أول ما استخدم للحجامة كان قرون الحيوانات وذلك بأن تفرغ من داخلها, ويزال الجزء المدبب منها ,ثم تلصق قاعدتها على الجلد, ويشفط الهواء بوساطة الفم, ليخرج الدم من مناطق التشرط , ثم تطورت هذه الأدوات من بعد ذلك لتستخدم كؤوس مصنوعة من الحجر أو الشجر ( كؤوس البامبو ) . ومع تطور الحضارة واكتشاف الزجاج صنعت الكؤوس المجوفة ذات العنق الرفيع , وهي ما زالت تستخدم حتى الآن, ولتفريغ الهواء منها كان يحرق بداخلها قطع صغيرة من القطن .
في الطب الصيني كان يقاس قطر الكأس الزجاجي بما يعرف (الشون ), وهي عبارة عن طول السلامية الثانية لإصبع الشاهد للشخص المراد حجامته ,وعادة لا يزيد قطر الكأس عن (2شون)أي ما يعادل 5-6سم.
وأفضل طريقة لإحداث التفريغ الهوائي من الكأس, هو استخدام القطن المبلل بالكحول على عصا صغيرة ,يشعل فيها النار, و تدخل إلي تجويف الكأس ثم بحركة سريعة توضع الكأس على الجلد ,وهذا يحدث فراغاً هوائيا من احتراق الأوكسجين vacuum فيمتص الجلد إلى الكأس .(تحتاج إلى مهارة وتدريب قبل بدء تطبيقها على المرضى) .
أما حديثا فيستخدم كاسات هواء مصنوعة من البلاستيك أو ( المعدن ), قابلة للتعقيم ,ويفرغ الهواء منها بوساطة ماصة ( مفرغة للهواء ) إما يدوية أو بوساطة جهاز خاص لشفط الهواء , وهذا يولد في الكأس ضغطا سلبيا يساعد على شفط الدم وتجميعه, وبوجود صمامات خاصة في الكأس تمنع دخول الهواء إليه بعد إفراغه, وهذه الطريقة هي من أكثر الطرق انتشارا لسهولة استخدامها وزهد ثمنها وتوفرها في جميع دول العالم ,وأكثر الدول شهرة في صناعتها الصين وماليزيا.
الكؤوس البلاستيكية تعقم (بعد غسلها جيدا ) بنقعها بمادة مطهرة قوية المفعول فمثلا إذا نقعت في الكحول بتركيز 70% يجب أن تنقع من 36-48 ساعة حتى نتخلص من جميع الجراثيم التي علقت بها , وهناك بعض المواد المطهرة الفعالة جدا تحتاج وقتاً أقل من الكحول ,ويمكن استخدام المواد المعقمة للأدوات الجراحية التي لا يمكن تعريضها للحرارة, والأسماء التجارية تختلف من بلد إلى آخر ,أما الكاسات المعدنية فتعقم بوساطة الحرارة (الاوتوكليف) .
والأفضل والأسلم دائما هو استعمال أدوات حجامة خاصة لكل مريض أو استعمال الكاسات التي تستخدم لمرة واحدة فقط .
ثانيا . أدوات ألتشريط :-
قديما : أول ما استخدم لعملية التشريط الحجارة الحادة السطح , إلى أن اكتشف المعدن فأصبح يستخدم السكين الحاد لهذه العملية , ولكن غالبا ما كانت هذه السكاكين جائرة إذ كان يجرح بها أكثر مما يلزم ناهيك عن فقدان التعقيم , و خطر انتقال الأمراض المعدية .
حديثا :- يستعمل لعملية التشريط واحدة مما يلي:
1-هناك إبر فحص الدم ولكن يجب التأكد من الجزء الحاد أن يكون أقل من واحد ملم, وهذا يضمن الوخز الجيد بدون ألم . ( لا تستعمل الأنواع الرخيصة لأنها غير جيدة وتحدث ثقوباً عميقة تصعب السيطرة عليها فيما بعد ) . تستعمل هذه الإبر لمرة واحدة, ويجب التخلص منها بوضعها بوعاء خاص لتعدم بعد ذلك ولا تدفن أو ترمى في القمامة .
2- مشارط خاصة بالحجامة للشرط الطولي وهي مصنعة للشرط أقل من 1ملم في الجلد أيّ إحداث كشط(شرط) خفيف على الجلد.
3-مشرط فيدال ذو الشفرات الثلاث أو الثمان وهي شفرات مخفية تظهر عند الضغط على زر جانبي محدثة ثماني شرطات في آن واحد وهذا المشرط يستعمل لمرة واحدة ويعدم بعد ذلك .
قوانين التشريط:-
1_التشريط أو الوخز يكون طوليا مع الجسم حتى في حالة الحجامة الدائرية يكون اتجاه الشرط مع طول الجسم .
2_الشرط يكون 3-4شرطات, طول كلّ واحدة منها 2-3 ملم ,أما الوخز فيكون في 5 خطوط وفي كلّ خط 7-9 وخزات ويحبذ أن تكون المسافة بين الخطوط متساوية وتقدر المسافة بحسب الكأس المستخدم .
3_يجب مراعاة حجم كأس الحجامة , وعدم التشريط قريبا من حدوده الداخلية.
ثالثا . التعقيم :-
يجب الاهتمام الشديد بعملية التعقيم وعدم الاستهانة بها أو التراخي فيها, خوفا من انتقال العدوى أو التهاب موضع الحجامة والتعقيم يجب أن يكون لموضع الحجامة وأدواتها على النحو الآتي:
1- لموضع الحجامة يجب استخدام مطهر طبي مثل الكحول الطبي 70% ( يفضل أن يخلط مع مطهر خاص مثل _ ستفيلون _ أو ديتول, بنسبة 2-1 . وذلك لإزالة أي عَرَق أو أوساخ, ولتطهير الجلد من أي جراثيم قد تكون عالقة به .
2- تعقيم الكاسات البلاستيكية عن طريق النقع كما أسلفنا بعد غسلها جيدا أو بوساطة الحرارة ( اوتوكليف ) للكاسات المعدنية و الأفضل دوما هو استعمال طقم حجامة خاص لكل مريض أو استخدام الكاسات التي تستخدم لمرة واحدة فقط .
3- على الشخص الذي يقوم بالحجامة أن يرتدي قفازات طبية ( جوانتي ), يتخلص منها بعد كل عملية حجامة .
4- المكان الذي تجرى فيه الحجامة يجب أن يكون نظيفاً جيد التهوية.
5- الزيت المستخدم بعد عملية الحجامة يجب أن يكون معقماً أو طبياً .
=====================================
نتائج عملية الحجامة:
الاستجابة للحجامة تختلف من شخص إلى آخر ومن حالة مرضية إلى أخرى فليس هنالك شهادة ضمان بنجاح العلاج مائة في المائة وقد يحدث:
1- تحسن كبير وملموس للأعراض المرضية بمجرد عمل الحجامة ويشعر المريض بارتياح ونشاط وافر.
2- وقد يحدث زيادة بحدة الأعراض بصورة مؤقتة, ويلي ذلك حدوث تحسن تدريجي.
3- قد لا يشعر البعض بشيء فليس هنالك استجابة واضحة.
تتابع شفاء الأعراض المرضية بكأس الحجامة
لدى استقراء نتائج الحجامة وشفاء الغالبية العظمى من المرضى وجدت أنها تتبع نظام معين في تدرج شفاء الأعراض وهي نفس آلية الشفاء في الطب البديل يجمعها ما يعرف بقانون (هيرنج) ( herings law) والذي يَنُص على أن الأعراض المرضية تختفي:
1- من الأعلى للأسفل أي يشفى ألم الرقبة قبل ألم الظهر.
2- من داخل الجسم إلى خارجه أي تشفى الأمعاء قبل الجلد.
3- من الأعراض الحيوية إلى الأعراض غير الحيوية أي تشفى الأعراض النفسية قبل الأعراض الجسدية المصاحبة للمرض.
4- بشكل عكسي لظهور الأعراض, الأحدث يشفي قبل الأقدم.
الدم ودلالاته :
1- عدم خروج الدم يستدل من ذلك أن العضو سليم أو أن الدم ممسوك لفقر فيه .
2- أحمر سائل نقي يستدل منه سلامة العضو المحجوم .
3- أو أسود سائل يستدل وجود أخلاط ضارة في ذلك العضو .
4- أسود متخثر ( متجلط ) يستدل منه وجود أخلاط كثيرة واعتلال في العضو المحجوم .
5- خروج السائل السكري ( البلازما ) وتوقف خروج الدم يستدل منه على نهاية الحجامة .
ملاحظات :-
1- إذا ظهر السائل السكري ( بلازما ) تحت الجلد ,مكونا فقاقيع مثل تلك التي تظهر في الحروق البسيطة ,وينتج ذلك عن الشفط الجائر لكأس الحجامة أو تركه لفترة طويلة على الجلد , هذه الحالة تعامل معاملة الحروق البسيطة وذلك ,بتطهيرها وتركها حتى تجف, والأفضل هو استخدام جهاز الليزر لمعالجتها ,حيث يتحول اللون الأحمر الداكن إلي القرمزي خلال دقائق ويشفى المكان خلال يومين إلي ثلاث أيام . واكثر ما نرى مثل هذه الحالة عند كبار السن أو من لديه جلد رقيق حساس.
2- اللون على الجلد في مكان الحجامة يتراوح ما بين الأحمر الداكن إلي القرمزي الغامق , يستمر هذا اللون من 7-10 أيام, في أغلب الحالات, وهو لا يسبب أي مشكلة جلديه على الإطلاق .
3- إذا حجم فوق المكان المحجوم مسبقا فان خطوط التشريط السابقة تظهر جلّية ( بشكل واضح ) . يمكن إجراء الحجامة الثانية بشرط ب الابتعاد قدر الإمكان ,عن خطوط التشريط الأولى .
الأوقات المستحبة لأجراء الحجامة :-
اتفق أهل العلم والطب أن الحجامة الجافة ليس لها وقت محدد ويمكن أن تجرى متى دعت الضرورة لها وكذلك الأمر ينطبق على باقي أنواع الحجامة الأخرى ، أما الحجامة الرطبة بوساطة الكاسات ,والتي نخرج بها الدم فقد اتفق على أمرين :
1- أن الحجامة الرطبة للعلاج ,ليس لها وقت محدد بل إن وقتها هو الحاجة إلى إجرائها مع التشديد أن إجرائها في موعدها المفضل هو ابلغ وامثل للشفاء.
2- والحجامة الرطبة للوقاية ,لا بد أن نراعي فيها الأوقات التالية (وليس معني ذلك أنها لا تفيد بغير ما ذكرنا) :-
ا-الحجامة يجب أن تجرى في ساعات الصباح الأولى قبل اشتداد الحر ( ومع ذلك يمكن الاحتجام ليلا للصائم إذا خاف على نفسه).
ب- الأيام المفضلة لأجراء الحجامة أحاديثها ضعيفة أو مرفوعة ولكن يجب التذكير هنا بدراسات حديثه عن علاقة أيام الشهر وذبذباتها بجسم الإنسان ,ولكن هنا اضرب صفحا عن الخوض فيها .
ت-أما افضل أيام الشهر فهي 17-19-21 من كلّ شهر هجري وعلى هذه النقطة بالذات نقف أمام معجزة نبوية ما زال العلم عاجز عن تفسيرها .(13)
ج-أما افضل أوقات ألسنه لاحرائها , فهي في بداية الربيع ,عند اشتداد الحر (أي اختفاء البرد) , وهذا الوقت هو المفضل لإجراء ما يعرف بالحجامة الوقائية .
======================================
تنبيهات :-
1- لا يحجم المريض واقفا .
2- إذا كان المحجوم جالسا فتأكد من وجود جوانب للكرسي ( يدين ) حتى لا يقع المحجوم إذا ما أغمى عليه .
3- تتم عملية الحجامة في مواضع العضلات المرنة وتجنب الحجامة على مواضع الأوردة والشرايين أو فوق العظام .
4- لا تحجم الحامل على الظهر ولا تحجم الحائض .
5- تجنب الحجامة في الأيام شديدة البرودة ,والأيام العاصفة, أو في الحر الشديد .
6- أحجم بطريقة مزدوجة أي على يسار الجسم كما على اليمين ,إلا إذا استعمل جهاز تحديد مواقع الحجامة .
7- ابتعد عن الأربطة الممزقة وكذلك الركبة المصابة بانتفاخ .
8- تجنب الحجامة لمن يعاني من فقر الدم ( الهيموجلوبين ) أقل من 8 , أما من تبرع بالدم فيمكن حجمته من أسبوع من تاريخ تبرعه بالدم .
9- تجنب الحجامة لمن هم فوق السبعين أو الصغار تحت سبع سنوات أما إذا وجب ذلك فليكن الشفط قليلا والتشريط خفيفا .
10- تجنب حجامة الخائف من عملية الحجامة أو المرعوب من منظر الدم .
11- لا يحجم فوق الشعر لذلك يجب حلاقة شعر الرأس أو الظهر إذا كان كثيفا .
12-مرضي السكري , الضغط ,و نزف الدم , تجرى لهم حجامة خاصة بتشريط خاص .
13- يجب الامتناع عن تناول الكحول , المسكرات أو المخدرات لمدة 48ساعه قبل وبعد الحجامة .
14 – تجنب الحجامة بعد الحمام ( الاغتسال ) مباشرة ءالا إذا كان المحجوم غليظ الدم قاسي الجلد.
15- لا يحجم بعد الأكل مبشرة (على الشبع) أو علي الجوع الشديد.
16- تجنب الساونا بعد الحجامة لمدة يومين على الأقل.
ماذا تفعل في حالة إغماء المريض :-
1- تأكد من مجرى الهواء . وان الشخص يتنفس بانتظام .
