مليونير سعودي يعيش في منزل خرب من أجل شقيقه المعوق
يطالب بالمساعدة حتى يتمكن من التحكم بأمواله
مليونير سعودي يعيش في منزل خرب من أجل شقيقه المعوق
يعيش مليونير سعودي في منزل خرب بين أطلال قرية في منطقة الباحة هجرها سكانها منذ عشرات السنين، حتى أصبحت آثارا تعكس قسوة الحياة، ويبرر عيضة الزهراني قبوله هذا الوضع الذي لا يرضى به أحد حتى الفقراء المعوزين برغبته في البقاء مع شقيقه المعاق صالح، وفقا لما ورد في تقرير إخباري الخميس 28-8-2008.
ومن أسباب تشبثه بالبقاء في المنزل المتهالك القديم يقول عيضة: إنها تَقّرُ فيه أعيننا، وتهدأ فيه نفوسنا، وتزورنا فيه أجمل الأحلام، وتغمرنا فيه الفرحة والغبطة والسرور، ونشعر ببساطة الحياة، وأننا نستطيع قهر زينة الحياة الدنيا، وإذا سألتني عن سر ذلك فو الله لا أعلم!! وتستطيع أن تسمي ذلك زُهداً أو خرقاً للمألوف أو حالة نفسية ولك أن تسمي ذلك بما شئت عدا البخل".
أخي يعاني من إصابة أفقدته النطق والبصر وتسببت في تخلفه الفكري، وكانت بسبب تعرضه للضرب المبرح من والده
ويتابع قائلا في حديثه لصحيفة "الرياض" السعودية: "أستطيع امتلاك سيارة، ليس لعدم وجود قيمتها بل أنني أستطيع ولله الحمد اقتناء عشر سيارات، ولكن الرغبة مقيدة لأسباب نفسية لا أعلم عنها".
ويوضح عيضة أنه يملك المال الوفير لكنه لا يملك نفسه، "فأنا أشعر أنني ملكاً لشقيقي المعوق وأرى أنه جزء مني، وأنا جزء منه، وكأننا جسد واحد وروح واحدة، وقد حاولت التغيير، وقمت باستئجار شقة فاخرة مفروشة ومؤثثة بأفخم الأثاث في مدينة الباحة، ودفعت أجرتها كاملة مقدماً لمدة شهر كتجربة مبدئية لمحاولة التكيف، ولكننا لم نذق طعم النوم لمدة يومين حتى أصابنا الهوس ولم نتمكن من البقاء في الشقة خصوصاً شقيقي الذي لم يتمالك أعصابه حيث قام بتهشيم كل شيء في المنزل مطالباً بالعودة للمنزل القديم، وكذلك شعوري أنا حيث أشعر بضيق شديد عندما أترك هذا المنزل علماً أنني أتمنى أن أعيش في مكة المكرمة أو المدينة المنورة ولكن دلني كيف أفعل ذلك".
وحول عدم رغبته في الزواج، يقول عيضة لـ"الرياض": أنا أعاني من مرض نفسي في هذه الناحية بالذات، وكذلك لي محاولات، بذلت فيها الكثير من المال لمحاولة الشفاء، ولم أتمكن لأنها إرادة الخالق سبحانه وتعالى.. فطالما أن السعادة تغمرني في هذا المكان فلن أبالي بالمال، فأنا راضٍ بقضاء الله وقدره".
وفيما يتعلق بإصابة شقيقه المريض ( 45عاماً)، والذي قال إنه يعاني من إصابة مزمنة أفقدته النطق والبصر وتسببت في تخلفه الفكري يقول عيضة: إن الإصابة كانت بسبب تعرض أخيه للضرب المبرح من والده في سن التاسعة من عمره، ويقول: إن شقيقه كان ذكياً متفوقاً على أقرانه في الدراسة وقد درس حتى السنة الثالثة ابتدائي.
وأردف: "أخي هذا كان أكثر ذكاءً مني وكان فصيحاً لدرجة تفوق الوصف ولكن شقاء الأطفال وهو شيء طبيعي، فقد كان أخي صالح يعبث في المزرعة التي كانت هي مصدر الرزق الوحيد الذي نقتات منه حيث كنا نعيش على محصولها كوجبة رئيسية وكان والدي يعاني الفقر الشديد ولا يكاد يستطيع تأمين قوت اليوم الواحد، وكان رحمه الله شديد الغضب ولم يتمالك نفسه بعد أن زجر أخي وكان ينهاه كثيراً عن العبث وإيذاء المواشي التي تخص الجيران ولكن شقاء الطفولة لم يجعله ينتهي، فأراد أن يؤدبه، وضربه ضرباً موجعاً بعصا غليظة وجاءت إحدى الضربات غير المقصودة بمؤخرة الرأس ليفقد البصر وعدم القدرة على النطق، وتسببت في إعاقته الذهنية.
وبعد وفاة والدي- والكلام لعيضة- قمنا بعمل رقية شرعية على أيدي متفقهين في الدين فعاد له البصر ولله الحمد، إلا أن بصره ضعيف ولا يرى الأشياء بدقة، ثم أنه يحاول النطق، فهو يبلبل بكلام غير مفهوم عدا كلمات قليلة مثل لفظ الجلالة "الله"، وقوله الذي يردده دائماً ويفهم بوضوح جملة (عند الله خير).
ويضيف الزهراني أن فاعل خير ساعده في المراجعة بأخيه في مستشفى الملك فيصل التخصصي واتضح أنه ميؤوس تماماً من شفائه وأن أجزاء من الدماغ تضررت ولونها يميل للأسود الداكن..
وناشد الزهراني الجهات المختصة السماح له (باستقدام خادمة) تعينه على رعاية أخيه، بشرط أن تقبل العيش معه في نفس هذا المنزل. ويتمنى أن تتم رعاية شقيقه من قبل متخصصين في الشؤون الاجتماعية.
كما شدد عيضة على أنه بحاجة للمساعدة لبحث أسباب عدم تمكنه من الخروج من المنزل الآيل للسقوط في أي لحظة فهو كما يقول حاول ولم يتمكن، ويحاول التحكم في أمواله ويشعر كما يقول إنه مقيد لأسباب نفسية.
المصدر