محمود الدلي
شاكر لك روعة ورقي طرحك وجمال معانيه وهذا جهد
تشكر عليه ويسجل لسجل ابداعاتك ولي اضافة الى موضوعك
وهي التاليه اتمنى ان اكون وفقتك لإكمال ما قدمته
بسم الله الرحمن الرحيم
عرف لزوجة شيخ بني لام الطائية الشيخ / وديد بن عروج رحمهم الله الذي يسكن العمارية في القرن الحادي عشر الهجري غير هذه القصيدة و قصيدة اعتذارها من زوجها الثاني الشيخ / لزام بن عروج شقيق زوجها الأول الشيخ وديد قولها :
ساروا من العارض بجيش يهيفي
= يتلون ابن عروج مقدم بني لام
يا ما انقطع في ساقته من عسيفي
= ومن فاطر تقلط على الجيش قدام
و بقي من اّل عروج شيوخ قبيلة بني لام الطائية اّل عروج أهل تربة حايل والقادر أهل الجوف والذين سبل جدهم مئتي نخله لإبن السبيل في سكاكا الجوف ومن أشعر العرب النساء لأنهن يقلن الشعر من عاطفة جياشة وقد قالت زوجة الشيخ / وديد بن عروج شيخ بني لام الطائية رثاءا في زوجها الأول ووصفا لشقيقه ولها قصة :
يا الله يا عايـد علـى كـل مضمـاه
= يا مخضرن بالأرض الهشيم المحايل
أنت الكريـم ورحمتـك ما نسينـاه
= تروف باللـي دوم عينـه تخايـل
الطف بمـن كـنه وعينـه مـداواه
= اللـي بقلبـه حاميـات المـلايـل
ألوج مثل أيوب من عظـم بلـواه
= وأسهر الى ما يصبـح النجـم زايـل
لا وا حبيبي كـل ما قلـت أبا أنسـاه
= الى تفطني مـن الهجـن حايـل
والى نسيتـه فطنتـنـي بطـريـاه
= شيبا ظهر من عاصيات الجلايـل
يلتاع قلبـي كـل ما حـل طريـاه
= كما يلـوع الطير شبـك الحبايـل
لا وا حبيبـي سبعـة سنيـن فرقـاه
= عليه أنـا قصيـت كـل الجدايـل
لا وا حبيبي يتلـف الهجـن ممشـاه
= لا مـن بغى لـه نيـتـن ما يسـايـل
لا وا حبيبي يسقي الربع مـن مـاه
= دليـلـهـن وإن تيـهـوه الـدلايـل
لا وا حبيبي يرعـب الهجـن بغنـاه
= مـن كثر ما توحيـه ليـل وقوايـل
لا وا حبيبـي كـل قـوم ٍٍٍٍٍٍٍٍٍتنـصـاه
= تلقـى ربوعـه طيبيـن القبـايـل
لا وا حبيبـي تدفـق السمـن يمنـاه
= يما ذبح ما بيـن كبـش ٍ وحايـل
لا وا حبيبـي وافـيـاتٍ سجـايـاه
= عليـه غضـات الصبايـا غلايـل
لا وا حبيـبـي بـيـن ذولا وذولاه
= خلـي بهوجـة معدليـن الفتايـل
لا وا حبيبي طـاح يـوم الملاقـاه
= بنحور غلبا فـوق قـب الأصايـل
لا وا حبيبي طيـر شلـوى تعشـاه
= قطاعة المهجة سناعيـس حايـل
يا عارفيـن وديـد يا طـول هجـراه
= يا ليتنـي بوديـد مـا القـى بدايـل
خذيت أخوه أبي بـدل ذاك مـن ذاه
= البيت واحـد مـن كبار الحمايـل
عنـدي مثيلـه واحــدن كنه إيــاه
= عليه مـن توصيـف خلـي مثايـل
الـزول زولـه والحلايـا حلايـاه
= والفعل ما هو فعل واف الخصايـل
وقال الشيخ / عبدالله بن خميس في كتابه من أحاديث السمر الجزء الأول تعليقا على هذه القصيدة : كان بنو لام يسكنون قلب نجد , ومركز ثقلهم بالعارض , وكانت لهم صولة وجولة وسلطان لا ينازعون السلطة ولا يزاحمون القوة . وكان رئيسهم يدعى / وديد بن عروج شجاعا , فارسا , وزعيما لا يزاحم في الزعامة , له ناقة ذلول لا تجارى في أصالتها , وجدها واحتمالها وكانت دائما لا تحمل الشحم من كثرة ما يجهدها في مغازيه . فهي أبدا طليح , وصاحبها ما اّب من سفر الا وأزعجه أمر الى سفر بالبين يزمعه , ومات ولمّا يقض من ادراك دنياه وطرا . فارتاحت الذلول , وحملت الشحم . فأصبحت جمالية يشك في أنها تلك الناقة المقوسة . فخلفه أخوه على زوجته وذلوله . وفي ليلة جعلت الذلول تعبث في الابل , وتريغ هذه وتعض الأخرى , فأرسل الأخ الزوجة لتعقل الذلول . فلما جاءتها أنكرتها المرأة مما بنى عليها من الشحم , وتلبد عليها من الوبر , فظنتها جملا . فعادت اليه وقالت : ليست هذه بالذلول , إنه جمل . فقال : بلى إنها هي , فعودي فاعقليها . فلما عادت وجدتها هي , فبكت وأسبلت الدموع على الذي كان يطويها بكثرت أسفاره , ويقوسها بكثرت غاراته واقباله وادباره . والعربيات يفخرن بأزواج الشجاعة , ويرفعن رؤوسهن بذوي الزعامة والرئاسة والخطر . وبعد أن فرغت من البكاء أفرغت ما في نفسها بهذه القصيدة :
يا عارفين وديد يا وجد روحاه
= يا ليت ما رزوا عليه النثايل
لا وا ابن عمي كل ما جيت أبنساه
= الى تذكرني مع الذود حايل
لا وا ابن عمي كل عذرا تمناه
= عليه ترفات الصبايا غلايل
لا وا ابن عمي تطرب الهجن لغناه
= ياما زعج فوقه بحامي القوايل
لا وا ابن عمي تنثر السمن يمناه
= على صحون كنهن النثايل
أخذت أخوه أبغي عوض ذاك من ذاه
= البيت واحد من رفاع الحمايل
الزول زوله والحلايا حلياه
= والفعل ما هو فعل واف الخصايل
وأردفت بقصيدة أخرى قالت منها :
يا فاطري ياما جرى لك من العنى
= مع دربك العيرات نشّت
غدا عنك نواس العدى مرذي النضا
= يجرها مع ما نبا من حزومها
غدا عنك وأرّث في مكانه زلابه
= يروعه بالظلماء تليلي نجومها
يا ما حويتي جل ذود من العدى
= أضحى عليه الغزو يفرق سهومها
ويا ما يثوّر عند وجهك من الدخن
= معارك تدني للأروح يومها
عليك مقدم لابة شاع ذكره
= حامي تواليها مقدي يومومها
ولما سمع الأخ زوجها الأخير ما سمع منها من ذم أضمر لها سوءا , ولكنها أوقدت في نفسه الغيرة , وألهبت في قلبه الشجاعة , وكانت قصائدها هذه مهمازا له لم يطق بعده البقاء . فتجهز للغزو مع قومه , وظل يكسب ويبعث بكسبه , ولم يعد شهورا حتى أرهق نفسه , وأرهق من معه , وأخيرا عاد , ولما أقبل على الحي تدهورت الذلول من الإعياء ,وقعدت . فاقبل ماشيا , وقال : للمرأة اذهبي ودرجيها حتى تصل . فأنكرتها حتى عادت صغيرة منكمشة هزلى , فطاب للمرأة ما رأت وما وصل اليها من الغنائم , فغت قائلة :
ثور من العارض ركيب يهيفي
= يتلون ابن عروج مقدم بني لام
يا ما انقطع ساقته من عسيفي
= ومن فاطر تقلط على الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي
= قامت تظولع مثل مرهوص الأقدام
حر شهر من ماكره له رفيفي
= طلعه بعيد من ورى نقرة الشام
زهابهم حب القرايا النظيفي
= وسلاحهم دهم الفرنجي والأروام
ولما سمع هذه القصيدة زال ما في نفسه وتناسى ما كان منها أولا وقال :
أنا ابن عروج وهذي سواتي
= موصل سمان الهجن شيئ ما يجنه
خمسين يوم والنضا مقفيات
= مع مثلهن وهن على وجههنه
نمشي النهار وليلنا ما نبات
= كم ذود مصلاح منيس خذنه
من ظن فينا الطيب شافه ثبات
= واللي هقا فينا الردة ضاع ظنه
وكم من صبي عشقته للبنات
= عقب التعجرف بدل الضحك ونه
استاخذ المذهوب عاف الحياة
= هو ما درى ان الهجن بي
من فوق هجن من فحلهن خوات
= غيب الصبايا الخافيه يظهرنه
وهكذا تكون المرأة العربية مهمازا للشجاعة , وملهبة لقلوب الرجال . ووراء كل رجل عظيم امرأة انتهى كلام الشيخ / عبدالله بن خميس وقد رواها غيره تسعين ليلة والنضا مقفيات كما رووا اسم الشيخ / لزام بن عروج منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .