الخطوة الأولى: العودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فلنعد إلى هذه الأخلاق السامية التي ينفرد بها الدين الإسلامي لتعود لنا الأخوة الصادقة في الله تعود الأخوة الحقيقة.. فلتلتئم الصفوف.. وتضمد الجراح.. وتلتقي الأمة على قلب رجل واحد .
فو الله ثم والله لا ألفة ولا عزة ولا نصرة ولا تمكـين إلا بالعودة الصادقة إلى أخلاق هذا الدين وإن شئت فقل العودة الصادقة إلى أخلاق سيد المرسلين فلقد لخصت عائشة رضي الله عنها أخلاق النبي في كلمات قليلة ولكنها عظيمة فقالت "كان خلقه القـرآن" نعم والله إنه صلي الله عليه وسلم كان قرآن يمشى على الأرض في دنيا الناس..
أحبتي
قد يكون من اليسير جدا تقديم منهج نظري في التربية والأخلاق.. بل إن المنهج هذا موجود بالفعل وسُطِّر في بطون الكتب والمجلات ولكن هذا المنهج لا يساوى قيمة الحبر الذي كتب به إن لم يتحول في حياة الأمة مرة أخرى إلى واقع عملي وإلى منهج حياة ..
الخطوة الثانية: أن نتحرك لدعوة المسلمين إلى هذه الأخلاق بالحكمة والموعظة الحسنة
بعد أن نحوِّل هذه الأخلاق النظرية إلى واقع عملي منير مضيء في حياتنا يجب علينا بعد ذلك أن نتحرك لدعوة المسلمين إلى هذه الأخـلاق بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة.. والكلمة الرقيقة الرقراقة والرفق والحلم فهذا هو مقام دعوة الناس إلى الله في كل زمان ومكان..
قال الله تعالى:" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"
وقال تعالى :"وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ".
أسأل الله أن يربط قلوبنا برباط وثيق رباط الحب في الله.. حتى نعود مرة أخرى إلى عزتنا وكرامتنا وسيادتنا وتتحقق السنن الربانية فينا بحوله ومدده إنه ولى ذلك والقادر عليه ..
في أمان الله
--
يقول أبي منصور الثعالبي: "من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب رسوله أحب القرآن ومن أحب القرآن أحب العربية"؛ لأن القرآن نزل بها ومن الشرف العظيم والمجد المنيف لهذه الأمة أن كتابها عربي ونبيّها عربي، ولكن المتسوّلين على أبواب الأجنبي والمتطفلين على موائد الغير يرفضون هذا الشرف ويفرّون من هذا المجد.