(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية)  
الوطن هو الانتماء و الوفاء والتضحية والفداء كلمة الإدارة


الإهداءات


العودة   (شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) >

®§][©][ المنتـــــديات العـــــــامه][©][§®

> المنتدى العـــــام

المنتدى العـــــام [ منتدى الحوار والنقاشات العامة في كافة القضايا المختلفة ]

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 28-12-2010, 03:00 PM   #1
alshemailat
 
الصورة الرمزية ×شجـــــــون×
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 311
×شجـــــــون× is on a distinguished road
افتراضي هل يطيق العالم الصدق

قبيح هو الكذب. ولكن هل يحتمل العالم الصدق، أم أنه يفضل أن يعيش في ظل أكاذيب ملوّنة؟
ماذا سيحدث لو التزم الناس الصدق؟ هل ستكون الحياة محتملة؟ ألسنا نقول أحيانا
“ما كل ما يعرف يقال”؟ ألسنا نقول ما يحب الآخرون أن يسمعوه منا،
وليس ما نشعر به ونراه ونود أن نسمعهم إياه؟
ألا تحتم علينا اللباقة أحيانا أن نطعم خطابنا ببعض التوابل اللفظية والعبارات المعسولة الكاذبة؟
أليس في التجمل نسبة ما من الكذب؟ ولذلك يقال: “لا أكذب ولكن أتجمل”.
المرآة لا تجامل بل تعكس الصدق، فلماذا يودّ بعضهم تحطيمها إذا عكست وجهه القبيح ؟
أليس الصدق جارحا وطعم الحقيقة مرَّ المذاق ؟
لا ندري على وجه التحديد متى اخترعت أول كذبة، أي متى أوتي الإنسان النطق ليخفي الحقيقة.
لكن تصور لو أننا أصبنا جميعا بنوبة من الصدق، كما حدث في الفيلم الخيالي الأمريكي
“اختراع الكذب”، حيث يقول الناس الصدق، فتأتي عباراتهم صريحة صادقة إلى حد الفظاظة،
وبشكل يغاير ما تعارف الناس عليه في عالم الواقع. تصور لو سألتك، مثلا،
عن رأيك فيَّ فقلت لي الصدق: “أنت ممل وثقيل دم”!
أو قلت في حفل تكريم رئيسك المحال على التقاعد:
“لقد ذهبَ الحمارُ بأمّ عَمْرٍ فلا رجعتْ ولا رجع الحمارُ”!
وأم عمرو في هذا السياق تعني “رئاسة المؤسسة”، ثم تضيف قائلا:
“اذهب يا صاحب الوجاهة غير مأسوف عليك.. سوف نتنفس بعد رحيلك الصعداء”.
أنت لا تقول هنا إلا الصدق، وجميع الزملاء يشاركونك هذا الرأي.
لكن هل يمكن أن تسير الأمور على هذا النحو؟
تصور كذلك أن يصاب السياسي بنوبة من الصدق أثناء حملته الانتخابية
فيعترف أن جزءا كبيرا من الوعود التي التزم بها أمام الناخبين ستكون تحت قدميه
بعد أن يظفر بكرسي الرئاسة، أو أن هذا المنافس الذي يحاول أن يقصيه
عن كرسي الرئاسة أكثر كفاءة وقدرة منه على إدارة الشأن العام.
تصور أن يطال الصدق الإعلانات التجارية، وأنت تعلم أن أظرف وأنجح الإعلانات أكذبها،
تصور لو أن المعلن قد أصيب بنوبة صدق فبين للمستهلك المضار الصحية للبضاعة التي يحاول تسويقها.
ثقافتنا زاخرة بالحكم والأمثال التي تحض على الصدق وتحقر الكذب،
فلماذا لم يختف الكذب من حياتنا؟ يبدو أن الصدق باهظ التكلفة
لذلك يتعذر أن يتكلم الناس تماما بالطريقة التي يفكرون بها.
لو حدث ذلك لعشنا في عالم بلا مجاملات، وبلا ابتسامات مصطنعة،
عالم تنقصه اللباقة وينقصه التهذيب. فهل العالم مهيأ لأن يعيش دون ذلك الاختلاق الذي لا يؤذي أحدا،
ولا ينافي الأخلاق؟ وبعد:
( ألم ترَ كيف قامت الدنيا على جوليان أسانج ولم تقعد ؟ )
حسن السبع
جريدة اليوم
28 ديسمبر2010
×شجـــــــون× غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009