14 يونيو 2010
رغم غياب أبرز أسلحتها الهجومية بقيادة روبن
هولندا تعلن «الحرب الشاملة» عـــــلى الدنمارك
المصدر: التاريخ: 14 يونيو 2010
الهولندي ويسلي سنايدر أبرز مفاتيح لعب «الطواحين». أ.ف.ب
يسعى المنتخب الهولندي الى تكريس العروض القوية التي قدمها خلال تحضيراته لمونديال جنوب افريقيا ،2010 وذلك عندما يستهل مشواره في المجموعة الخامسة بمواجهة نظيره الدنماركي اليوم على ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ.
وكان المنتخب الهولندي حقق ثلاثة انتصارات ودية على المكسيك (2-1) وغانا (4-1) والمجر (6-1) قبل سفره الى جنوب افريقيا، وقد امل مدربه بيرت فان مارفييك ان ينجح المنتخب «البرتقالي» في تكريس هذه العروض، انطلاقا من مواجهته الاولى على الاطلاق مع «ديناميت» الدنمارك، لكي يستهل مشواره التاسع في العرس العالمي بافضل طريقة ممكنة.
وعلق فان مارفييك على وضع رجاله قائلا «استفدنا من الفترة التحضيرية الى اقصى الحدود، لكن يجب ان نكرس هذا الامر في المباريات الرسمية، لأن نتائج المباريات الودية لا تشكل اي ضمانة. التوتر يزداد، وهذا امر طبيعي. وظيفتي الآن ان يصل اللاعبون الى وقت اللعب دون اي توتر من اجل ان يتحرروا على ارضية الملعب».
ويبحث المنتخب الهولندي عن التخلص من صفة المنتخب الذي يتألق في دور المجموعات، لكنه يعاني من هبوط مفاجئ في مواجهاته الحاسمة في الأدوار اللاحقة، وهو يريد نسيان مشاركته الاخيرة في ألمانيا 2006 عندما خرج من دور الـ16 اثر مباراة «دموية» مع البرتغال، كما ان مشاركته في كأس أوروبا 2008 انتهت بطريقة دراماتيكية، لأنه وبعد فوزه الساحق على فرنسا في الدور الاول واجتياز ايطاليا بطلة العالم، وقع في فخ الدب الروسي وخرج من ربع النهائي.
على وقع خيبة الأمل الأخيرة، استلم فان مارفييك دفة التدريب من ماركو فان باستن وكانت اولى مهامه التأهل الى جنوب افريقيا 2010 فحقق مبتغاه بطريقة مثالية، اذ كان «البرتقالي» المنتخب الوحيد الى جانب اسبانيا الذي يفوز في جميع مبارياته، كما انه امتلك أفضل دفاع، إذ دخل مرماه هدفان فقط في ثماني مباريات في مجموعة ضمت النروج، اسكتلندا، مقدونيا وايسلندا، ليصبح أول منتخب من القارة العجوز يحجز بطاقة التأهل الى جنوب إفريقيا.
يعتمد فان مارفييك غالباً على خطة 4-2-3-1 على غرار فان باستن، وهو يعول على ترسانة من اللاعبين الموهوبين، أمثال لاعب الوسط الماهر وصاحب التسديدات الخطيرة ويسلي سنايدر الذي توج بطلا لاوروبا وللدوري والكأس الايطاليين مع انتر ميلان، روبن فان بيرسي نجم ارسنال الانجليزي، ديرك كاوت مهاجم ليفربول الانجليزي، ولاعب وسط ريال مدريد الاسباني رافايل فان در فارت وصهر المدرب مارك فان بومل قائد بايرن ميونيخ.
وسيفتقر المنتخب الهولندي الى الجناح الطائر روبن بسبب اصابة تعرض لها خلال مباراة المجر الودية عشية سفر «البرتقالي» الى جنوب افريقيا، ورفض مدربه التأكيد اذا كان الجناح المميز سيشارك امام الدنمارك أم لا، مضيفا «ستعرفون ذلك اليوم.. كما قلت مرارا وتكرارا في الايام الاخيرة، اريين لم يلعب او يتدرب فعلياً منذ ثلاثة اسابيع. يقولون لي إن كل شيء على ما يرام بالنسبة له، بانه شفي من الاصابة، لكني سانتظر حتى اراه بعيني. املك لاعبين بما فيه الكفاية ليلعبوا بدلا منه. قدم فان در فارت وسنايدر وفان بيرسي وكاوت اداء جيدا جدا في المباريات الودية».
