السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اما بعد
يُحكى ان رجلا كان جالسا في الحرم في شدة الحر قبل صلاه الظهر بساعة ، فقام رجل شيخ كبير ، واخذ يباشر على الناس بالماء البارد ، فياخذ بيده اليمنى كوبا ، وفي اليسرى كوبا ويسقيهم من ماء زمزم ، فكلما شرب شارب عاد فاسقى جاره ، حتى اسقى فئة من الناس ، وعرقه يتصبب والناس جلوس كل ينتظر دوره ليشرب من يد هذا الشيخ الكبير، فعجبت من جلده ومن صبره ومن حبه للخير ، ومن اعطائه هذا الماء للناس وهو يبتسم ، فعلمت ان الخير يسير على من يسره الله عليه ، وان فعل الجميل سهل على من سهله الله عليه ، وان لله ادخارات من الاحسان ، يمنحها من يشاء من عباده وان الله يجري الفضائل ولو كانت قليلة على يد اناس خيرين ، يحبون الخير لعباد الله ، ويكرهون الشر لهم
هاهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا كانوا يفعلون
ابوبكر يعرض نفسه للخطر في الهجرة حماية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وحاتم ينام جائعا ليشبع ضيوفه
وابو عبيدة يسهر على راحة جيش المسلمين
وعمر يطوف المدينة والناس نيام ، ويتلوى من الجوع عام الرمادة ليطعم الناس
وابو طلحة يتلقى السهام في احد ليقي رسول الله من السهام
وابن المبارك يباشر على الناس بالطعام وهو صائم
ذهبوا يرون الذكر عمرا ثانيا ومضوا يعدون الثناء خلودا
وفي قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
لله درهم هم ومن تبعهم الى يوم القيامة