذا انصرفوا إلى منازلهم
الله أكبر أي سعادة أي نعيم عندما ترى منزلك
أين في الجنة دار الأبرار
مسكن الأنبياء من رخص الصحابة نفوسهم لأجلها ..
مسكننا الأصلي وبلادنا الحبيبة التي ندعو الله أن نعود إليها
ترى هل تاقت نفسكم لمساكنكم في جنات عدن ؟؟؟
كل قصر في الدنيا لا يكمل إلا إذا زين بأجمل زينة طبيعة … الأشجار ..
ولنستمع إلى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يصف تلك الأشجار
فهو يخبرنا أن الراكب يسير تحت ظلها مئة سنة ولا يقطعها
ومن عجيب وصفها أن سيقانها الذهب
ولم يكتفي الحبيب بالإخبار عن صفاتها
بل إنه صلى الله عليه وسلم أخبرنا كيف نزيد من حظنا من تلك الأشجار
فهو يحكي لنا في رحلة العجيبة في رحلة معراجه إلى السماء انه
لقي إبراهيم عليه السلام فقال له :يا محمد أقرئ أمتك أن الجنة أرض طيبة التربة ,
عذبة الماء, وأنها قيعان , وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
هل تريد شجرا في الجنة تلك صفاتها إنظر إلى
كيفية الحصول عليها سبحان الله ..
الله يجزي على العمل اليسير الأجر الكبير ….
وأعجب وإنهم على ما هم فيه من النعيم إلا أن لهم أماني
واستمعوا إلى هذه القصة الطريفة يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يتحدث وعنده رجل من أهل البادية : فقال الرسول(إن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع
فقال : له ألست فيما شئت قال :بلى ولكن أحب الزرع فبذر فبادر
الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال
فيقول الله تعالى : دونك يا بن آدم , فإنه لا يشبعك شئ )
فقال الأعرابي ( والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً , فإنهم أصحاب زرع ,
وإما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم.
وآخر يتمنى الولد وآخر وآخر … والله أكرم
وعلى هذه النعيم كله … فإن هناك شيئا ينقصهم !!
فإذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى تريدون شيئا أزيدكم ؟
فيقولون ألم تبيض وجوهنا ؟
وتدخلنا الجنة , وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب عن وجهه الكريم ..
ولم يعطي أحد شيئا ً أحب من النظر إلى وجه الكريم
جعل في علاه أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ألا يحرمنا من تلك النظرة وهذا النعيم
ومع كل هذا وذاك ففيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
هذه هي الجنة وهذا نعيمها
زرناها بمخليتنا وكما أُخبرنا عنها في الكتاب والسنة
وبعد
هل تاقت نفوسنا إليها واشتاقت أما أن متاع الدنيا الزائل عندنا أغلى
هل نكون من أصحاب (بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى)
أما نكون من أصحاب ({وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }
لنوقع العقد .. ونأخذ على أنفسنا عهد ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
ومن هنا نبدأ والجنة نلتقى
اللهم إنا نسألك الجنة ما قرب لها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل
اللهم متعنا بنعيم أهل الجنة ولا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
يا أكرم الأكرمين