نزيف الشعر من الشمال

من بوابة الشعر من الشمال
الحلقة الحادية عشر
للشاعر هشيار عبدي

احياناً كثيرة يقف الإنسان حائراً أمام عالمين - عالم الفرد وعالم الشخص..!!!، ولكن هناك دائماً هواجس تطارد العقل الباطن منه..وعيون تخفي المزيد من الهواجس التي تلعب دورها في رحلة الانسان نحو السمو ؛فترتدي النفس رداء الصمت في الوقت الذي تطلق ألسنة اللهب هجوما بلا هوادة لتعلن زئيرها ..ظناً منها إن النفس الصامتة ضعيفة ...متجاهلة إن لغة الصمت صعبةٌ على الفرد اختراق معالمها..إنه الإبحار نحو اللامتناهي
إبحار نحو الإله في الوقت الذي هناك خيوط سوداء تشده نحو الأسفل
فهل يتحرر من تلك الخيوط..؟!! أم يبقى معلقا في الهواء..؟!!
في هذه القصيدة اسلط الضوء على لغة اخرى اتمنى ان تنال اعجاب القراء

عيون الدنيا

نسيتُ وما نسيتُ لوعتي
في صدري لهيبهُ أتّدقع
تفحمت شفاهاٌ
لما اندثر الألمُ
بعد المحال
يا حبيبتي نبعَ
سألتُ علماء الكون
عن عذر عذراء
فقالوا إنها بالفتك
كالأفعى
ما لي بها
ودمعُ عيني ينهمرُ
من المآقِ
فيرتفعُ لؤم القلب
والهوى
مرّ الوصال
معادا
همٌ ضئيلٌ
يشدّ الحزام
ويتربعُ كليلٍ ساكنٍِ
ولا لصمتهِ نفعٌ
ولا دواء
وعجوز
في بحور الجهالة تترفعُ
بكلماتٍ
تهزّ ضميراً متوجعاً
تجتاحهُ طقوس النوى
وسموم القهر في الفؤاد
قد تشرّعَ
نفساتي في القفص
مقيدةٌ
والناس وحوشٌ
بلا أنياب مندفعة
أنا هزيم رعدٍ
عاصفٍ
وأرواحٌ وسط الهلاكِ
مندفعة
لا أبالي
بما يفعلوه
بسواد قلبي
أو بدموعي الراجعة
***
تود ظلمي
عيون الناس
كأنّها خالدة
ولا إلى رحاب الله
هي راجعة ...!
*********
تغيرت كل المفاهيم
وأمست العقول والرشد
في الجحيم
وتسلّط الكَذِبُ والنفاقُ
وماتَ الأديم
ونفسٌ تتوغل
في دائرةٍ مظلمةٍ
وأخرى تهيم
وعينٌ تَلاعبُ القلب
وتدسُّ أبارها
في الصميم
وترحلُ حمامة السلام
ويبقى السواد
يلتهمُ ذاك السديم

*****

الدنيا

ماذا جنى القلب
والدنيا نفاق وكذب
وعيون المها
في الأفق ترنو إلي
وتحبو
حتى ....
من طيور النورس
وجداول الريحان
استغربوا..!
عبقٌ هو أرضي
وكلّ الأشجار
بثمارها تدعوا
إله الرحمة....
ليمحو عنا غربتنا
فنصحوا..
يا أيها السمّار
عن نفوسنا
لا تغتربوا
أين نحن..؟!
من بركان..!
يقتربُ..؟!
من دخانِ الصمت
أين عبق الحوار
فوق أسطحِ قلوبنا..؟!؛
ومنها لِمَ تهربُ..؟!!
تجوب شوارع مدينتي
الوحشة وتفرّ...
ولا من صداها
حمامة السلام
تقتربُ....
يحترق الصمت..
بين جوانحي فأغدو
كمن تلاشى
والناس غربوا..
لفني دخان الصبر
مشتكياً...
فتلومني عيون الناس
وترنو...
********
الحياة تحمل في جعبتها كل الوان الطيف
والإنسان مجبول بأن يحيا فيها
وهناك ظروفاً قاهرة غير مألوفة تدق أبواب الإنسان لتطلق سمومها
وكم من سموم تعكر وجه القلب
وصفو الحياة
فيقاسي الإنسان فرادة الإنسان
ونزعات النفس الأمارة بالسوء
وسموم الحياة التي تعيق عملية النشوة التي يصبو الإنسان إليها
ولهذا اخترت لونا اخر من الشعر تسلط الضوء على جانب من جوانب الحياة المتشعبة بكل ما فيها من اسرار ...

