أحد الدعاة كان في زيارة لإحدى الدول الأوروبية
وبينما هو جالس في محطة القطار
شاهد إمرأة عجوزا شارفت على السبعين من العمر
تمسك تفاحة بيدها وتحاول أكلها بما بقي لديها من أسنان
جلس الرجل بجانبها وأخذ التفاحة وقطعها وأعطاها للعجوز وذلك ليسهل عليها أكلها
فإذا بالعجوز تنفجر باكية
فسألها لماذا تبكين ؟؟
قالت: منذ عشر سنوات لم يكلمني أحد ولم يزرني أولادي
فلماذا فعلت معي ما فعلت ؟؟؟
قال: إنه الدين الذي أتبعه
يأمرني بذلك ويأمرني بطاعة وبر الوالدين
وقال لها في بلدي تعيش أمي معي في منزلي وهي بمثل عمرك
وتعيش كالملكة !!
فلا نخرج إلا بإذنها ولا نأكل قبل أن تأكل
ونعمل على خدمتها أنا وأبنائي
وهذا ما أمرنا به ديننا
فسألته وما دينك ؟؟
قال: الإسلام
وكان هو سبباً في إسلام هذه العجوز ...!!
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)
وقد روى "المأمون" أنه لم يرى أحد أبر من "الفضل بن يحي" بأبيه،
((فقد كان أبوه لا يتوضأ إلا بماء ساخن، فلما دخلا السجن منعهما السجان من إدخال الحطب في ليلة باردة فلما نام أبوه قام الفضل وأخذ إناء الماء وأدناه من المصباح فلم يزل قائماً به حتى طلع الفجر، فقام أبوه فصب عليه الماء الدافئ، فلما كانت الليلة الأخرى أخفى السجان المصباح فقام الفضل فأخذ الإناء فأدخله تحت ثيابه ووضعه على بطنه حتى يدفأ بحرارة بطنه متحملاً بذلك برودة الماء والجو...)).
وإليك أخي الحبيب هذه القصة التي أبكت
"عمر بن الخطاب" وأبكت كل من كان حوله.....!
((أمية الكناني كان رجلاً من سادات قومه وكان له ابناً يسمى كلاباً,
هاجر كلاب إلى المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه, فأقام بها مدة ثم لقي ذات يوم بعض الصحابة فسألهم أي الأعمال أفضل في الإسلام, فقالوا: "الجهاد"،
فذهب كلاب إلى عمر يريد الغزو, فأرسله عمر رضي الله عنه إلى جيش مع بلاد الفرس فلما علم أبوه بذلك تعلق به وقال له: "لا تدع أباك وأمك الشيخين الضعيفين, ربياك صغيراً، حتى إذا احتاجا إليك تركتهما؟"
فقال: "أترككما لما هو خير لي"
ثم خرج غازياً بعد أن أرضى أباه، فأبطأ في الغزو وتأخر.
وكان أبوه وأمه يجلسان يوماً ما في ظل نخل لهم وإذا حمامة تدعوا فرخها الصغير وتلهو معه وتروح وتجئ، فرآها الشيخ فبكى فرأته العجوز يبكي فبكت ثم أصاب الشيخ ضعف في بصره، فلما تأخر ولده كثيراً ذهب إلى عمر رضي الله عنه ودخل عليه المسجد
وقال: "والله يا ابن الخطاب لئن لم ترد علي ولدي لأدعون عليك في عرفات"،
فكتب عمر رضي الله عنه برد ولده إليه، فلما قدم ودخل عليه
قال له عمر: "ما بلغ برك بأبيك؟"
قال كلاب: "كنت أُفضله وأكفيه أمره, وكنت إن أردت أن أحلب له لبناً أجيء إلى أغزر ناقة في أبله فأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها -أي ضروعها- حتى تبرد ثم أحلب له فأسقيه"
فبعث عمر إلى أبيه فجاء الرجل فدخل على عمر رضي الله عنه وهو يتهاوى وقد ضعف بصره وانحنى ظهره وقال له "عمر" رضي الله عنه: "كيف أنت يا أبا كلاب؟"
قال: "كما ترى يا أمير المؤمنين"
فقال: "ما أحب الأشياء إليك اليوم"
قال: "ما أحب اليوم شيئاً، ما أفرح بخير ولا يسوءني شر"
فقال عمر: "فلا شيء آخر"
قال: "بلى, أحب أن كلاباً ولدي عندي فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت"
فبكى رضي الله عنه وقال: "ستبلغ ما تحب إن شاء الله".
ثم أمر كلاباً أن يخرج ويحلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه فقام ففعل ذلك ثم جاء وناول الإناء إلى عمر فأخذه رضي الله عنه وقال أشرب يا أبا كلاب فلما تناول الإناء ليشرب وقربه من فمه
قال: "والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب"
فبكى عمر رضي الله عنه
وقال: "هذا كلاب عندك وقد جئناك به" فوثب إلى ابنه وهو يضمه ويعانقه وهو يبكي فجعل عمر رضي الله عنه والحاضرون يبكون
ثم قال عمر: " يا بني الزم أبويك فجاهد فيهما ما بقيا ثم اعتنى بشأن نفسك بعدهما " ))...