الاتحاد الدولي للسلة يعتزم إجراء تغييرات واسعة
أعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة أنه يعتزم التقدم بطلب من اللجنة الاولمبية الدولية لرفع عدد المنتخبات المشاركة في الألعاب الاولمبية المقبلة في لندن العام 2012 إلى 16 منتخبا عند الرجال والسيدات عوضا عن 12 كما هي الحال في العاب بكين التي تختتم الأحد.
وقال أمين عام الاتحاد الدولي السويسري باتريك باومان في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الصينية "نتيجة للنجاح الباهر الذي حققته هنا (بكين) نعتقد أن كرة السلة تستحق 16 منتخبا. بعض المنتخبات الغائبة تملك قاعدة جماهيرية ضخمة جدا".
تعديلات قانونية
وأكد باومان أن الاتحاد الدولي سيناقش هذه المسألة خلال اجتماع لجنته التنفيذية في كانون الأول/ديسمبر المقبل، مشيراً إلى التعديلات لن تكون محصورة فقط بعدد المنتخبات المشاركة بل ستشمل قوانين اللعبة والملعب أيضا لتصبح أقرب إلى ما هو معتمد في الدوري الأميركي للمحترفين حيث سيتم توسيع خط قوس الثلاث نقاط 50 سنتم إضافي مع تعديل الخطوط الداخلية (المنطقة الملونة) لتصبح مستطيلة مع نصف دائرة تحت السلة.
كما سيدخل تعديل على ساعة التوقيت الخاصة بالهجمة التي ستعاد إلى 14 ثانية عوضاً عن 24 في حال كانت الهجمة ما زالت تحت الـ14 ثانية عندما يعترض أحد اللاعبين الكرة بقدمه أو في أي حالة أخرى تتطلب إعادة توقيت الهجمة إلى 24 ثانية, أما إذا كان وقت الهجمة تخطى الـ14 فإن الهجمة تعاد بـ24 ثانية جديدة كما هي الحال الآن.
وسيتم تطبيق هذه التعديلات مباشرة بعد كأس العالم التي تقام العام 2010 في تركيا، علماً بأن بعض القوانين الجديدة ستدخل حيز التنفيذ العام المقبل مثل منع ارتداء فانيلة تحت قميص الفريق واستعمال الكوعين بشكل مبالغ به سينتج عنه خطأ فنيا كما هي حال إعاقة اللاعب المنافس ومنعه من القيام بهجمة مرتدة.
أما التعديل الآخر الذي سيطبق العام المقبل هو إذا فقد اللاعب توازنه وسقط أرضا خلال احتفاظه بالكرة لا تحتسب هذه الحالة مشيا بالكرة.
وكان الاتحاد الدولي تجاهل الطلبات المتعددة لرفع عدد المنتخبات المشاركة بعد اولمبياد أثينا 2004 لكن يبدو أنه رضخ لها بعدما حصدت هذه الرياضة نجاحاً باهراً في بكين بوجود عدد كبير جداً من نجوم الدوري الأميركي للمحترفين في غالبية المنتخبات المشاركة وليس فقط في المنتخب الأميركي.
وقال رئيس الاتحاد الدولي بوب البهينسون إن عدد متابعي مباريات كرة السلة في اولمبياد بكين هو تقريبا ضعف العدد الذي تابع مباريات اولمبياد أثينا 2004، مضيفا "حوالي 247 ألف مشاهد (في الملعب) تابعوا المباريات قبل 4 أعوام، في بكين وصل العدد إلى 448 ألف أي حوالي ضعف اولمبياد أثينا. حوالي 27 مليون مشاهد أميركي استفاقوا باكراً في العاشر من آب/أغسطس الحالي من أجل مشاهدة مباراة منتخب بلادهم مع نظيره الصيني المضيف، فيما تجاوز عدد المشاهدين الصينيين المئة مليون. إنها أكثر المباريات مشاهدة (في جميع المسابقات) في تاريخ الألعاب الاولمبية".