سموم الحياة

أنهكتني سموم الحياة
وقذفتني
في كهف الشعور
السنون.....
يتغلغلُ الداء
في عروقي
وأوردتي مصابةٌ
بالجنون..
طلاسمٌ هي...
ثعابينٌ تلدغ
مسامات روحي
بشتّى الفنون..
هي الآلام
تدخل خلسةً
كي لا تجعلني
أكون...!،
هي أوكار جحرٍ
فيها...!،
طيف شبح مسكون..
هي أحاديث تطير
مثل طيرٍ في السماء
يلبسُ ثوب الحنين
******
أطلق الدعاء
فيمتزج بدخان صمتي
طاعون....بطاعون
فتلبسُ شمسي
جلبابها
قبل أن تعرف
من تكون....
****
حائرٌ أنا
وسطَ الخرائب
والقلب مفتون
أطلق سحري
فتسير ..
ولكن.. لا أعرف
إلى أيّ العيون ..؟!.
***********
كلمة الوداع قاسية
ولكنها أحيانا مرممة حينما تجسد ظاهرة غير مالوفة
ولم تعد النفس نفساً
فهي لا تعاني من آلام العشق فقط
بل ايضا تعاني من تيارات الحياة التي تحاول النيل من براءة الانسان وطهارة ورقة عوده.. بينما يقاسي الويل من ظروف القهر التي تحيط به...

الوداع

سوف أودعكِ
يا ليال الحرام
وأفارقك للأبد
واحضن الانتقام
سأكفر عن ذنوبي
من جديد
وأجري ببطء
نحو الأمام
سوف أحضن المجهول
وارتوي الحلال
أو أموت ....
بلا كلام
أهي صرخة..
أم صرختان
أم افتراء
تتلفظ بها الشفاه...؟!!!
أم أنّها صحوة الضمير.؟!
بعد سبات..
في بحور النصب
والحرام..؟!
بعد حرقة..
ولوعة
في أحضان الربا
والسحت..؟!!
بعد تلاطم
في أمواج البحر
بعد عذاب قبر..
لا يضام..؟!!
سامحيني
يا رمز النجوم
في الأفق
افتحي لي
أبواب النور
برفق..
أدجال هو..؟!
أم منافق..؟!
أم مؤمن ضعيف..؟!؛
والله على حاله
مشفق ..
لقد تهتُ
في ميادين العمل
وضعتُ
في تلافيف العسل
وزقت مرارة الأيام..
وتجرعتُ
كؤوس الحرام..،
واجتث قلبي لمّا
قال له الخمر...
يا سلام....
أهلا بالعندليب الجميل
كأسك يا حمام..
ماذا فعلت..؟
وماذا ستواجه غدا..؟!
أتراك نادم .؟!،
أم متهدم ...؟!
فوق رعشات الزمان..؟!
لست أدري
ففي قلبي حرمان
وفي روحي جنون
وفي نفسي
عيون تتأمل
جثمان الوجدان المقتول
من غضب الزمان..
فهل تصفو الروح..؟!!؛
أم أنها تحت وطأة أهريمان
وبين أنياب الثعبان تمضي
دون أن ترعوي
فتعود لترتاح
في الجنان...؟!!!!.
******
الغيرة شعور يمزق القلب ويحيك خيوط عنكبوت حول جدرانه من كل الجهات...ولكن الغيرة تعبر عن حب فردي ايجابي..أما اذا فاق الحد يتحول الى مرض عضال منن الصعب ان يشفى الإنسان منه...فعلينا توخي الحذر ....

