قُل لعبادي الذين آمنوا يُقيموا الصَّلاة ويُنفقوا ممَّا رزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم
ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلاَّ ما قدّم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلاَّ ما قدَّم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النَّار تلقاء وجهه، فاتَّقوا النَّار ولو بشق تمرة
فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنَّها تطفئ غضب الله- سبحانه وتعالى- كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إن صدقة السِّر تطفئ غضب الرب
ثانياً: أنَّها تمحو الخطيئة، وتُذهب نارها
ثالثاً: أنَّها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم
رابعاً: أنَّ المتصدق في ظلِّ صدقته يوم القيامة
خامساً: أنَّ في الصدقة دواءً للأمراض البدنية
سادساً: أنَّ فيها دواءً للأمراض القلبية
سابعاً: أن الله تعالى يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء
ثامناً: أنَّ العبد إنَّما يصل حقيقة البر بالصدقة
تاسعاً: أنَّ المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك
عاشراً: أنَّ صاحب الصدقة يُبارك له في ماله
الحادي عشر: أنَّه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلاَّ ما تصدق به
الثاني عشر: أن الله تبارك وتعالى يُضاعف للمتصدق أجره
الرابع عشر: أنّها متى اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة
كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أصبح منكم اليوم صائماً؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ » قال أبو بكر: أنا. قال: « فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ » قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة
الخامس عشر: أنّ فيها انشراح الصدر، وراحة القلب، وطمأنينته
السادس عشر: أن المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله تبارك وتعالى
السابع عشر: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به
الثامن عشر: أن العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله
التاسع عشر: أن الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه
العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب
أفضل الصدقات
الأول: الصدقة الخفية، وفي ذلك يقول- جلَّ وعلا: إن تبدوا الصَّدقات فنِعِمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خيرٌ لكم
الثانية: الصدقة في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا »
الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله- عزّ وجلّ-: ويسألونك ماذا يُنفقون قُل العفو
الرابعة: بَذْل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة
الخامسة: الإنفاق على الأولاد كما في قوله صلى الله عليه وسلم: « الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة »
السادسة: الصدقة على القريب
السابعة: الصَّدقة على الجار
الثامنة: الصدقة على الصَّاحب والصَّديق في سبيل الله
التَّاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بذلت فيه الأموال
العاشرة: الصدقة الجارية
الصدقة الجارية
وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له
مجالات الصدقة الجارية
1- سقي الماء وحفر الآبار؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصدقة سقي الماء
2- إطعام الطعام؛ فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف
3- بناء المساجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: « من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة »
4- الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما