بوابة الشعر من الشمال
الحلقة السابعة
في البداية وقبل كلّ شيء أبعث تحياتي للموقع الذي أتاح ومنذ ما يقارب السنة لي بفرصة المشاركة في هذا الموقع وأتقدم بوافر الاحترام للأستاذ عبد الرحمن حاجي عثمان مدير الموقع وأتقدم بأحرّ التهاني بمناسبة عيد الربيع ومن خلال هذه النافذة المطلة على العالم... اهنأ جميع القراء الغاليين على قلبي وخاصة النخبة منهم..أولئك الذين يقدرون الكتابات ويقفون عند تلك الأفكار الخلاقة والحوار البناء الذي يعاني كثيرا من أولئك الذين يستغلون حركة التقدم الثقافي والاتصال الروحي النقي...
وكل عام وانتم بخير
أما بعد : سمعت ألفاظ سوقية من أفراد غارقين في مستنقع المياه العفنة...
ونفوس تتجرع سقر الكلمات من جراء مرض خبيث يخترق مقاييس النفس ...
كم أتألم من أولئك الغارقون....وهم لا حياتهم يراجعون...
كم أتألم بكل ما تحمله هذه الكلمات ...
من نفوس تغترب عن ذواتها وتحوم في بحرها وتلوث نفسها .....
وقد نوه الرسول الكريم : ( نفسك ألد أعدائك فحاربها..)
أخي المؤمن ..قال سيدنا عيسى عليه السلام من صفعك على خدك الأيمن فرد إليه الأيسر...).
كثيرا ما اسأل نفسي...لِمَ يشوه الإنسان قدسيته..؟؟؟!، وينتحل شخصية الآخرين..؟
أتراه هو الهروب من نفسه المريضة والتي هي غارقة في بحر من المعاصي..!؟؛
أم أن الصدق بدا غير مألوف ..؟!، وانتزاع الشخصية من الوجود هو حلها الأمثل..؟.
لِمَ تستبدل الأسماء بغير أسمائها..؟!!،وتتبدل الذوات بغير طبائعها...؟!!!!،
وتتقمص الشخصيات ...، وتغر بأسماء جديدة هنا وهناك....؟!!،
لِمَ نهرب من نفسنا ....؟،
ولِمَ نتنكر لأصلنا..؟.
لِمَ نحتال على ذاتنا..؟!.
لِمَ نتهكم على خلقنا...؟!!
لِمَ ننحت قبوراً للناسِِِ؟َ!،
وننسى إننا سندفن فيه
ذات يوم...؟!!،
ولا نزرع الخير والعطاء
في القلوب ...؟،
ولا السعادة
في الدروب...؟!
كم سنة ستعيش يا أيها الإنسان...؟!.
أنظر إلى خلفك...كم من ناس رحلوا...!
أنظر إلى نفسك ....!
أين أنت من الموت,,,,.!؟
ماذا تركت للغد القريب,,,,؟!
كيف ستحاسب ..!؟ ،
وما هي أجوبتك...؟!
صحيفة أعمالك تملأ ..وأنت غافل عنها
فازرع الورد...
أزرع شجرة الحياة ..
أسقيها من ماء الطهر
قطرة الشفاء ...
أغسل ذنوبك بالاستغفار..
واندم ولو في العمر مرة
وافتح قلبك للضياء..
من منّا لم يخطأ,,؟
ومن منّا معصوماً عن الخطيئة..؟!
كلنا في الميزان سواء...
حينما استرجع ذكرياتي وأشاهد في ذوات الأصدقاء معنى الألم..
أرسم لوحة بيضاء..
بريشة الحب وأعلقها على صدري كوسام..
وآخذها معي إلى قبري..
اكتبها بصدق لا زيف
في الأوردة يجري..
اندم وأنا اتكأ على جزع الشجرة ..
على كل أعمالي..
وعلى كل أفعالي
وأقوالي..
أفكر بالموت اكثر من الحياة ..
يذل لساني..
يأخذني الموت رويد رويدا إلى مصيري..
أود أن ازرع الورد في حدائق أشعاري..