الغيرة

رأيتك
وقلبي بين الحقول
والوجه لونه
كالبلبل العابس
فأنس العالم بأسره
وأسعى إليكِ
كفارس الأحلام
****
كرهت الحياة
لمّا فارقتني
وأصبح الفؤاد يائساً
ولمّا التقينا
على ضفاف النهر
أمسى العمر
متجانساً..
هجراك طال
ولَبِسَكِ النسيان
وآهات قلبي
يتعالى
بخاره..
*****
أنسيت هوانا..؟!
سعادة روحينا..؟!
فيا ليتني
كجلمود صخرة..
أو كزنزانة سوداء
ولم أنتظر
عناقاً
ينظر التقاء
دموعنا
ولم ألقى
غدرك
في تناثر
همساتنا..
لسوف تندمين
ولن تجدي
بستان قلبي
مفتوح الأبواب
ينتظر
قدوم العوسج
بعد الغياب
*****
علينا ان نتحدى نظام الطبيعة حتى نرتقي للعلا...علينا ان نحقق احلامنا حتى لو حاول الفرد ان يبعثر الخطا ويحول الأمال الى وهم ويلحق الخيبة في الجسد المقتول ...علينا ان نمتلك مفاتيح الدين والعلم ولا نرضخ للعويل...ونواجه كل المصائب التي تنهال علينا..ونزرع الحب والزنجبيل....رغم عن انوف البشر فلا هناك شيء مستحيل.....

اقتحام المصائب

كتبتُ
بين الأشجار
نفحات زهر
ملفوف
بالإعصار
وبعد جهدٍ
تواجهنا
فبدد الظلام
عن جبيننا
عرق السنين
ومن دو اخل
أعماقنا
شربنا الحنين
أزال الزمان
الغبارَ
عن قلوبنا
فاخترقنا
خيوط النهار
بمدد الأقدار
ومشينا
في سردابٍ طويلٍ
فتحنا
أبواب الذكريات
ونتفنا
عن إنسانيتنا
في الخفاء
عسانا
نزرع القمح
لكلّ النبلاء
قرأنا
على جبين الزمان
خطوط الدماء
وحاورتنا
فطال الغناء
سعينا
بزورقنا
فوق بحار العلم
نطلب الحياء
لنقتربََ
من أقدارنا
فأبعدتنا
عن بعضنا
أطياف السماء..؟!
****
خيال مع وهم يتحدان نظام العواطف ويميلان بحنان ويلفان الساق على الساق
وعد ينتظر رعشة ضمير بعد رحيل العنفوان
زهد في عالم الاقزام
وقلب مبتول ينتظر دفء الحنان وكف ترجو رضا الديان
وقلب يتوق لعناق المحبين
وجسد يتلاشى
على مر السنين
يعاني من غياب الإلهام
وزعفران البين
يدسّ رحيقهُ المرّ
بين ملفات النسيان

وعد

حينما وعدتكِ
توقفت
نبضات صدري
أحمرّ وجهي
بعد أن هامض
الفؤاد
تدفق الدمع
وأسدل الهدى
خيوطه..
والتصقت
أرض الأقزام
بقلوب الزهاد
سهر الليل
يحصي نجومه
حتى بزوغ الفجر
لا ينام
صبرت وحيداً
في داري
فرن الجرس
ورأيت
عروس
في ليلة زفافها
ارتدت
ثوب السلام
فابتسمت لها
وفرحت بنا الأيام
والدنيا
على الحراب
ما زالت
تنام..
*****
نتوق ان نمتلك السعادة ونحلم ان ننال الفرح والقيادة
نستشف من الحياة املاً جديداً
فنغط في دروب العبادة
نرسم صوراً ليست موجودة
إلا في عالم الوهم والعيادة
نصحو وإذ بنا
على نقطة الصفر ما زلنا
نبني صروح الحب
في القلوب البعيدة
فيأتي الحرمان رويداً
ليعكس وجه الحياة
ويرمي الينا احقاداً من الشماتة
فنعود الى حيث كنا
ومسافات السعادة عنا بعيدة
فناكل الحلم
فياكلنا الوهم
وما زلنا نحلم
بالسيادة...

