هاهي المدينة تهبط على المساء
ونساء سمينات يعلفن أطفالهن
ويبكين في زوايا المطبخ المعتمة
خيانات رجال يقامرون بالحب والوطن معاً
نساء يحكن خيوط الشيب بالمرارة البيضاء
وها أنا أركض وحيدة تحت المطر
بلا رجل ولا وطن
وآلاف النوافذ ترمقني بعيونها المشتعلة العدوانية
وكأية نعجة سوداء متمردة
أحيك خيوط حريتي بعيداً عن دروب القطيع
وأحاول عبثاً اختراع مصير ثالث
لامرأة آتية من العالم الثالث
هل تريد أن تعرف سر قوتي ؟
[ لا أحد أحبني حقاً قط ]
ها أنا أسقط
لكنني مصرّة على ترك آثار أقدامي وآثار أقلامي
فوق عتمة الهاوية.. وبياض الورقة !!..
* غادة السمّان