(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية)  
الوطن هو الانتماء و الوفاء والتضحية والفداء كلمة الإدارة


الإهداءات


العودة   (شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) >

®§][©][ المنتـــــديات العـــــــامه][©][§®

> المنتدى العـــــام

المنتدى العـــــام [ منتدى الحوار والنقاشات العامة في كافة القضايا المختلفة ]

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-01-2011, 02:01 PM   #1
alshemailat
 
الصورة الرمزية ×شجـــــــون×
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 311
×شجـــــــون× is on a distinguished road
افتراضي أنت كريمٌ .. إذاً فاقرأ !!

سعادة الشيخ (غنيّ) رجل الأعمال المرموق .. تقف في مرآب قصره إحدى وثلاثين سيارة فارهة عدد أيام الشهر الميلادي إذا اكتمل. يستقل كل يوم سيارة لا تتكرر إلا في اليوم الثاني والثلاثين. ويسكن الشيخ قصرا شامخا فسيحا محكما في عزله الحراري. أعجوبة في تناثر فتحات تدفئته المتآلفة مع وحدات التوزيع العملاقة.
في بيت الشيخ غنيّ خِزانة يكلّ بصرك قبل أن يُبصر آخرها تتسع لبعض ثياب الشيخ التي قد طُرّزت له في مصانع مدينة الضباب، ونُسجت من الصوف الإنجليزي الفاخر بعدد أيام الشتاء مضروبة في اثنين .. لكي يلبس واحدا في أول النهار، ثم يُتبعه بأخيه آخره ليقتل روتينه اليومي بشيء من التغيير.
سألوا الشيخ غنيّا يوما .. هل تعرف شيئا اسمه ( لسعة برد)؟!.
أجاب - بعدما دغدغ أذنه بمثقابها، وشخص ببصره نحو السماء ليستمد إجابة من ركام ذاكرته البالية - غالب الظن أنني قد سمعت عن هذا المكان !!. أليست عينا ساخنة تنبع من عمق جبل من جبال الواق واق يستشفي الناس بها، وعلى جنباتها يستدفئون، ويسترخون؟.
هزّ بنو مصلحة للشيخ رؤوسهم أجمعون، ووافقوا غنيّا أكتعون، وأيدوا مليئا أبصعون؛ عدا رجل واحد رثّ الثياب، أشعث أغبر مدفوعا يجلس في آخر مقعد من مجلسه .. وحده ليس سواه انتفض، وقام. وبصوته المثقل بأسى الفقر، وبأس السنين زمجر، وقال:
عفوا سيدي الغني - بارك الله لك فيما أعطاك - سألتمس لك عذرا حين أخطأت فلم تعرف الإجابة؛ لأنني أؤمن أن لسعة البرد: داء لا يصيب شرائحكم أيها الممسكون المصابون بتخمة الغنى؛ وإنما هو: داء ينخر في عظام غالبية غالبة لا تسألكم، والناسَ إلحافا.
لسعة البرد - عزيزي الغني الممسك - جمرة من ثلج لا يحس بحرارة بردها سوى فصيلة من البشر تنعتونهم بالفقراء، وتنادونهم المعدمين، وتسمّونهم المعوزين. إنهم أناسيّ تحسبونهم شبعى وقد طووا من الجوع أدهرا.
عن لسعة البرد تلك تنبئكم رعشة طفل يحث خطاه مسرعا في الصباح الباكر نحو مدرسته تقرفص ماشيا. يرتجف قلبه الصغير زمهريرا من شدة الزمهرير فيداريه بعظيمات يده المتجمدة؛ لأنه ببساطة لم يسدّ جوعة بطنه حتى يتشرّف برقعة صوف مرقّعة.
الفقراء .. يا أيها الأغنياء، والموسرون إخوانكم الذين لهم عليكم حقوق؛ فأعطوهم مما أعطاكم ربكم تتبارك أموالكم، وواسوهم تربو أرصدتكم قال عليه الصلاة والسلام: «ما نقص مال من صدقة بل تزده، بل تزده «.
القراء الأوفياء .. ما رأيكم - ونحن على أبواب فصل الشتاء - لو فتشنا عن المحتاجين في داخل أسرنا، وتلمسناهم في بيوت جيراننا، ومعارفنا ثم وصلنا إليهم قبل أن يسألونا بوسائل التدفئة الكهربائية، وزودناهم بما يحتاجونه من الأغطية، والملابس الشتوية كل منا بحسبه، ومقدرته، وجهده .. هل تظنون أن الله سيضيع أجر من أحسن عمل؟!.
عبد العزيز العميري
جريدة اليوم
5يناير 2011
×شجـــــــون× غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009