نهاية الحب

تكاثرت تقلبات الدهر
وتكاثر
غدر الأيام
فمن حبنا الشجاع
لم أحسب الحسبان
كنت أكنّ الحُبَّ
في عش قلبي
كي لا يتلاش الضمير
فإعصاري
يزيد ني لهباً
ويزيد فيه الهوان
****
غبنا
وأمانينا أمست
في ملفات النسيان
قلبت
كلّ الظنون
والوقائع
وفؤادي معلق
على حبل
الحرمان
*****
لِمَ تنكرين حبي
وتسيلين الغيث
وتطلقين الشظايا
عليَّ
من البركان..؟!
***
أتوسلّ ببكاء
ليعيدني الديّان
إلى بر الآمان
أسير على أقدامي
أقبلّ الليل البطيء
كي أنام
بسلام
كفى نجومي تسهر
رفقة
بكل الآلام
كفى الفلك يدور
كما ترسم النواميس
أقدارها
على الجدران
كفى ابتسامات ساخرة
تجدد عهد المكان
قسماً للأيام
أن أروي
فؤادي الظمآن
أن أجدد طلاقتي
بعد فراق
حتى لو انتحرت
الأقلام
وجفت البحور
ورست مياهها
على الشطآن
قسماً للفصول
أن أجعل
رحيق الذكرى
تجوب
شوارع النسيان
*****
هل تبقى الكلمات خاوية بعد ان تتربع على أرض القلوب...؟!!، أم تعلن جسرا للخلود النسبي....
هل تموت تلك المشاعر وهي تحفر للأجيال القادمة أحلاما من نور..؟!!
هل ستوسع تلك المشاعر الإنسانية دائرة القبر لتنطلق الروح إلى موقعها حيث السعادة الأبدية ..؟!!
إلى من نكتب ...!!؟_ ولماذا نكتب ما نشعر به من نوازع الضمير..؟!!!
في النهاية تبقى المناجاة لغير الله ... مذلّة..؟!!!
في هذه القصيدة أود أن أسلط الضوء على صراع مستميت تلهب الصدر فتهلكه وهو مجبول بتلك الصراعات بين الأنا الدنيا والأنا العليا..!!!!!!!!!!!

إلى من أكتب

إلى من أكتب
أشعاري
إلى نور وجهك
أم إلى ناري..؟!
إلى من أناجي
همومي..؟!
يا مالك
مخازن أسراري
الخير هو طبعي
فكيف
أترك أسفاري..؟!
بالأمس ولدت طاهراً
والطبيعة كستني
بالغار..
إلى من أخط
نواميسي..؟!
بعزيمة الجد
والكار
إلى من أسطّر
أقداري..؟!
لفتاة
في عالمٍ مجهولٍ
أم لجنّة الروح
البتول..؟!
أم لجحيمٍ
يحيط أسراري..؟!
تختلج الرياح
في قفصي
تفتك
بيناعة صدري
والزمان قد تلاش
أمام بري
وبحري
وأنا حائرٌ..
أمام مدّي
وجذري
فلمن
أخلّد صيحاتي..؟!؛
بقطرات دمي
أم بأنهاري..؟!
وكلّ الطقوس
قد أعلنت
بأنّك أغرقتني
في بحوري
وأنا..
ملكٌ للريح
بليلٍ يلبسُ
جلباباً
ويزرع الحيرة
بأقداري
إلى من أرسل
ضحكاتي..؟!؛
وابتساماتي..؟!
في شهر آذار
علّني أصحو
من حرقتي
ومن ناري
علّني أصفو
كما الصفو يكون
وأناجي ربي
بأسراري
الآن..
تساقطت أوراقي
واصفرّت
كلّ أقماري
الآن..
ذبلت ورودي
وانتحرت
كلّ أزهاري
فإلى من أهيم
لوا عج صدري
إذا لم يكن إليكَ..!؟؛
يا نوري
يا عبق الحياة
ونشوتهُ
ما ذال
في صدري
يسري
يا رحيق الحب
وسعاتهُ
ما ذال
في كوني يجري..
أهيم لطقوس زماني
أغنيةً
لعلّها تحلق
في الفضاء
أزهاري
وتحيَ
على أنغام الألم
آمالٌ تخلد
أشعاري
وأشجار تشمخ
للعلا
وجبال تسمو للسماء
وطيور ترسل
أخباري
أنا...
لم أعد أنا...
فقد انتهت
أشعاري
أنا..
أتوق للسعادة
لنور ..
في عرقي يجري
أنا ..
من أنا..؟!!
وتمضي باقات
عمري..
ولكن إلى أين..!؟
لست أدري
*****
كل جنس يتوق لحضن جنس
وتختال المشاعر
في سماء العشق
ويرسم العاشق أحلامه
على جزع الشجر
ويداعب في أحلك الظروف
قطرة المطر
ويرنو بشغف
رحمة خالق
بأحلى العبر
ويرسم فتاة أحلامه
بريشة القدر
ملاك يتصورها
فيغازلها
بأنبل المشاعر
فيغرق في حلم عذري
ينشد الشعر
ويقاسي الويل
حول المنبر
يسجد لربه
يرسم لقلبه
احلى الصور
يصارع الجبروت
ويتحدى الطاغوت
ويرفع للمحال
الصوت
ويبكي
بدموع القهر
يناشد الزمان
يلف المكان
بفيض الإله
الأكبر

