أدولفو هرنانديز رئيس «الكاتيل لوسنت» في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا للاقتصادية:
قريبا.. تقنية بحجم «كف اليد» تلغي أبراج الاتصالات من شوارع السعودية ومنازلها
كشف أدولفو هرنانديز رئيس ''الكاتيل لوسنت'' في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا عن أن سوق الاتصالات في السعودية ستستقبل خلال الفترة المقبلة أحدث تقنيات الربط اللاسلكي في العالم والمعتمدة على تقنية ''لايت راديو''، التي يمكن من خلالها إنهاء وجود أبراج الاتصالات فوق المساكن، وفي الطرق بشكل نهائي، من خلال الاستعاضة عنها بجهاز لا يتجاوز حجم كف اليد. وقال هرنانديز في حوار خاص أجرته معه ''الاقتصادية'' خلال زيارته قبل يومين للعاصمة السعودية الرياض إن ''الكاتيل لوسنت''، وقعت الشهر الماضي مع إحدى شركات الاتصالات في المملكة لتطبيق هذه التقنية الجديدة، التي ستكون السوق السعودية واحدة من ضمن أوليات الأسواق ليس في المنطقة فحسب، بل على مستوى العالم التي تطبقها.
وأضاف ''أعتقد أنه في القريب العاجل سيكون هناك جيل رابع في المملكة، حيث لا يكون هناك استخدام للأبراج اللاسلكية فوق المساكن، ولها مميزات بالطبع في مجال الصحة العامة وحماية البيئة، وهذه التكنولوجيا خاصة بشركة الكاتيل فقط''. وقال رئيس ''ألكاتيل لوسنت'' في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا إن السوق السعودية في مجال تقنية الاتصالات هي من أبرز أسواق المنطقة، وإن السبب الرئيسي وراء ذلك هو التوجه والإنفاق الحكومي في هذا الصدد، الذي أعده ركيزة أساسية لجعل التطبيقات التقنية في مجال الاتصالات في المملكة تحظى باهتمام الشركات العالمية. اللقاء تناول العديد من المحاور المتعلقة بنشاط الشركة في المملكة، وبرأيه حول شركات الاتصالات في المملكة، ومستوى أدائها، مقارنة بشركات الاتصالات العالمية.. وهنا بقية الحوار:
أود أن أسألك في البداية عن سبب زيارتك هذه المرة إلى المملكة والغرض الأساسي منها؟ الهدف الرئيسي من الزيارة هو الوقوف بصورة أكبر على واحد من أهم أسواقنا في منطقة الشرق الأوسط، السوق السعودية بالدرجة الأولى، ليس فقط للمستثمرين، بل أيضاً للأعمال التجارية التي نقدمها للزبائن، نريد أن يكون تواصلنا أكثر عمليا لما تحظى به سوقكم من أهمية بالنسبة لنشاطنا التجاري.
كيف وجدتم البيئة الاستثمارية في السوق السعودية؟ وفي رأيك هل نحن نسير على الطريق الصحيح في مجال تقنية الاتصالات والمعلومات؟ أعتقد أن استثمارات الحكومة في المملكة تسهل عملية التطوير والتحديث في تبني وسائل التكنولوجيا الحديثة من كمبيوتر، ودي اسكرال، وأعتقد أن هذا دور قيادي في المنطقة تتبناه حكومة المملكة.. وأتمنى شخصياً أن يكون هناك المزيد من الاستثمارات وخدمات أكثر وتسهيلات أكثر مثل الخدمات البنكية والائتمانية والعديد من الخدمات الأخرى. الواقع أن الخدمات التي قد تجدها في أمريكا وأوروبا يمكنك الحصول عليها في السعودية اليوم، فهناك تغير حقيقي في وسائل الاتصال والتكنولوجيا، والعديد من التغيرات التي تطرأ على أنظمة الخدمات في العالم، وأنا ألاحظ وجودها هنا في المملكة، وأعتقد حقيقة أن السعودية تسير على الطريق الصحيح.
تبلغ حصتكم السوقية في المملكة وفق تقارير سابقة نحو 30 في المائة.. هل مازلتم تحتفظون بنفس الحصة؟ أعتقد أنني سعيد بما حققناه من إنجازات، وما قمنا بتأسيسه من مشروعات، ولدينا خطط للدخول في مجالات أعمال أخرى مثل نظم التكنولوجيا والبرودباند والتليفون والمحمول والخدمات الإدارية، وأعتقد فعلاً أننا سنشارك في السوق بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة.
