من منا لا يخطئ؟ فالخطأ سلوك بشري لا بد أن يقع فيه البشر على اختلاف مستوياتهم ومشاربهم، وبدلاً من الوقوف عند الخطأ وحجمه وأسبابه وتداعياته وحسب، الأفضل هو البحث عن سبل معالجة الخطأ بحكمة وروية، وأياً كان الأمر فمن المهم بين وقت وآخر مراجعة أسلوب معالجة الأخطاء.
وهذه المعالجة مهارة قائمة بذاتها تقوم على قواعد منها تجنب لوم المخطئ الذي لا يشعر أحياناً بأنه مخطئ فكيف يوجه له لوم مباشر وعتاب قاسٍ وهو يرى أنه مصيب؟ ومن قواعد معالجة الخطأ كذلك استخدام العبارات اللطيفة والمنطوية على الثناء وتخفيف وطأة الشعور بالذنب.
بعبارة أخرى لماذا لا نقول للمخطئ : لو فعلت كذا لكان أفضل. أو: ما رأيك لو تفعل كذا؟ أو: أنا أقترح أن تفعل كذا فما وجهة نظرك؟ أليس ذلك أفضل من لجوئنا إلى تقريع المخطئ وتعنيفه وإشعاره بأنه ارتكب جريمة لا تغتفر؟ وهناك قاعدة مهمة في مجال معالجة الخطأ تتمثل في تجنب الجدال في مثل هذا الموقف لأن المخطئ قد يربط الرجوع عن الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بأي شكل خاصة عندما يجد نفسه في موقف المعرض للهجوم والتأنيب، فيجد في الجدال متسعاً و يصعب عليه الرجوع عن الخطأ، وهنا من الحصافة ألا نغلق عليه الأبواب بل ينبغي أن تكون مهمتنا جعل الأبواب أمامه مفتوحة ليسهل عليه الرجوع عن الخطأ.
وفي هذا الشأن على المسؤول المعني بالأمر أن يضع نفسه في موضع المخطئ، وجل من لا يخطئ، فهل يرضى لنفسه أن يكون في موقع الملوم والمؤنب؟ وخلاصة القول إنه بالرفق نكسب ونصلح الخطأ ونحافظ على كرامة المخطئ، وكم هو جميل ومفيد أن نجعل المخطئ يكتشف الخطأ بنفسه ثم نجعله يكتشف الحل بنفسه؟
منقووووول فديــــــــــتكم