أنت لعمري المسجد

على حجرة ثغركِ
تعلقَ الطلّ
وقلبي صيفٌ حارقٌ
بالروح تفديكِ..
وفي شذا عطركِ
لا تمتلئ أمالي
ويتعلق فؤادينا
بعبق ندي
على نور
ناقوسٍ خافتٍ
أتصوّرك..
فتتلألأ المصابيح
عشقاً
عبر المدى
أهواكِ..
وريحانة قلبي
شفاهُهَا مورّدَة
ترتعد خوفاً
من بريقك
تمر القناديل
وفي أطرافها
ينابيع الهدى
أر خداكِ
يبشراني
بأعاصير
والنور بنا
قد سَعِدَ
أراكِ..
فأسلو قافلتي
وأنا أخش
أن يبتعد الصدى
فعلى شفتيكِ
زغابة المطرِ
معلقة..
والملاك
يشدني إليكِ
وتبتعد..
فأسعى
إلى اختلاس قبلةٍ
فمن ثغرك
تشرب الموعدَ
أذق رحيق السعادة
كي يخلد
ما شاء الردى
أشرد
حينما أراكِ
وأرمقكِ بالحِوَرِ
حتى المدى
أشعر..
حينما نتجاذب
نحو بعضنا
كما نسيم الهوى
بالبرد
قد تشردا
غصن مشدود
تبعثر.
في الردى
لم أسعى
لأحد سواك
فأنت لعمري
مسجدا
وزهوري لم تروي
في بساتيني
العسجدا
أني..
أفديك المستحيل
وقلبي بروحه
قد فدى
فمن عذابات الهوى
وصل إليك
معبدا
أتصوره..
أوبدا
أبث حناني
لكل أيامي
الماضية
فيتباكى الزمان
على أوتاري
المنشدة
وأن تكوني
قريبة مني
فما الذي يهم
قلبا عاش يوماً
أو مات غدا
****

قمري

آت ليعاني
يرشف أنفاسه
على طقوس الزمان
نجمي ولد
في طقس مشمس
وشمسي ولدت
في فضاء عابس
وأرضي
في ليلها المظلمة
تقاسي
رياحا
من المعاناة
تفتك بكيانها
وتطحنها
وتضعها
في الأكفان
***
أتراني..
خرجتُ إلى الحياة
بلا أكمام
لأكتشف
هويتي
وألحن ألحاني
فأزهاري
لم تعد كالأمس
تغني
فأشواكها
توخز الأجسام
أتراني..
ملطخ بالعار
ولا أدري
والأشباح
إلى عالم الفساد
ترميني
أم أنني أتطهر
بكوثر الزهد..
كزمزم يغسل
الوجدان
وفي شراييني
ألف ثعبان
يلهث بحفيفه
يود انتزاعي
من جذوري
وتضيع مفاتيح القدس
مني
ويرقد السلام
تشلّ حركات اللسان
فأيّ ثوب
أرتدي
وكيف أرتلّ
حروف القرآن..؟!
ولا أملك
سوى ردائي هذا
الذي يستر عاهتي
ببكاءٍ صامتٍ
في عتابٍ أعمى
أعتم من الظلام
تزرع في عيني
القذى
ترميني
من أعلى القممِ..
وتجردني من ذاتي
وعلى صدري
ينامُ الليل
ويغني..
ينشر عطر الوجود
بأرواحٍ تختلج
بجسد مهجور
ويهتزُ البنان
فيلبس الحبّ كفنه
ولكن
أين تنام..؟!
*****

