يجتمع في الشتاء للمؤمن ميزتان :
قصر النهار فيجعل نهاره صياماً ....... ويطول ليله فيحييه قياماً
وقد فطن الصحابة الكرام رضي الله عنهم لهاتان الميزتان اللتان في الشتاء فاقرأ أخي أقوالهم :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الشتاء غنيمة العابدين .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ؟ قالوا : بلى ، فقال : الصيام في الشتاء .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة، يطول فيه الليل للقيام ، ويقصر فيه النهار للصيام .
فعلى المسلم أن يغتنم مواسم الخير فلا يفرط فيها :
فقوله صلى الله عليه وسلم :
( اغتنم خمسا قبل خمس……….. ) يدلنا على الحث على اغتنام الخير حيث كان .
وللمؤمن أيضاً في الشتاء وقفتان :
الوقفة الأولى :
يتذكر أحوال أهل الجنة إذا مسّه البردفهم كما قال الله تعالى}مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىالْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً {الإنسان13
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : أي ليس عندهم حر مزعج ،ولا برد مؤلم ، بل هي مزاج واحد دائم سرمدي لا يبغون عنها حولا .
أما أحوالأهل النار فهم كما قال الله تعالى}هَذَا فَلْيَذُوقُوهُحَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ }ص57
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أما الحميمفهو الحار الذي قد انتهى حرة ، وأما الغساق فهو ضده ، وهو البارد الذي لا يستطاع منشدة برده المؤلم .
الوقفة الثانية :
يتذكرإخوانه المسلمين وما يلاقونه من شدة البرد مع قلة المأكل والمشرب وفقد وسائلالتدفئة ، فيسارع إلى سد فاقتهم وقضاء حاجتهم تقرباً إلى الله تعالى ويحمده سبحانهعلى ما منَّ عليه من نعمة الأكل والشرب وتوفر التدفئة وغيرها من النعم التي لا تحصىفيثني عليه ثناءً يليق بعظمته