لقد استخدمنا لفظ القصة في التعريف بهذا النوع من الفن النثري بوجه عام
الذي يعتمد على الحكاية ..
والتبصير بأهم عناصره التي يقوم عليها
ولكن هذا الفن الذي له بذور قديمة في أدبنا العربي ..
ثم استلهمناه من نهضتها الأدبية الحديثة من الأدب الغربي
قد تطور من ناحية الشكل تطوراً كبيراً .. وتعددت الأشكال القصصية
بحيث أصبح من المحتم .. استخدام مصطلحات محددة للدلالة على كل نوع ..
واهم هذه الأنواع هي
الروايــــة ... القصــــة .. والأقصوصـــــة
ونوضح هنا الفرق بين القصه والاقصوصه
القصـــــــة
بعض الباحثـــين يرون أن الروايـــة والقصـــة شئ واحــد
ويستخدمون أحد المصطلحيـــن للدلالة على الآخر
وآخرون يـــــرون أن الفارق بينهـــما يرجــع الى مدى اقتـــراب كل منهمــا
من الواقـــع وملامستـــه
فالروايـــة تلتزم التصويـــر المقنــع بالأحداث والشخصيـــات
في حين أن القصـــة لا ترى بأســـاً بتغليـــب جانب الخيـــال كأن تصويـــر أحداثــاً
خارقـــة غير ممكنـــة الواقـــع أو شخصيــات هائلــة لا يمكن أن نصادفهـــا
لذلك يرى النقـــاد أن مسمــى ( قصـــة ) يكــاد يكون محصوراً
في روايــات المغامرات الخياليـــة العجيبــة
بينما تركـــز الروايـــة على الشخصيـــات والدوافـــع التي تحركهـــا
في اطار الحوادث الواقعيــــة التي نعقلهـــا
الأقصوصـــــة ( القصـــة القصيـــــرة )
أصبحت القصــة القصيـــرة أحب الأنواع الأدبيـــة الى القــراء في عصرنا
الحاضـــر لأنهـــا تلائمهـــم من حيــث سرعــة قراءتهـــا في الحيـــز الصغيـــر
التي تشغله .. والزمــن المحدود الذي تستغرقـــه
وأول ما يميـــز الأقصوصـــة عن الروايــة والقصــة هو صغر حجمهـــا
وقد حاول الباحثــون تحديد حجمهــا حيث انها لا تقل عن ألف وخمسمــائة كلمــة ..
ولا تزيــد عن عشـــرة آلاف كلمة بينمـــا الروايـــة أو القصـــة
فالحد الأدنـــى 50 ألف كلمـــة ولكن هذا التحديـــد العددي ليس مقياســـاً
للحكم عليهـــا ,, فلا بد ان يكون لهــــا من سمـــات
وهي ..
ان طبيعـــــة الاقصـــوصــة هي التركيـــز .. في تدور حول حادثـــة أو شخصيـــة
أو عاطفـــة مفردة .. أو مجموعـــة من العواطــف يثيرهـــا موقف مفـــرد
ولذلك فهــــي لا تزدحـــم بالأحداث والشخصيـــات والمواقــف كالروايــــة
والقصـــة ولا تجــد فيهـــا تفصيلات ..
وجزئيـــات تتصـــل بالزمان والمكـــان أو الأحداث والشخصيـــات
ولا مجال فيهـــا للاستطراد والاطالــة في الوصـــف ووحدة الحديـــث أساس فيهـــا
ولهـــذا تكون كل عناصــرها خاضعــة لتصويـــر الحدث وحده حتى يبلغ غايتـــه
بل نجـــد كل كلمـــة فيه تؤدي دوراً لا غنى فيــه كلمــة سواهـــا
ولا يستعيــن كاتبهـــا بالوصف لذاتـــه .. بل للمساهمـــة في نمو الحدث
ولا بــد من وحـــدة الزمن في القصـــة القصيـــرة حتــى مع امتداد هذا الزمــن ..
لانها تتناول فكرة واحدة أو حدثاً واحد أو شخصيـــة مفردة
واذا كثرت الشخصيـــات في القصـــة القصيـــرة لا بد ان يجمعــها حدث واحـــد
والا انقطع تطور الحدث بتشتت ذهــن القارئ بين شخصيـــات متبايـــنة
وحين يكون الحدث مداراً للقصـــة القصيـــرة تكون له بدايـــة ........
يسميها النقـــاد الموقــف .. وله وسط ........
ينمو من الموقـــف ويتطــور الى سلســـة من المواقـــف الصغيـــرة
التي تتشابك بين العوامل التي يتضمنهـــا الموقف الرئيســـي
ولكون له نهـــاية ....... تتجمــع فيه العوامــل والقوى في نقطـــة واحدة
يكتمل بها الحدث ويسمي النقاد هذه النقطـــة لحظة التنويـــــر
تعددت أنــــواع القصـــة بحســـب اختلاف أساليبهـــا ومواقف كاتبهـــا فهناك
= من يعتمد على عنصـــر الشخصيـــة اعتماداً كبيـــراً
= الاعتمـــاد على الحــدث
= الاعتمــاد على الجــو .... وهو الاطار الذي يشمـــل الحدث والشخصيـــــة
= الاعتماد على أسلوب التحليـــل .. وهو عرض الدوافــع التي تحرك الشخصيـــة ..
وذلك ما يسمـــى بحديث النفـــس
= الاعتمـــاد على الوصــف الخارجي ..
وهو الاستعانة بالحوار وترك القارئ يتصور الدوافـــع النفسيـــة
وهي جميــع الأحوال تظل وحدة الانطبـــاع مسيطرة على القصـــة القصيـــرة
ودمتمـ ،،،