حين نحزن..
نحاول ان نلجأ الى من نفرغ معه حزننا..والمنا..
نحاول..ان نرمي حمولة قلبنا على احد ما..ربما يكون صديق..ربما يكون عابر طريق..
نحاول ان نرتاح من هذا الكم من الدمع القاطن اهدابنا..
لكن..لا يخرج حزننا من الداخل رغم كل محاولاتنا..
يبقى متواجدا بعمق بين الشرايين..
لا نعرف حجمه إلا حين نجلس معه وحدنا..وجها لوجه امامه..عراةٌ من كل شيء..إلا منه..
عندها..نعرف ان محاولاتنا كلها باءت بالفشل..
وان وجعنا يلازمنا..مثل ظلنا..
تسير خطواتنا احيانا..بدون هدف..
تترك بصمات لنا..لا نتذكرها لاحقا..
كأنها لم تكن اكثر من مجرد محطات استوقفتنا...
وامضينا فيها بعضا من وقت..
وتركنا داخلها قليلا من ذكرى..
كأنها طرقات عبرتنا..ولم نعبر عليها سوى ونحن نيام..
دون احلام ترافقنا..دون اطياف نرافقها..
دون مشاعر تغتال ذاكرتنا..
كأنها دروب خطونا عليها..
ولم نخطو ابعد من حصاها ..ورملها..وجدرانها..
كأننا لم نكن اكثر من مجرد عابري سبيل..ساروا ولم يتركوا وراءهم سوى ظلال..واوهام..