وكان الاتحاد الدولي استحدث لبكين 2008 ملحقا اولمبيا تأهل عنها ثلاثة منتخبات عند الرجال وأقيمت في أثينا، و5 منتخبات لدى السيدات وأقيمت في مدريد.
وتأهل منتخبان من الذي خاضوا التصفيات الاولمبية إلى الدور ربع النهائي عند الرجال هما اليونان وكرواتيا، وثلاثة عند السيدات هي اسبانيا وصيفة بطلة أوروبا وبيلاروسيا وتشيكيا.
وعلق باومان على موضوع الملحق الاولمبي قائلاً: "مباريات الملحق التأهيلي كانت رائعة. رأينا منتخبات حصلت على فرص إضافية من أجل تقديم نتائج أفضل، لكننا لا نزال نفتقد منتخبات مثل فرنسا والبرازيل وبورتوريكو ونيجيريا...وهي لم تتأهل إلى الاولمبياد.أعتقد أننا سنرى أقوى 16 منتخبا في العالم خلال اولمبياد لندن 2012".
وذكر باومان أن الاتحاد الدولي لم يناقش تفاصيل إذا كانت المنتخبات الأربعة الإضافية تتأهل عبر ملحق اولمبي موسع أو عبر ترتيبها في البطولات القارية.
اللحاق بالأميركيين
وعلق باومان على التعديلات التي ستدخل على اللعبة والملعب قائلا "إذا أراد العالم بأجمعه أن ينافس المنتخب الأميركي عليه أن يتأقلم مع القوانين التي يلعب بها. من المحتمل أن يفوز المنتخب الأميركي بجميع مبارياته خلال اولمبياد 2012 بفارق أكثر من 30 نقطة، وإذا حصل هذا الأمر فذلك يعني أن العالم بأسره يتخلف عن الأميركيين بـ30 نقطة وسيكون الوضع مشابهاً لما حصل في اولمبياد برشلونة 1992 (مع منتخب الأحلام الأول) وعندها ستحتاج هذه المنتخبات إلى عدد من دورات الألعاب الاولمبية لتلحق بالركب (الأميركي) وستعود الأمور إلى نقطة الصفر مجدداً".
وفقد منتخب الولايات المتحدة هيبته في الأعوام السبعة الأخيرة حيث فشل في الظفر بأي لقب في ثلاث مشاركات كبرى وذلك بعدما فرض نفسه نجماً مطلقاً في المناسبات الرسمية وخصوصا في الألعاب الاولمبية التي حصد جميع ألقابها منذ إدراج لعبة كرة السلة في الاولمبياد العام 1936، وهو لم يخفق إلا العام 1972 في ميونيخ عندما خسر في النهائي التاريخي أمام الاتحاد السوفياتي في مباراة مثيرة للجدل، والعام 1988 في سيول عندما خرج في الدور نصف النهائي أمام المنتخب نفسه، علما بأنه لم يشارك في اولمبياد موسكو 1980 بسبب مقاطعة بلاده لهذا الحدث على خلفية الاحتلال السوفياتي لافغانستان.
وتعتبر الغالبية العظمى من المحللين أن السبب في تراجع الأداء الأميركي هو صعوبة تأقلم اللاعبين الحاليين مع قوانين الاتحاد الدولي، في حين أن نجوم المنتخب السابقين كانوا يتمتعون بتفوق مهاري هائل على لاعبي المنتخبات الأخرى جعلهم يتخطون مسألة اختلاف القوانين لكن مع ارتفاع عدد اللاعبين الأجانب الذين يلعبون في الدوري الأميركي للمحترفين أصبحت المهمة أصعب على لاعبي المنتخب الأميركي بسبب ارتفاع مستوى منافسيهم.
ويتأهل إلى الألعاب الاولمبية في منافسات الرجال أبطال القارات الخمس ووصيف بطل أوروبا، وبطل العالم والمضيف و3 منتخبات أخرى كانت تحصل على بطاقة دعوة لكنها أصبحت تتأهل الآن عبر الملحق الاولمبي.
أما عند السيدات فيتأهل أبطال القارات الخمس والمضيف وبطل العالم و5 عبر الملحق الاولمبي.
المصدر: وكالات