في مجال الاتصالات في السعودية لدينا ثلاث شركات كبرى هي شركات الاتصالات السعودية و''زين'' و''موبايلي''.. أي تلك الشركات تعتقدون أنها أكثر نشاطا في مجال تطوير تقنياتها؟ عفواً.. هذا السؤال كمن يسأل أحدهم عن أي بناته أفضل.. أنا عندي بنتان، والآن تسألني أيهما أحب أكثر من الأخرى، إنك تحب أبناءك يا سيدي، مهما كانوا مختلفين، فنحن هنا لدينا العديد من الزبائن، والعديد من الطلبات، والشركات الثلاث جيدة، وتقدم خدمات ممتازة، وكلها عملنا معها بطرق مختلفة، فلكل منها طموحاتها، وأهدافها، ووسائلها، وطرقها في العمل.
ماذا عن المنافسين لشركاتنا في المنطقة؟ كيف تصنف شركات الاتصالات في السعودية مع نظيراتها في المنطقة؟ أعتقد أن شركات الاتصالات السعودية تلعب دورا قياديا في منطقة الشرق الأوسط، وأعتقد أن الاستثمارات الأخرى في قطاعات التعليم والصحة وغيرها لا تختلف كثيراً عن تلك في الولايات المتحدة أو غرب أوروبا.. من هنا يمكنني التأكيد أن شركات الاتصالات في المملكة تقدم خدمات توازي أفضل الشركات في العالم.
من وجهة نظرك، ما التحديات التي تواجه سوق الاتصالات والتكنولوجيا في المملكة؟ في تصوري المعركة تقع بين من يريد أن ينجز كثيراً، ومن يريد أن ينجز كثيراً وبسرعة في ظل بعض القيود النوعية، فأحياناً تحتاج إلى بعض المرونة.. أحياناً يكون المتاح من الأفراد الموهوبين قليلا، وأعتقد أن مقدار المرونة يزداد في بيئة الاستثمار في المملكة، وبالتالي أتوقع زيادة ديناميكية الاستثمار بشكل أكبر في كل القطاعات، ومنها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
نعلم أن كثيرا من المكونات التقنية التي تعتمدون عليها تأتيكم من اليابان، التي تعرضت أخيرا لزلزال مدمر.. كيف ستقومون بحماية زبائنكم وخدماتكم حول العالم في ظل هذا الظرف؟ إننا لا نستطيع أن نتوقف عن العمل بسبب تعاونا مع مصنع واحد تضرر.. بل حتى لو توقفت عشرة مصانع أخرى في بلدان أخرى من العالم.. ولكن نحن الآن بصدد إعداد خطة تحدد فيها أي المكونات والعناصر الأكثر تضرراً، وأيهما أقل، وبالتالي وضع خطة مناسبة لأولوياتنا، وللبدائل التي يمكن أن نلجأ إليها.
عذراً، هل هذا يعني أنه ليس لديكم خطة حالية لمواجهة احتياجاتكم في الأسواق؟ على وجه العموم نحن بصدد عقد اتفاقات مع أطراف أخرى غير اليابان رغم أننا لن نستبعد اليابان من حساباتنا، ولكن هذه الاتفاقيات تخص بعض المكونات التي تأثرت بشكل مباشر بسبب ما حدث في اليابان.
وفق معلوماتي لديكم أعمال في تونس وليبيا ومصر.. كيف تقيمون أعمالكم في تلك البلدان في ظل الظروف الحالية؟ وهل هذا يؤثر كثيراً في أعمالكم؟ أحياناً تضع أموراً في اعتبارك تكون أهم من أعمالك التجارية، وهذه إحدى الحالات.. وهو حدوث اضطرابات سياسية في البلدان التي نعمل فيها. فلديك بلدان تقوم بتغييرات عميقة جداً وجذرية في نظمها، ويجب علينا أن نحترم ذلك ونقدره، وعلى أي حال بالطبع، فإن أعمالنا في هذه البلدان قد تأثرت، وما علينا التأكد منه أولاً هو أن زبائننا يمكنهم الاستمرار في التعاون معنا، وموظفونا يعملون في أمان ولننتظر ما تأتي به الأيام.
