أصيب الدكتور مصطفي السباعي بمرض أقعده آخر سنين حياته..فما نال ذلك من عزمه..وما انتقص من همته.. وامتلك من الإرادة ما قهر به عجزه.. ومن النية الصالحة ما رفعه لأعلي الدرجات.. واستمر مرضه ثمان سنوات فما منعه ذلك من النهوض بواجباته..فكانت فترة مرضه أخصب فترات حياته إنتاجا فكريا وعلميا وأدبيا..يرجو بذلك النعيم والسرور الدائمين إلي يوم البعث...
"فهو صاحب رسالة"
الله جلَّ في علاه هو فارج الهم وكاشف الغم ومدر النعم ودافع النقم
قال تعالي:
"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ"
ومن فضله جلَّ وعلا أنه يردف النقمة بالنعمة والبلاء بالعافية والضيق بالسعة..والحزن بالفرح..وجعل لكل شدة انفراجا..وجعل مع العسر يسرين فقال تعالي:
"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*إِنَّمَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وهو محصور بالشام يقول: "مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله له بعدها فرجا..وإنه لن يغلب عسر يسرين".
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"لو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه..
ثم قال :
قال الله عزَّ وجلَّ:
"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"
إن بعد الجوع شبع..وبعد الظمأ ريّا
وبعد السهر نوم..وبعد المرض عافية..سوف يصل الغائب
ويهتدي الضالّ..ويُفكّ العاني..وينقشع الظلام
بشّر الليل بصبح..
بشّر المهموم بفرج مفاجئ
بشّر المنكوب بلطف خفيّ وكفّ حانية وادعة
"إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد فاعلم أنه سوف ينقطع"
إن مع الدمعة بسمــــــــــــــــــــــة
ومع الفزع سكينــــــــــــــة
ومع الخوف أمــن
وكم لله من لطف خفي
يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر أتى من بعد عسر
وفَرّجَ لوعة القلب الشدي
وكم هم تساء به صباحا
فتعقبه المسرة بالعشي
إذا ضاقت بك الأسباب يوما
فثق بالواحد الأحد العلي
في أمان الله