لأولئك الذين يقرؤونها..
ويقتحمون مدن أفكاري..
كثيرون يحاولون النيل مني...
هنا وهناك..
ولا يفكرون بالموت والحساب..
ماذا تستفيد يا أيها الإنسان ...؟؟!
لِمَ تخلع ردائك
وترتدي رداء الآخرين..؟؟!!
وتغلق باب قلبك عن الطيبين..؟!؛
أتجد راحتك في ثوبك الجديد..؟؟!
أم تضحك على نفسك ..؟!،
وتود بذلك
أن تقترب من البعيد....؟!
ماذا ستجني وأنت..؟!،
تتقنع بقناع الزيف...؟،
وتهرب من نفسك..؟
ولكن إلى أين....؟!!
يقول الله عز وجل في محكم كتابه العزيز يوم يفر المرء من أخيه ..من أمه وأبيه...ومن صاحبته وبنيه ...لكل امرؤ يومئذ شأن يغنيه..) .
أنها المحكمة العليا يا أعزائي...
المحكمة التي ليس فيها محامي يدافع عنك ..
المحكمة التي ليس فيها رشوة تقدمها..
أو أدلة زور وبهتان تستعرضها..
فهل فكرت في الحساب...؟!!
حاسب نفسك قبل أن تحاسب الآخرين...
وصدق رب العالمين حينما قال من بعد بسم الله الرحمن الرحيم : ( النفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ..قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها...) .
إنها الآية الكريمة التي تعيدنا إلى صيرورتنا ..
ويقول الله عز وجل ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفّون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور..)...؛
فماذا تطلبون من الحياة ...؟؛
يا أصدقائي..
ماذا تطلبون منها ...؟!،
وانتم كما أنا غارقون في مستنقعاتها ...
أسأل الله أن نهتدي بهديه
ونقتدي برسوله
ونزرع عطر المحبة في هذي الأرض..
في قلوب تعشق الرب..
وتغني في حماه.....
اخوتي...
العمر ساعات..
فاغتنمها..
خذ منها ما يفيدك..
واترك ما يسيء إليك..
واعذر من ألّمك..
وسامح كل مسيء
واترك الثوب الرديء
وافتح قلبك للأشخاص..
وكن قويا طيبا ..
لينا ...
طري الحديث..
مهما أساء الغافل عن ذكر الله..
إليك...
كن مؤمنا وصن لسانك واطلب العون من الله القريب..
واعلم أن الله مع الذين آمنوا وهو منك قريب
أقرب من حبل الوريد...
أعزائي...
العيد يمر وكم أعياد مرت
ونحن غافلون عن ذكر الحبيب..
متسكعون في طرق الرذيلة...
ونبغي التجديد..
لهذا اخترت هذه المقدمة
علّي أجد براعمكم تلامس ينابيع الطهر والطهارة
من خلال ذلك الوميض..
لا تجرحوا بعضكم ....
وتعربدوا في طرق العمر
وتتركوا صفائح أعمالكم
تملأ بالسواد والحضيض..
أصدقائي...
قد نفد مني البريد ..
واليكم أشعاري
التي سطرتها بدمي
وكم أتمنى أن تنهلوا منها
العطر والدروس المسرة
والنفحات الربانية البارة...
وأيامي تمر
وأيامي تمر
ولست أدري
اعمري ضاع
أم أحلام عمري
كأنني قد فقدت
صواب عقلي
ونام الفجر
في آلام فجري
تبللني حبيبات
وتمضي
فينفجر الهوى
ما بين صدري
أأرحل..؟!،
والليالي لا تبالي
فيطويني على الجمرات
جمري..
أسافر..
والطيور تقول أهلاً
إلى دنيا
على الأحلام
تجري..
أعانق الصفو
لعلي
أعانق فرحتي
من بعد قهري
*******
رياح عاصفات
في دموعي
وكابوس الحياة
ينام قربي
كأنني قد فقدت النفس
مني..
وعانقت الفراغ
بدون صحبي
*******
أنا روحي
كعشب الأرض طهراً
وفي دنيا من الأحلام
تجري
تنادي سرها
في كلّ أرض
ولكن أين تمضي
ليس تدري..؟!
