ما أعز الإنسان حين يستعلي علي دعوات الأرض الزائفة.. ومطامع النفس الزائلة.. حين يفلت من جذبة الطين محلقا في ملكوت الروح اللا محدود..وما أجله حين يتمرد علي معايير البشر القاصرة الدنية..ليحتكم إلي معايير أصحاب الرسالات والدعوات الصادقة..وما أكرم كرمه حين يجود بروحه في سبيل فكرته ودعوته..
هذا هو قرآننـــــــــــــــــــــــا...
القرآن الكريم
هو دستور هذه الأمة..وسلاحها الأمضى في مواجهة أعدائها فقد كانت سور القرآن خاصة سورة الأنفال هي نشيد المسلمين في معاركهم يقرءونها أو يختارون رجلا من الجيش حسن الصوت ليقرأها على مسامع المجاهدين لتبعث في نفوس المسلمين المجاهدين الشجاعة والجرأة على قتال العدو والثبات في مواجهته...
إنه القرآن الكريم الذي يصنع الرجال المؤمنين والنساء المؤمنات.. يصنع الذين يحملون لواء هذا الدين ويدافعون عنه بأغلى ما يملكون.
إنه القرآن الكريم الذي صنع أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد وعمير بن الحمام الذي أبى أن يأكل التمرات كي لا يتأخر على الشهادة..
إنه القرآن الكريم الذي صنع الاستشهاديين الذين ضحوا بأغلى ما يملكوا فداء لله ورغبة في إعلاء كلمة الله في الأرض كما أنه صنع النساء المؤمنات المجاهدات كالخنساء التي استشهد أبناؤها الأربعة..
وأم حارثة التي قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تسأل عن ابنها حارثة: أهو في الجنة فأصبر وأحتسب.. أم في الأخرى فيعلم الله ما أفعل"من البكاء والحزن"
إنه القرآن الكريم الذي أخرج لنا جيلا فتيا بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة يوم الحديبية على الموت وعلى ألا يفروا فاستحقوا بهذه البيعة أن يخلد ذكرهم بأحسن الكلمات قال تعالي:" لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"
لم يدفعهم إلى المبايعة على الموت إلا محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة لقائه وهذه المحبة إنما نبعت من تربية القرآن الكريم التي تربوا على موائدها...
إن الأمة تحتاج في هذه الأيام إلى أناس فهموا كتاب ربهم وعلموه قولا وفعلا إن الأمة تحتاج إلى أناس أقبلوا على حفظ كتاب الله وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار... أقبلوا على قراءة تفسيره والعمل به...
في أمان الله