لم يدر في خلد سيدة سعودية تقطن في مدينة الجبيل شرقي السعودية، أن الموقع الذي يستهويها لبناء منزل يؤويها وأسرتها، مدفونة تحت أرضه كنوز تاريخية تساوي ثروة مادية وأثرية لا تقدر بثمن. وتعود تفاصيل القصة، حسب تقرير لمحمد الحربي نشرته "الاقتصادية" اليوم السبت ،إلى أن سيدة سعودية تقدمت بطلب بناء منزل لها قبل سنوات في موقع تاريخي بالقرب من قرية ثاج 80 كيلو مترا غربي الجبيل، وقد تقدمت إلى وحدة الآثار والمتاحف لطلب تصريح بناء منزل في هذا الموقع، لتاريخيته، وقبل منحها التصريح، خرجت فرقة من الآثار لمعاينة الموقع وعمل مجسات، وهنا تم اكتشاف قبر يعود إلى طفلة ملكية تزينت بكامل حليها وتاج من الذهب الخالص وقطع ذهبية نثرت حولها. ويعتقد خبراء الآثار، أن الموقع يعود لأكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، وبحسب عبد الحميد بن محمد الحشاش مدير قطاع الآثار والمتاحف في المنطقة الشرقية، فإن قرية ثاج تحتوي على كنوز تاريخية توقف التنقيب عنها، نظرا لوقوع البعض أسفل منازل السكان هناك. ويضيف الحشاش، إنهم يعرفون أن قرية ثاج تحتوي على ثروة كبيرة في الآثار وقد تم تسوير بعض المواقع وتعيين حراسة لهذه المواقع وتم منع البناء في المواقع التي يعتقد أن في أسفلها قبورا تاريخية كما تم التحذير من الحفر أو التنقيب في المنازل القائمة، ولا تزال هناك محاولة لإيجاد حلول ونقل المنازل إلى مخططات أخرى.
وقال الحشاش، يعد العثور على قبر الطفلة اكتشافا أثريا مهما، حيث وجدت مجموعة من اللقى والمصوغات المهمة وهي معروضة في الرياض، متوقعا أن يكون الموقع كبيرا للغاية، كما أن هناك قبورا كثيرة جدا في الموقع تحتاج إلى تنقيب وحفر واستخراج الحضارات القديمة من تلك المواقع. وأضاف الحشاش، إن ثاج مدينة أثرية ذكرها المؤرخون والرحالة تقع في وادي المياه في الصمان، وهي موقع حضاري يشرف على الدرب التجاري المسمى بدرب الكنهري، كما توجد بها مدينة متكاملة الأسوار ترجع إلى أكثر من ألفي عام، وتنتشر بها الكسر الفخارية والمدافن التلالية المختلفة الأنماط، وبين الحشاش أن شواهد القبور تنتشر في ثاج والتي كتبت بالخط المسند إضافة إلى وجود الآبار والعيون القديمة جدا، وقال: "لدينا مواقع عديدة في المنطقة الشرقية تحتوي على قبور مهمة جدا تحمل في طياتها التاريخ والآثار، وكذلك الكنوز التاريخية التي لا تقدر بثمن".
وبين أنه إضافة إلى القبور الموجودة في قاعدة الظهران الجوية هناك آثار أخرى في مواقع متعددة، وهي امتداد لحضارة دلمون الشهيرة التي تسيدت قبل نحو أربعة آلاف سنة في المنطقة، وهناك توجهات كبيرة خاصة مع انضمام الآثار والمتاحف إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار، وزيارات لهذه المواقع وبشكل دوري من قبل مجموعة من المتخصصين. واستبعد الحشاش، أن تتعرض المواقع للسرقة خاصة مع وجود حراس من نفس القرية رغم أن التحصين بالسياج لا يعد كافيا في حفظها، في وجود أجهزة متطورة تكشف عن المعادن والنفائس.
وقد ذكر مختصون في الآثار، أن بقاء بعض الآثار تحت الأرض وطمرها بالرمال في المواقع جعلها غائبة عن أعين لصوص الآثار المحترفين معتقدين، أن وقوع قبور ثاج بعيدة عن العمران والمناطق المهمة في منأى عن السرقة والبحث والتنقيب والتخريب، وشددوا على ضرورة إيجاد حل للسكان الأصليين وإبعادهم عن مثل هذه المواقع فنظرا لقيمتها التاريخية أيضا هناك خطورة الانهيارات في المواقع المطمورة في الرمال. ويتحدث بعض السكان هناك عن بحثهم عن الأسطورة التي تقول عن بناء مدينة كاملة من الذهب والفضة، إذ يعتقدون أن هناك مدينة قديمة رصت لبنات الذهب والفضة على شكل أسوار ومبان، فيما يقول بعض السكان "امتعضنا كثيرا لدى حفر أحد القبور من قبل الآثار، إلا أن وجود الكنوز والذهب مع الجثة جعلنا غير مصدقين لمثل هذه الأشياء خصوصا وأنها تكثر في الأساطير، ولم نعد نسمع عنها رغم أننا نعرف أن موقع ثاج يحتوي على كنوز، وتخوف البعض منهم بقوله "أصبحنا نشك في كل قادم إلى الموقع أنه يريد السطو على الكنوز والآثار خاصة، وأن الموجود سياج فقط".