***
سموم الصمت
تورثني جراحا
وكم عانيت
في مشوار عمري
أفتش عن ربيع
عن نجوم
تهلّ علّي
في سرداب قبري
لعلّي
من جذور الموت
أصحو
وأسري في الليالي
حيث أسري
****
حملت الله في قلبي
ضيـــــــاء
يعيدني إلى أحلامي
وسري
يعيدني للأمان
وكلّ شيء
يحيطني بات سحراً
فوق سحر
مضيت أعبّ
من كاسات نور
أشفي النفس
من سوء
وشر
أطلّ على الجمال
وفي عيوني
أناشيد
تعانق
كلّ سر
يفيض العالم السحري
نوراً
صلاةً
أفلتت من كلّ
أسر
فيا قلبي
كفى شكوى
وناجي
إلهك واسترح
من أي قهر
وصل كلما ضاقت
ستصفو
فكل الصفو
في مفتاح صبر
*********
حـــــــــــب
أحبُّ الناس
كما أحبّ نفسي
أحبّ الليل
والقمر الخجول
أحبّ الصبح
حيث تطلّ شمسي
أحبّ الطبيعة
أحبّ الحياة
أحبّ..أحبّ
مراحل بؤسي
***
أحبّ الطفولة
أحبّ الشباب
أحبّ تجارب الأمس
أحبّ الناس
كما أحبّ نفسي
طفولتي حزينة
طفولتي يتيمة
مواويل مكتومة
في نفسي
***
أغني
والزمان
يفيض حزنا
بقطع أوتار أغنيتي
ويحشو الهمّ
في أبعاد رأسي
***
حياتي جهنم
أيقظني ضميري
في مراحل بؤسي
***
أرى في حبة الزيتون
ألف معنى
وفي الطبيعة الخضراء
يزداد أنسي
أقرأ في عيون
اليتامى
معنى العذاب
معنى الشقاء
ومعنى الحياة
***
أرى في شيخوختي
رحيق الأقحوانة
أرى
ألف وجه
ألف قناع
ولكن صوتي
يتعالى
أحبّ الناس
كما أحبّ نفسي
***
أحبّ قمري
نجمي
وشمسي
أرى نفسي
مثل بحر
إذا غنيت
أحبّ الناس كما
أحبّ نفسي
***
كلّ شيء أخضر
كلّ شيء أنضر
ولكنّ العويل
يذيب كأسي
***
أحبّ الماضي
أحبّ الآن
أحبّ الآتي
أحبّ جهنمي
وجنائني الخضراء
أحبّ الحقول
الطيور
أحبّ نقيق الضفادع
جانب النهر
وأغني
أحبّ الناس
كما أحبّ نفسي
***
لِمَ هذي الدماء
على دروبي..؟!
لِمَ هذي الحرائق
في الحروب..؟!
لِمَ وجعي يعاودني
ونزفي..؟!،
ولِمَ لا تقرع الأبواب
لِمَ...لِمَ....؟!!،
ولكني سأغني
أحبّ الناس
كما أحبّ نفسي
لم هذي العناكب
حول صوتي..؟!
لم كلّ المراحل
فيها موتي..؟!
أما آن الأوان
لكي نغني..؟!
أحبّ الناس
كما أحبّ نفسي
أما آن الأوان
لتخضر الصحارى..؟!
ويصفو القلب
من آلامه..؟!،
ومن أحزانه السكرى..؟!،
وترجع جنة الأحلام
وارفة الظلال..؟!
ويرجع كلّ شيء
يرفل..
في بساتين الجمال..؟!
عيون ملؤها الحبّ
وأرض طينها القلب
وشمس تدفئ الدنيا
ودنيا كلها قرب
أما آن الأوان
لكي نغني..؟!
أحبّ الناس
كما أحب نفسي
***
أحبّ الطير
والأشجار..
أحبّ النمل
يعمل دونما ملل
أحبّ الكائنات
جميعها..
أحبّ ..
أحبّ..
كما أحبّ نفسي
*****