من المعروف أن شركة ألكاتيل صنفت كأكبر شركة في مجال الاتصالات عام 2006م في النفاذ عبر الإنترنت، وفي البروتوكولات والبروباند وما إلى ذلك.. فهل ما زالت الشركة في الموقع نفسه؟ ما يمكنني التأكيد عليه هو أننا نلعب دورا قياديا في هذا المجال.. وبالمقارنة مع منافسين من حول العالم، فإننا ننافس في المراكز المتقدمة على الدوام.. وفي كل الأسواق.. نعتمد في تنافسيتنا على التقنيات الحديثة التي نقدمها للمجتمعات.. وعلى الالتزام بأفضل المعايير.. ونحن اليوم كشركة لها وزنها في هذا القطاع نتطلع للمحافظة دائما على مركز تنافسي متقدم، سواء من خلال التعاون مع شركائنا من حلو العالم أو من خلال أعمالنا الداخلية.
أود أن أسألك عن التقنيات الحديثة التي تنوون التعاون فيها مع شركات الاتصالات في المملكة؟ أعتقد أن اهتمامات الأفراد والشركات مختلفة، فهناك من يهتم باللاسلكي ومن لديه هواية في البروباند، ونحن نعمل على أنواع جديدة باستخدام الفايبر وتقنية حديثة في نقل المعلومات، لتكون بشكل أكبر وأوسع، بحيث تكون السرعة 300 ميجا بكسل خط.. وهذه التقنية لا تزال تحت التجربة وغير متاحة تجاريا.. كما أن لديكم بالفعل تقنيات جيدة مثل الـLTE، وتسير بشكل جيد لا يقل عن مثيلاتها في الولايات المتحدة. وأعلنا الشهر الماضي تعاقدنا مع شركة اتصالات بخصوص تقنية lightRadio، وأعتقد أنه في القريب العاجل سيكون هناك جيل رابع، حيث لا يكون هناك استخدام للأبراج اللاسلكية فوق المساكن، ولها مميزات بالطبع في مجال الصحة العامة وحماية البيئة، وهذه التكنولوجيا خاصة بشركة ألكاتيل فقط. تقنية lightRadio، التي تُعد قفزة علمية في عالم الهواتف المحمولة والبنية الأساسية للتكنولوجيا واسعة النطاق التي تعمل على تنظيم وتبسيط شبكات الهواتف المحمولة بشكل كامل. وفي ظل إشراف معامل بيل، والتي تُعد إحدى أجهزة التطوير والبحث الفريدة لألكاتيل-لوسنت، فإن تقنية lightRadio سوف يخفض بشكل مفاجئ التعقيدات الفنية ويحد من استهلاك الطاقة وتكاليف التشغيل الأخرى في مواجهة التزايد الهائل في شبكات الاتصالات، حيث يتم تحقيق ذلك عن طريق اتخاذ المحطات الأساسية الحالية، وأبراج مواقع الوحدات الأساسية الضخمة، وهي الأكثر تكلفة واستهلاكاً للطاقة، وتتسم بصعوبة الحفاظ على المكونات الرئيسية في الشبكة، والقيام بتقليصها وتبسيطها بشكل كامل. إن تقنية lightRadio تقدم أسلوباً جديداً لفن العمارة، حيث تتجزأ المحطة الأساسية، التي تقع عند قاعدة كل برج، إلى عناصر مكوناتها الرئيسية ثم يتم توزيعها على كل من مستقبلات الإشارة، ومن خلال الشبكات الشبيهة بالسحاب، بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعداد غير المنظمة لمستقبلات الإشارة التي تخدم الجيل الثاني والجيل الثالث وأنظمة التطور طويل الأمد يتم ضمها وتقليصها إلى مستقبل إشارة واحد قوي، ومتعدد التردد بتوجيهات معامل بيل، ومنتظم، وفاعل، وواسع النطاق، الذي يُمكن تركيبه على الأعمدة أو جوانب المباني أو أي مكان آخر يوجد به طاقة وشبكات واسعة النطاق.
