السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحاديث رمضان
أخواني و إخوتي ها هوا شهر رمضان يطل علينا
أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام ويسر لنا أعمالاً صالحة ترضيه عنا
بحمد الله وفضله قمتُ بجمع قدر لا بأس به من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي هذه الصفحات سوف نتطرق إلى بعض منها و الخاصة برمضان والصوم
بمشيئة الله سندرج الحديث وندرج شرحه لنبين معاني كلمات الحديث فالكثير منا يجهل أمور
بسيطة تتعلق بالصوم وفي أحاديث النبي المختار صلوات ربي وسلامه عليه الجواب الشافي لما نبحث عنه
سنبدأ على بركة الله أول أيام الشهر الفضيل وكل يوم سندرج حديث أو أكثر إن شاء الله تعالى
لكن دعونا نبدأ من الآن بذكر بعض الأمور والتنبيهات لنتعرف على رمضان وفضله وبيان ما للصائم
عند الله تعالى
.
.
بلغنا الله شهر الصوم وأعاننا على كل الخير
تعريف الصوم
الصيام لغة: الإمساك ومنه قوله تعالى (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً)(مريم: من الآية26)
وفي الشرع: هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
(تعبد) لا لتشهي النفس، ولا للعادة، وهذه الكلمة يجب أن تُقال في تعريف كل عبادة
قال صاحب الفروع (هو فرض إجم-اعاً، وفُرض في السنة الثانية إجماعاً فصام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات إجماعاً)
مـرتـبتـه: هو أحد أركان الإسلام
الحكمة من فرضه: الابتلاء بصدق القصد والامتثال لأن الصائم يُمسك عن شهوات ثلاث وهي شهوة الطعام، وشهوة الشراب، وشهوة الجماع، وهذا في وقت العمل وهو (النهار) لا الليل الذي ينام الناس فيه، وهذا من أجل الله عز وجل، ولهذا قال عزّ وجلّ (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) وفسّره العلماء بأن الأعمال الصالحة يُقتص منها للمظلوم إذا ظلَم العابدُ الناسَ إلا الصوم فلا يُقتصّ منه)
لا يُصام غير هذا الشهر والحكمة من صيامه هو قوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)(البقرة: من الآية185) فكأن الله سبحانه خصّ هذا الشهر بالصوم لأنه أنزل فيه القرآن وإنزاله أكبر النعم فهو أفضل من المطر والثمر لأنه لا تقوم الأمة إلا به
سبب تسمية رمضان بهذا الاسم:
قيل : لأن العرب أول ما عيّنت الشهور صادف رمضان وقت الحر والرمضاء فسموه بهذا الاسم وهذا من أحسن ما قيل فيه
وقيل : لأنه يرمض المعدة بالعطش .
وقيل : لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها .
وقيل : لا يُعلل، بل هو صادف تسميته كغيره
1- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -(لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فليصمه) متفق عليه
(لا) ناهية، والخطاب لجميع الأمة
(رمضان) أي الشهر
(رجلٌ) بالرفع وهو الأفصح لأن ما قبله تامٌ منفي
(كان يصوم ….) رجل كان يصوم صوماً فلا حرج عليه
و (الرجل) ليس مُخرجاً للمرأة، لكن لمّا كان الرجال أشرف من النساء صارت خطابات الشرع دائماً متعلقة بالرجولية
فيؤخذ منه النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين.
* هل النهي للتحريم أو الكراهة ؟
قيل : للتحريم فلو صام قبل رمضان بيوم أو يومين كان عاصياً وصومه مردود عليه
وقيل : للكراهة، فلو صام لا يأثم وصومه مقبول، لكن في القلب شيء من قولنا (مقبول) ولو كان النهي للكراهة، لأنه إذا كان للكراهة لم يُعدّ طاعة، وكيف يكون مقبولاً وليس بطاعة؟
وكيف يمكن أن نقول إنه مقبول والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
فنحن نجزم بأن صومه مردود عليه لكن هل يأثم أو لا ؟ ينبني على التحريم أو الكراهة
فوائد الحديث :
1- جواز الصوم بعد النصف من شعبان وقد ورد فيه نهيٌ وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)، لكن لم يقل أحد بأن النهي للتحريم في هذا الحديث، لكن من صححه قال : إن النهي للكراهة، ومن لم يصححه لم يعتبره شيئاً، وهذا إذا لم يكن يصوم شعبان كله فإن كان يصوم شعبان كله فلا بأس ولو كان يصوم بعد منتصف الشهر
2- حماية حدود الشريعة، لأن النهي عن الصوم قبل رمضان بيوم أو يومين لئلا يتجرأ أحدٌ فيقول : سأصوم احتياطاً ! فإن هذا من تعدي الحدود، فكيف تحتاط في أمرٍ حدده الله عز وجل بقوله (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)(البقرة: من الآية185)
3- فيه دليل على القول الراجح في صوم يوم الغيم ليلة الثلاثين من شعبان فإن العلماء مختلفون في هذا، وسيأتي بيانه
4- إذا وُجد سببٌ ظاهر ينفي ما قصد الشرع فإنه يزول النهي لقوله (يصوم صوماً) لأنه إذا كان يصوم صوماً زال احتمال أن يكون صام على سبيل الاحتياط، ونظيره من بعض الوجوه النهي عن الصلاة وقت النهي فإذا كان لها سبب زال النهي لأنه يزول المحذور الذي نهى الشارع عن الصلاة من أجله في هذه الأوقات
5- من كان من عادته أن يصوم شيئاً فلا ينهى عن الصيام المتقدم كأن يكون من عادته صيام الإثنين والخميس أو صوم ثلاثة أيام من كل شهر، أو ينذر صوماً عند قدوم فلان فيصادف قدومه آخر شعبان، أو يكون قضاء من رمضان الماضي، أو يكون من عادته صيام يوم وإفطار يوم .