وفي معرض رده على سؤال حول معاناة منتخبه بعض الشيء من الناحية الدفاعية، مقابل تألقه هجومياً، قال فان مارفييك «هل تعتقدون باني ساكشف لكم عن نقاط القوة والضعف في المنتخب الهولندي؟ بشكل عام، يمكننا القول إن منتخبنا مبدع، يعشق اللعب الهجومي. اما بالنسبة للامور الاخرى، فاتركها لتحليلكم الشخصي».
من المؤكد أن مباراة اليوم ستعطي فكرة واضحة عن وضع منتخب الكرة الشاملة أمام منافس لم يتحدث عنه الكثيرون في جنوب افريقيا، إذ بقي بعيداً عن الاضواء والاهتمام الاعلامي، لكنه قد يفاجئ خصمه «البرتقالي»، بعد ان حقق الامر ذاته مع نظيره البرتغالي في التصفيات، إذ تصدر المجموعة على حساب الاخير، واجبر كريستيانو رونالدو وزملاءه على خوض الملحق ضد البوسنة من اجل الوجود في جنوب افريقيا.
لم يظهر رجال المدرب مورتن اولسن بصورة مشجعة خلال تحضيراتهم للعرس الكروي، إذ خسروا مباراتيهما الاخيرتين امام استراليا وجنوب افريقيا، إلا أن ذلك لا يعطي صورة واضحة عن وضع الـ«ديناميت» وسيتبلور الوضع انطلاقا من اليوم.
وسيحاول الدنماركيون المحافظة على تقليدهم والتأهل الى الدور الثاني للمرة الرابعة من اصل اربع مشاركات، بعد أعوام 1986 و1998 و،2002 لكن المهمة لن تكون سهلة في ظل وجود الكاميرون في المجموعة ايضاً، فيما تبدو اليابان الحلقة الاضعف.
وستقرر مواجهة «سوكر سيتي» وجهة الدنمارك في المجموعة، قبل ان تلعب مع الكاميرون بعد خمسة أيام في بريتوريا، ثم تختتم الدور الاول أمام اليابان في راستنبورغ في 24 يونيو.
يقول اولسن: «انها مجموعة تضم أساليب لعب مختلفة من قارات مختلفة. نعرف الكرة الهولندية جيدا ومن البديهي انهم الأكثر ترشيحا للصدارة. ستكون المعركة بين المنتخبات الثلاثة الباقية لخطف البطاقة الثانية».
يضيف أولسن الذي يشرف على الدنمارك منذ 10 سنوات: «تقدم اليابان أسلوبا جميلا، رغم انني لا أعرفهم كثيراً، في حين تملك الكاميرون لاعبين أفارقة في أبرز البطولات الأوروبية، لذلك ستكون المجموعة صعبة بالنسبة لنا».
ويعتمد أولسن على مهاجم ارسنال الانجليزي نيكلاس بندتنر الذي تعافى من اصابة ابعدته عن الملاعب منذ مايو الماضي، ومدافع ليفربول الانجليزي دانيال أغر، وسورين لارسن، لاعب شالكه الالماني السابق والمعار حاليا من تولوز الفرنسي الى دويسبورغ الالماني والذي كان أفضل مسجل لبلاده في التصفيات برصيد خمسة أهداف من أصل ،16 وكريستيان بولسن لاعب وسط يوفنتوس الايطالي والمخضرمين يسبر غرونكيار ودنيس روميدال ومارتن يورغنسن، ويحمل شارة القائد في التشكيلة الحمراء مخضرم آخر هو المهاجم يون دال توماسون (33 عاماً) الذي حط رحاله مجدداً مع فيينورد الهولندي وهو صاحب 51 هدفاً مع الـ«داينامايت».
يذكر أن الدنمارك استهلت مشوارها في كأس العالم عام 1986 وبلغت الدور الثاني في المونديال المكسيكي، وانتظرت 12 عاماً حتى تشارك مجددا في فرنسا، إذ وصلت الى ربع النهائي وخرجت أمام البرازيل 2/،3 وفي المشاركة الأخيرة في كوريا الجنوبية واليابان عام ،2002 تأهلت مجدداً الى الدور الثاني، إذ سقطت أمام انجلترا صفر/،3 ثم عجزت عن التأهل الى نهائيات 2006 والى نهائيات كأس أوروبا .2008