ما الفوائد الأساسية من وراء هذه التقنية الجديدة؟ ومتى بالتحديد يمكن أن نراها؟ تقدم عائلة تقنية lightRadio الجديدة لألكاتيل- لوسنت، التي يتم إعداد مكوناتها الأساسية للبدء في تجربتها في النصف الثاني من 2011، فوائد عديدة منها المحافظة على البيئة، حيث إن تقنية lightRadio تخفض من استهلاك الطاقة لشبكات الهواتف المحمولة بنسبة تزيد على 50 في المائة من أجهزة شبكات الوصول اللاسلكية. كما أن تقنية lightRadio تقدم بديلاً للأعداد المتزايدة الهائلة لأبراج مواقع الوحدات الأساسية عن طريق تزويد مستقبلات الإشارة في أي مكان، إلى جانب التوافق مع التوزيع الرقمي، عن طريق تخفيض مواقع الوحدات الأساسية إلى مستقبلات الإشارة، وتفعيل التطورات المستقبلية في تمركز الموجات الدقيقة، وتقنيات الضغط؛ حيث إن هذه التقنية ستمكن في نهاية الأمر من تسهيل خلق تغطية واسعة النطاق عملياً في أي مكان يوجد به طاقة (كهرباء أو شمس أو رياح) باستخدام الموجات الدقيقة لتعيد الاتصال إلى الشبكة. كما أن من الفوائد الأساسية أيضا التوفير لجهات التشغيل، إذ إنه بفضل تأثير تقنية lightRadio على المواقع والطاقة والعمليات وتكاليف الصيانة؛ فإن حل ألكاتيل- لوسنت الجديد هذا يُمكن أن يؤدي إلى خفض إجمالي تكلفة ملكية شبكات الهواتف المحمولة إلى ما يزيد على 50 في المائة. (وتجدر الإشارة إلى أن معامل بيل تقدر إجمالي تكلفة الملكية لجهات تشغيل الهواتف المحمولـــة المستهلكـــة في 2010 بـ 150 مليار يورو).
هل هذا يعني أننا يمكن ألا نشاهد أبراج الاتصالات فوق المنازل وفي الشوراع بعد اليوم؟ تخلص الدراسات التي أجرتها شركة ألكاتيل- لوسنت إلى أن الفرصة الإجمالية لوصول المنتج لسوق الاتصالات اللاسلكية المتعددة التقنيات، التي تتناولها تقنية lightRadio ستزيد عن 12 مليار يورو في عام 2014 ممثلة في أكثر من 55 في المائة من إجمالي سوق الاتصالات اللاسلكية، بينما تتجاوز القيمة الإجمالية المتراكمة لوصول المنتج إلى السوق أكثر 100 مليار يورو من عام 2011 حتى عام 2018، وبما أن السوق السعودية من أوائل الأسواق في المنطقة اعتمادا على التقنيات الجديدة، فإننا نعتقد أنه سيكون هناك انحسار كامل لأبراج الاتصالات.
لقد صنفتم شركة الاتصالات الإماراتية كرائدة شركات الاتصالات في المنطقة في تحديد التكلفة على مكالمات الهاتف النقال وعدم الانقطاع.. فما تصنيف الشركات السعودية في هذا السياق؟ في الحقيقة لست متأكدًا من مثل هذه البيانات.
هل ما زلتم تصدرون تصنيفات من مثل هذا النوع؟ في الحقيقة نحن نجري بعض الاختبارات مع الشركات التي نتعامل معها، وفي كل اختبار يكون هناك من هو أفضل من غيره في هذا الاختبار، فتقوم الشركة بالاستفادة من هذا التقييم إعلانيا.
إذا تغاضينا عن استخدام كلمة تصنيف، وقلنا ''تقييم''.. فكيف يمكن تقييم شركات الهاتف في المملكة العربية السعودية؟ أنت تعيد نفس سؤالك عن أحب بناتي إليَّ.
هل يمكن أن تخبر قراءنا ببعض الأرقام عن حجم صفقات ألكاتيل في السعودية؟ لا أستطيع الإفصاح عن هذه المعلومات التي يمكن الرجوع إليها من خلال القوائم المالية للشركة .
لقد أعلنت شركة الاتصالات السعودية توقيعها صفقة بـ137 مليونا لها علاقة بالتحول التقني، فهل هناك صفقات مشابهة مع الشركتين السعوديتين الأخريين موبايلي وزين؟ نحن نعمل مع ثلاث شركات، ونقوم معهما بصفقات كثيرة، فلا يمكننا أن نقول عن كل صفقة مع كل شركة منهم، لكن كما فعلنا مع شركة اتصالات نقوم بالمثل مع شركة الاتصالات السعودية وشركة موبايلي وزين.
هل تحب أن تضيف أي شيء آخر؟ ما أود إضافته والتأكيد عليه أن السوق السعودية جيدة لنا وفرصة كبيرة، ليس فقط على مستوى المنطقة، ولكن على مستوى الشركات التي نعمل معها في العالم كله.