الله يشهدُ لـ(لبدونِ) بما جـَرى ** قد صارَ ظُلْما فاجراً مُستنكرا
أسرَتـْهُمُ الأحزانُ حتَّى أصْبحوا ** هلْ قدْ رأيتَ الحزْنَ قطُّ مصوَّرا
تجدُ الحياةَ على البدونِ كأنهَّـا ** جمعتْ من الأحْزانِ ما عندَ الورى
أمْسى بهم حبلُ الرجاء مقطَّعا ** والعيشُ أمسـى بالشِّقاء مُسَـوَّرا
فإذا رأيتَ رأيتَ قومـاً حالهُـُم ** تُدْمـي قلوبَ المسْلمينَ تحسُّرا
آباؤُهم تَبْكـي وليسَ بكاؤُهـا ** إلاَّ لقهـْرٍ قـد أقـامَ فأقْفرا
لايملكُ المسكينُ قوتَ عيالِـه ** يَبكي الصغيرُ له ، فيُبكِي الأصغرا
والأمَّهاتُ على الرضِيع دموعُها ** هل أُرضـعُ المسْكينَ حتَّى يَكبرا
أو أتركَ الأطفالَ تلقى حتْفـَها ** فالموتُ خيـرٌ من حياةٍ في ثـَرى
مالي أؤمـِّلُ أن تطـولَ حياتُهُ ** ليعيـشَ عيْشـاً بائسـاً ومُبعْثرا؟!
وبناتهم كالمُسْبياتِ بقيــدِها ** مـن قامَ ينظرهـنَّ عافَ المنْظرا
يا لجنةَ الظُلاَّم كفُّـوُا ظلْمكَم ** أأمنـْتـمُ الأقْـدارَ أن تتَغيـَّرا
أأمنتم الجبَّارَ يقلِبُ حالَكــم ** فيردُّكـم سُفْلا ويجعُلهـم ذُرا
ياأيُّها العقلاءُ أينَ عقولكُـمْ ** لاتبصرونَ ، ولابصائرُكـُم تَرى؟!
إن لم تكونوُا للبدونِ فمن لهم ** والله أوصـى بالضعيفِ ، وذكَّرا
حامد بن عبدالله العلي