عندما يشتد غضب الزوجة في الخلافات المشتعلة بينها وزوجها وتصل إلى ذروة الانهيار تصرخ في وجه زوجها ((طلَّقني!)).
كلمة ترددها أغلب الزوجات في بعض المنعطفات الخانقة والمواقف الضاغطة حينما تجد أن أمورها قد تعقدت وليس من انفراج إلا هذا الحل وهو هروب ساذج من مواجهة المشكلة والوصول إلى حل.
وعندما يقع الزوج تحت ضغط الإلحاح يطلّقها، هنا تحدث المفارقة العجيبة، إذ يكون رد فعلها غير متوقع بل صادم لرؤيتها تعنفه ((أبهذه السهولة طلّقتني؟)) ((هل أنا رخيصة عندك بهذا الشكل؟)) ((هل تبيع سنين العِشّرة بكلمة؟!)).
يقف الزوج متحيراً من ردة فعلها المتناقضة لأنه استجاب بناءاً على تكرارها الطلب والذي أوصله إلى طريق مسدود.
في هذه الحالة ينبغي أن ينتبه الزوجان إلى أمرين فتكرار ((طلَّقني)) طعنه جارحة في كرامة الزوج وإذلال يسبب لبعض الرجال ردة فعل عكسية تصيب عاطفتهم في مقتل. والبعض الآخر يستخف بهذا الأمر ويعرض غير مبالي لأنه يفهم أن زوجته في حالة غضب وهي لا تعني ما تقول، لكن هذه الفئة الحسّاسة لا يستهان بها حينما تأخذ القضية بشكل جدي لأنه يفهم تكرار هذه الرسالة معناه أن زوجتي لا تحبني، لا تريدني، تكرهني، في باطنها الخفي تضمر نيّة الخلاص مني والأدعى لكرامتي وكبريائي أن أطلّقها.
هذا من جانب الرجال، أما من جانب النساء وهو الأمر الذي يفترض أن يفهمه الرجال وهو أكثر النساء يكررن هذه الصرخة في حالات صمت الرجال، وهروبهم من البيت، وبرودهم العاطفي، حيث تدخل المرأة في حالة من الوسوسة التي تهبط معنوياتها إلى القاع فتظن نفسها غير مرغوب فيها فهي أحياناً تفقد تركيزها وتوازنها فإذا حدثت مواجهة غاضبة مع الزوج تندفع بفكرة الطلاق باحتيال مبطن مضمونه ((كم أنت متمسك بي؟ إثبت معزّتي عندك)) ولهذا تصعق المرأة عندما يستجيب الرجل لطلبها لأنها تتوقع أنه سيظل محتفظاً بها لا يفرط بها مهما كانت سلبية وغاضبة في سلوكها وتصرفاتها تظنه سيحتكم إلى عقله في النهاية ويستبقيها محباً.
ويفترض أن يفطن الزوج إلى طبيعة زوجته وانحراف مزاجها ويعمل على تطمينها بالحب والأمان والحنان لأنها نقاط إيجابية ستحتفظ بها المرأة في سجل قلبها كونه صبر عليها في هذه المنعطفات العصبية وتصرف بعقل ونضوج ورجولة.
وقطعاً لا أنفي وجود حالات حقيقية تعني ما تريد وذلك حينما تتأزم العلاقة ويصل الطرفان إلى طريق مسدود ولن يكون الحل إلا الطلاق...
اللهم احفظ بيوت المسلمين من شرور الطلاق والفراق.