الحب بين الصمت واليأس والأمل
لقد أرداني الحب الصامت في قاع محيطات اليأس المزمن المتخذ من اللاشيء عنوانا ، جعلني أطوف حول هياكل النسيان عند كل غروب آلاف المرات ولكن لا أستطيع نسيانك ، جعلني أنسى أن أشلاء أفكاري جاءت مما وراء وديان قصائد العشق العتيقة من زمن باد واندثر ، جعلني أنساب بين خيوط الضوء اللالونية لأطبع محفورا على أقرب صفحة في كتاب الزمن البائس لأظل رمزا للعشق الصامت ، جعلني أنتظر شروق الشمس السرمدية من حيث رأيت غروبها المهيب ، جعلني أنظر هناك عند الأفق حيث تتلاشى أشعة الشمس الذهبية ، وتتبدد ظلمة الليل الموحش، حيث غادرتني روحي وامتزجت بكينونة عاشق تركته أنفاسه منذ عرف الحب حيث تحتدم المعركة بين قلب العشق الأبدي وأنياب الفراق الموجع ومن حولهما أرى شتات مشاعر لم تسمى بعد تشاهد المعركة تترقب لون النهاية المحتوم تريد أن تعرف مصير العشق المكنون في قلوب المحبين الحيرى منذ الأبدية .
لم أكن أعرف أن اليأس يمكن أن يجمد قلبا نبت في قلب الشمس وروي من ناره التي لا نهاية لتأججها ، لم أكن أدري أن غربان التشاؤم الرمادية يمكن أن تتخذ من آمال الشباب الحيرى قشا تبني به أعشاشا للخوف فوق قمم جبال اضمحلال المعاني الآتية من غياهب زمن لم يعرف فيه أسلافنا للآثام لونا ولا للخطيئة طعما ولا للمعاصي رائحة.
هاهي أمنيات العمر الشاحب قد خطت بعض خطوات في طريق بلا اتجاه متخذة من أطلال الفرص الضائعة كمانا حزينا يهزج ألحانا كأوراق الخريف المصبوغة بحمرة النهاية المتساقطة على أرض عمر لم أدرك منه شيئا سوى بعض أحلام ماتت قبل أن تتم ، وهاهي بقايا قلب حزين أدماه الحب وقتله التشاؤم وكفنه اليأس بعد أن اغتسل بدموع الأماني الكلمى ترقد في قبر الحيرة الموحش منتظرة يوم البعث لتعرف مصيرها .
ولكن ما دامت هناك نجمة مضيئة في السماء تهدي بعد ضلال وتبعث خطا من ضوء وسط ظلمة فهناك أمل متجدد في الحياة حتى و إن اكتسى ما تبقى من الكون بوشاح أسود .
بدر الشمال //ومما راق له