فتح عدد من الدعاة والمشايخ النار على المسلسلات الرمضانية الهابطة التي تثير الغرائز, وتضيع روحانيات الشهر الكريم, وأكدوا على عظم هذا الشهر الذي تصفد فيه الشياطين, وقالوا: للأسف إنه بدلاً من إعلان التوبة والرجوع إلى الله, من قبل القائمين على هذه القنوات التليفزيونية, في هذا الشهر الكريم, وجدنا هذا الركام من المسلسلات الهابطة والمثيرة للغرائز, ودعوا المشاهدين الحفاظ على جوارحهم من هذه المضامين الهابطة التي تستهدف أبناء ونساء المسلمين.
وكان سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ "مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء" قد دعا إلى عدم مشاهدة هذه المسلسلات, ووصفها بـ"الخبيثة".
وقال سماحته إن هذه المسلسلات الرمضانية, وما فيها من السخرية بالإسلام والمسلمين, وانتقادهم, هي من البلاء, وعلى من يشاهدونها الإقلاع عنها والتوبة إلى الله, وأن يخلصوا أنفسهم من هذه الأعمال الخبيثة, وعلى كل مسلم أن يحذر أن يكون ممن قال الله فيهم (إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون, وإذا مروا بهم يتغامزون, وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين, وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون).
وأضاف سماحته قائلاً: كم من مسلسلات رمضانية يعدها أهلها على الخبث, والعداء لله ورسوله, ففيها من الصور الخليعة, والأفكار السيئة, وعلى هؤلاء التوبة والإقلاع عن هذه الأعمال, وعلى المسلمين ألا يغرهم أهل الباطل بمسلسلاتهم, ويحذروا الأعمال السيئة والخبيثة, فإن أكثر هذه المسلسلات يعدها أناس الله أعلم بحالهم, وما يمارسونه من سوء وفساد.
وقال سماحة مفتي عام المملكة إن هذه المسلسلات الرمضانية السيئة, تنذر عن سوء معتقد وقلة حياء, وعدم خوف من الله, وعلينا أن نحذرها ونتجنبها, ومن يشاهدها أن يرجع إلى الله عز وجل.
ودعا سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ بالهداية للجميع, وأن يكونوا في طاعة الله, وأن يتم الشهر المبارك بالخير على جميع المسلمين, وأن نستقبل الشهر الكريم بالتوبة النصوح والإنابة إلى الله.
من جانبه , قال الدكتور عبد الله بن محمد العجلان "أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود والداعية المعروف": يدخل شهر رمضان بخيراته وبركاته, وكل أهل الإسلام الصغير منهم والكبير, والذكر والأنثى, مهما بلغ تقصيرهم أو ضعفهم في الطاعة, فإنهم يرجون مع دخول الشهر الكريم الرحمات والخيرات, وإقالة العثرات, وستر العيوب والزلات لكن تأبى الشياطين لا شياطين الجن فحسب, فإنها مصفدة لا تخلص إلى ما تخلص إليه, بل شياطين الإنس المنطلقة من كل قيد وزمام ومنفكة من كل معنى كريم, لا ترعى لله حرمة, ولا تحفظ للرسول حقا, ولا تبقي لرمضان خصوصية وفضلا, يتسابقون لبث سمومهم وإظهار نتنهم في أوجه من الشر كثيرة, لا يقتصرون أن يلهو الناس عن الطاعات ويصرفونهم عن المسابقة إلى القربة, ولكن يزيدون في ذلك, بأن يجعلوه ميداناً رحباً لإظهار أفكارهم, وبث سمومهم من دعوة للرذيلة, وإقامة سوق المجون والفسق والفجور.
وتساءل الشيخ العجلان قائلا: أهكذا يستقبل شهر رمضان؟
أهكذا يتسابق أهل الإسلام؟
أبهذا أمرنا رسول الأنام؟ أم هو التسويل والتضييع من الشيطان؟
وقال الشيخ عبد الحكيم العجلان: أين ملاك هذه القنوات الفضائية؟ وأين القائمون عليها, ألا يقصرون ولو شيئاً قليلاً رجاء بركة هذا الشهر؟ ألا يخافون أن ينصرف الناس بثواب وأجر, وينصرفوا هم من رمضان بالعار والشنار والثبور أو بآثام الخلق وفتنتهم؟ أين دعاة الفضل الغيورون على مجتمعاتهم ودينهم؟ ألا من كلمة تخرج وصرخة لعلها تحرك ساكناً في أمواج هذا الركام من البرامج الهابطة؟
ودعا الشيخ العجلان إلى أن يتقي أصحاب هذه القنوات والقائمون عليها الله عز وجل, ويحفظوا حرمة هذا الشهر, وينشروا الخير والعمل النافع بدلا من هذه البرامج والمسلسلات الهابطة.
وقال الشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن المقحم "الأستاذ بالكلية المتوسطة بالرياض والداعية: "إنني لا أجد أحداً أحق من هذه الأفلام والمسلسلات والقنوات من الآية الواردة في سورة النور (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة, والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، ففي الآية أربع صفات: أنهم يحبون أن تشيع الفاحشة, وهذا ما تقوم به هذه القنوات في هذا الشهر الكريم, وليس أي خطيئة, وهؤلاء يهدفون إلى إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا, وليس في المجتمعات المنحلة.
وقال الشيخ المقحم: إن هذا من أشراط الساعة. كما جاء في الحديث الشريف "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها"، وبين أنهم من جلدتنا ويتكلمون بلساننا, وكأنما رآهم صلى الله عليه وسلم رؤيا العين.
ووصف الشيخ المقحم هذه المسلسلات الهابطة بالشر المستطير.