2- إزالة كاسات الهواء ومسح الدم .
3- وضع المحجوم إما على سرير أو الأرض مع رفع القدمين إلي أعلى و وضعها على وسائد . حتى يتدفق الدم إلى الدماغ ولا ينقطع الأوكسجين عنه.
4- اضرب راحة قدم المريض وتكلم معه .
5- عندما يستفيق أعطه شربة ماء أو عصير .
6- دعه يجلس لفترة كافيه للتأكد من انه لن يغيب عن الوعي ثانيتا .
* يفضل قياس ضغط الدم إذا حدث اصفرار أو حمرة شديدة في الوجه .
* في حال حدوث مضاعفات خطيرة يجب نقل المريض للمستشفى.
* لم يسجل فيما أعرف أي مضاعفات للحجامة ,إذا أجريت على أصولها ,وفي ميقاتها,ودون سحب دم جائر, ولم يحدث أيضا أن التهب مكان الحجامة إذا روعي فيها التعقيم السليم .
? نسبة فقدان الوعي الطبيعية في عملية الحجامة هي 3% .
=======================================
معتقدات وأخطاء قد يقع بها من يقوم بالحجامة :-
1- التشريط الجائر والعميق لمص كمية كبيرة من الدم هو افضل للمريض (قد يؤدي ذلك إلي فقدان الوعي أو التهاب الجرح) .
2- الاعتقاد أن الحجامة للنساء لا تجوز إلي بعد سن اليأس .
3- عمل التشريط بشكل عرضي على الجسم وليس طوليا .
4- وضع قطعة من القطن داخل كأس الحجامة لمص الدم وهذا قد يؤدي إلي تلوث الجرح .
5- عمل حجامة لمرضى القلب على الصدر إذا كان المريض لدية جهاز لتنظيم ضربات القلب .
6- الاعتقاد أن الحجامة لا تجرى إلا يوم الخميس وإذا أجريت يوم الجمعة فيجب على الحاجم والمحجوم قراءة أورده معينه .
7- الاعتقاد أن مهنة الحجامة هي مهنه سهلة يستطيع أيّ كان أن يجريها بلا علم أو دراسة .
8- الاعتقاد بوجوب وضوء كل من الحاجم والمحجوم قبل الحجامة .
9- الاعتقاد أنه كلما زادت كمية الدم المسحوب كان ذلك أفضل .
======================================
دراسة طبية حديثة على من أجريت عليهم الحجامة
حديثا قام فريق طبي سوري مكون من حوالي عشرين طبيباً واختصاصياً بعمل دراسة مخبرية وسريرية في عام 2000م على 330شخصاً وكذلك في عام 2001م على 300 حالة فتلخصت معظم النتائج فيما يلي:
- اعتدال الضغط والنبض إذ اصبح طبيعياً بعد الحجامة بكل الحالات ففي حالات ارتفاع الضغط انخفض الضغط إلى الحدود الطبيعية وفي حالة انخفاض الضغط ارتفع إلى الحدود الطبيعية.
- ارتفاع عدد الكريات البيض في 60% من الحالات وضمن الحدود الطبيعية.
- انخفضت نسبة السكر بالدم عند 83.75% من الحالات وباقي الحالات بقيت ضمن الحدود الطبيعية.
- انخفضت نسبة السكر بالدم عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في 92.5% من الحالات.
- انخفضت كمية الكرياتينين في الدم 66.66% من الحالات.
- ارتفاع كمية الكرياتينين في دم الحجامة بكل الحالات.أي أن الدم المحجوم كان به الكثير من الشوارد.
- انخفضت كمية الكرياتينين بالدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 78.57% من الحالات.
- انخفضت كمية حمض البول بالدم في 66.66% من الحالات.
- انخفضت كمية حمض البول بالدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 73.68% من الحالات.
- انخفضت نسبة الكوليسترول بالدم في 81.9% من الحالات.
- انخفضت نسبة الشحوم الثلاثية عند المصابين بارتفاعها بنسبة 75% من الحالات.
- كان تعداد الكريات البيض في دم الحجامة أقل من عشر كميته في الدم الوريدي، وهذا يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر المناعة في الجسم.
- كانت أشكال الكريات الحمر في دم الحجامة من منطقة الكاهل كلها شاذة وغير طبيعية.
- ارتفاع مستوى الحديد وضمن الحدود الطبيعية في 66% من الحالات بعد عملية الحجامة.
- السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً إذ تراوحت ما بين 422 _ - 1057بينما هي في الدم الوريدي ما بين 250- 400، وهذا يدل على أن هنالك آلية تمنع خروج الحديد من شقوق الحجامة وتبقيه داخل الجسم ليساهم في بناء خلايا جديدة.