وجوب حفظ اللسان..‎

قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحا حال الكثيرين ..
"ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر.. ومن النظر المحرم وغير ذلك.. ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه.. حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة.. وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا..
ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب.. وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات.. ولا يبالي ما يقول"..
حُكي عن بعض الحكماء: رأى رجلا يُكثر الكلام ويُقل السكوت فقال: إن الله تعالى إنما خلق لك أذنين ولسانا واحدا.. ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به.. وقد صدق النبي صلي الله عليه وسلم حين قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت "..
وسأروي لكم قصة عجيبة حدثت ذات يوم مع التابعي العالم الجليل عبد الله بن المبارك...يقول ابن المبارك كنت أمشي في الحرم وذلك بعد أن انتهي الناس من حُجتهم وعادوا إلي ديارهم إذ رأيت أمامي سوادا فتلمحت ذلك السواد وإذا به امرأة عليه درع أسود وخمار أسود لا يكاد يُري منها شئ فاقتربت منها وقلت: السلام عليكم..
قالت:"سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ "
فقلت لها: ما تفعلين في هذا المكان يا امرأة وقد عاد الناس إلي ديارهم .
قالت:"وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"
فعلمت أنها ضالة عن مكان قافلتها فقلت لها: وأين تريدين الذهاب؟
قالت:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى "
فعلمت أنها تريد أن تلتحق بالقافلة وتريد الذهاب إلي بيت المقدس بعد أن أنهت حُجتها.. فنظرت إليها فلم أري معها طعام ولا ماء..
فقلت لها: ما أري معكِ طعام تأكلينه .
فقالت:"وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ"
قلت لها ولا ماء تتوضئين به .
فقالت:"فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً"
فقلت لها: معي طعام هل لكي في طعام تأكلينه .
فقالت:"ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"
فعلمت أنها صائمة فقلت لها: لكن هذا في رمضان .
فقالت:"وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"
قلت لها: لكن أنتِ في سفر وقد الله أباح الإفطار في السفر .
فقالت:"فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً "
قلت لها: يا امرأة كلميني بمثل ما أكلمك .
قالت:"مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"
فقلت لها: من أي الناس أنت .
قالت:"وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً"
فسكت ثم قلت لها: هل أوصلكِ إلي مكان قافلتك؟
قالت:"وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ"
فلما جلست ناقتي وأرادت أن تصعد قالت:"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ"
فغضضت بصري ثم صعدت وقالت:"سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ , وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ"
فلما جلست عن ناقتي وثَبَت الناقة مسرعة فسقطت المرأة
فقالت:"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ"
قلت لها:لا عليكِ الآن أعقلها قالت:"فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ"
ثم صعدت إلي الناقة فبدأت أسرع وأصيح .
فقالت:"وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ"
فبدأت أمشي رويدا رويدا وأترنم بشيٍ من الشعر .
فقالت:"فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ"
فقلت لها: ألكِ زوج .
فقالت:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ "
فسكت ولم أنطق بكلمة إلي أن وصلنا إلي مكان القافلة فقلت لها: قد وصلنا من لكِ في القافلة .
قالت:"الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"
فقلت: ما شأنهم في القافلة .
قالت:"وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ"
فعلمت أنهم يدلّون القافلة إلي الطريق .
فقلت لها: ما أسمائهم حتى أناديهم إليك .
فقالت:"وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً" , "وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً" , "يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ" .
فناديت: يا إبراهيم ويا موسي ويا يحيي.. فأتوا ثلاث شباب وجوههم كالأقمار فلما رأونا رحبوا بأمهم وبي...
ثم قالت لهم:"فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ"
فذهب أحدهم وأحضر الطعام فقالت لهم:"كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ"
فلما وضعوا الطعام بين يدي قلت لهم ـ أي ابن المبارك ـ :والله لن أأكل طعاما ولن أذوق شرابا حتى تخبروني بشأن هذه المرأة .
فاسمعوا للعجب أحبتي
قالوا هذه أُمنا والله ما تكلمت منذ أربعين عاما إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط الله عليها...
فقلت لهم ـ أي ابن المبارك ـ :"ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"
وقد صدق النبي صلي الله عليه وسلم حين قال:"إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا"..

احفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان

نسأل الله أن يحسن أخلاقنا وأن ييسر أرزاقنا وأن يختم بالصالحات أعمالنا

بدر الشمال..

شاكره لك كل الشكر لروعة طرحك
دائماً تبحث بالمهم والمفيد
مجهووود تشكر عليه أستاذي
يعطيك ربي ألف عاافيه
لك ودي واحترامي..

تسلم اخوي البدر على طرح هذه القصه المعبره
عن التقيد بالدين ومخافةة الله بالسر والعلن
دمت بعافيه

يعطيك العافيه الاستاذ بدر الشمال على السؤال وجزاك الله خير
كانت وايد حلوه خصوصا من خوالي
بس حبيت اسئلك شلون احط صورة بالمنتدى

شاكر للجميع مرورهم وردهم

لكم تحيتي وتقديري