هكذا هي الأيام

أشرقت الشمس
في البداية
واقبلنا
على حب جديد
بنينا أحلامنا
في جذور قاسية
لكنها
تهدمت
مع الأيام
ماذا أفعل
أنظر
إلى الأفق البعيد
إلى قمم الجبال
أنظر حولي
أرسم خطوات دربي
أنتظر
فأصاب برياح الهلع
وتصبح أيامي
كالجحيم
أعود..
فأرسم على خارطة
الشفاه
خطوط الإبتسامات
الضائعة
أرسلها
إلى طين أرواح حزينة
أبثّ الحياة
في كلّ الأمكنة
لكنني..
أظلّ حزينا
كلّ ذلك
من أجل أن يشمخ
الحب الصامد
وتتحطم
على صخرتها القاسية
كلّ السهام
هنا وهناك
أتقاذف
لا أستطيع الحراك
ماذا فغلتُ بك
يا أيّها الشبح الأسود
حتى ألاقي
الشقاء
ها أنني أنتظر
أحيا على حبٍّ
بلا أمل
وأغور بحور النسيان
ولا يفارقني
أملٌ راحلٌ
بلا عودة
أفتش عنه
فمرّ الفراق
يذبح أشلائي
فأدخل
ذكريات الغياب
فيلاحقني الخيال
بعلقم مرّ
يختال
بخطى واثبة
كسكران
يتذكر
ليلاً يخيم
همسات تدفعه
نحو الضياع
يرسم خطوات عمره
يحلم بابتسامة الربيع
على شفاه أشهى
من التفاح
ما أجمل
الأيام
والآن
يتناثر المطر
من يأس
يتوغل
في كهوف الحرمان
لِمَ هذي الأشجار
تعرى؟!!
والنيران
حول قلبي
تلتهم
معايير الفن
في الوجدان..!؟
ولا أحد يبالي
بهذا الإنسان..؟!
*****
احياناً كثيرة بعد عدة محطات يتأمل الإنسان مراحل نموه...فيغط في حلم عتيق...
والحياة نفسها تحاصره من كل الجهات..فينادي فهل من مستجيب...وتستغيث فهل من مغيث..؟!!!!.

لِمَ لا تعودين

يا أيتها الذكريات؟!!
لم تحفرين الهم
في كل الخطوات؟!!
لم تزبحين اشلائي
وتبعثرين احلامي
وتجعليني متوغلا
في صمتي؟!!!
لم تتركين الهواجس تدسّ
مكائدها في حلقومي؟!،
وتغرس السموم
في عروقي؟!!!
لم تبددين احلامي
وتنشرين الرعب
في جوانحي؟!!
وتغتالين السعادة
من فمي؟!
لم ترسمين طقوس الرعب
وروحي في سرداب القبر
تحشرين؟؟!!
هل مات الضمير؟،
أم تلاشى الوجدان؟!،
وتلاشت أحلام السنين؟!!
لمَِ لا تعود الأحلام تتبرعم؟!!
والاوهام تتبدد؟!
والارواح تتالق
في النعيم؟!!
أنا ما زلت في الجحيم
اقلب صفحة عمري
ولرب العرش
اهيم
يا عرس
أفراحي
وبراءة صباي
في البيادر
متى تطلين..؟!!
أناديك..
يا شمس حياتي
فقمري الخجول
ينير دروب العاشقين
يا مسك أفراحي
وريحانة القرن العشرين
لبستني ثوب الحداد
وكم عهدا نكثت
وكم وعد
غدرت
وبكم قلب
تغزلت
ورميت حبي
في الجحيم
قلت يوماً
انا حبيبتك
ولك قرة عين
فاستسلمت للمحال
ورسمت نفسك
في الكمال
وهم عصرٍ
لتهربين
هل مات الحب
ام تلاشت
كلّ الأحلام
في أساطير الحبّ
ام ما ذلت تلعبين؟!
أني اناديك
يا حبيبة
كوني رمز العاشقين
عودي إلي
لا تغادري
رياض المتيمين
حبكّ شمسٌ
وقربكِ حلمٌ
وصوتكِ عذبٌ
وروحكِ قمر المحرومين
فلِمَ تتركين قلبي؟!
وانا عاشق
أذوب قهراً
انتظر رعشة
قلبك الرحيم
.عودي إلي
لا تتركي قلبي
بين انياب
الجحيم
********