استيقظت كعادتي قبيل الفجر بساعة
دون شعور توجهت لمكتبي المتواضع القابع بركن غرفة نومي
تلمست جهازي دون أن أشعل الأنوار
كي لا أزعج أميراتي الصغيرات وأمهن
ولكن طال بحثي ولم أجد مبتغاي
يبدوا أن أحدهم حركه عن مكانه
يا إلهي
يبدوا أن الكبر بدأت تظهر أثاره
فلقد نسيت أن بناتي وأمهن استأذن للمبيت في بيت جدهن
وقد اصطحبن جهازي معهن لحاجة زوجتي له
حينها لم أجد حرجا من إشعال الضوء
وزيارة عابرة للمطبخ
لعمل كوب من الحليب بالزنجبيل
عله يشتت البرد الذي بدأ يتسلل لأطرافي
عدت لمكتبي أحوال أن أجد ما أقضي به وقتي
أدرت بصري أقلبه في أرجاء غرفتي
وقع نظري على كتاب متوسط الحجم
احتل ركن من أركان المكتب
تناولته فإذا بها
رواية طريق الحب للمبدع محمد الداود
والتي انتهيت من قراءتها منذ فترة ليست بالقصيرة
ولكن يبدوا أن يد مؤانسة دربي قد طالتها
فإني أرى تلك القصاصات الخاصة بها
والتي اعتادت أن تدون بها تعليقاتها
رحلت قليلا مع تلك التعليقات
وأنا أرتشف من كأس الحليب المطعم بالزنجبيل
وقد ضرب الصمت بأطنابه في شقتي المتواضعة
والذي لم يبدده سوى صوت صرخات مكتومة
وكلمات غير مفهومه
هييييه أنت
يا من تحتسي الحليب
هنا أدركت أني معني بذلك الكلام
وبدأت استفيق واشحذ ما بقي لدي من شجاعة وتركيز
واقلب نظري في زاويا غرفتي وفي جنبات مكتبي
أحاول جاهدا البحث عن مصدر الصوت
ولكن هيهات لي أن أجده
حينها بدأت أتمتم بآية الكرسي والمعوذات
واستجمعت ما بقي لدي من قوى
بعد أن بردت أطرافي
وأحاول النهوض من مكتبي حتى أحسم أمر هذا الصوت
وما أن استطعت أن أستقيم واقفا
حتى أبصرته أمامي مباشرة
فشخصت عيناي
واتسعت المسافة ما بين فكاي
لم أشعر إلا وقد ارتميت مرة أخرى على ذاك الكرسي
وما زال ناظري ميمم شطر ذاك الشيء
وفجأة ودون مقدمات
صرخ بي صرخة أخرجتني من ذلك الذهول
لطفا أحبتي
هنا سأقف ألتقط أنفاسي
وأترككم قليلا حتى لا تملوا ثرثرتي
وللحديث بقية
خارج النص :
بودي أن تسرحوا قليلا في خيالاتكم وتحاول معرفة مصدر الصوت