••قول الرجل لصاحبه عند مفارقته : توصي بشيء ؟!••
يقول أخونا - بارك الله فيه - :
لاحظت كما لاحظ غيري انتشار هذا العبارة عند مفارقة الناس بعضهم بعضا ، فقلّ أن تجد رجلا يريد أن يفارق أخاه - في لقاء طويل أو قصير - إلا وقال له : توصّي بشيء ؟ ، ثم تسمع الجواب المتعارف عليه : لا ، أبدا سلامتك .
وقد سمعت سماحة الإمام العلامة ابن باز رحمه الله في مجلسه مرارا عندما يريد الضيف أن ينصرف فيأتي للشيخ ويسلم عليه ويقبل رأسه ثم يقول له :توصيشيء ياشيخ؟ فيرد الإمام رحمه الله تعالى بقوله : تقوى الله في السر والعلن .
وكذا لاحظت تلميذه الشيخ الداعية / عبدالله القصير كذلك ، فكنت إذا أردت الانصراف من عنده أقول له : توصيشيء ياشيخ ؟ فيرد بنفس تلك الوصية التي يوصي بها الإمام ابن باز رحمه الله تعالى من حوله ، وهي وصية الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين تقوى الله تعالى في السر والعلن .
هي لفتة أحببت أن أذكر بها نفسي وإخواني بأن تستغل طلب الناس - وإن كان طلبهم وعبارتهم عرفا تعارف الناس عليه - أقول نوصيهم بما تيسر .
وقد ذكر الشيخ عمر الأشقر في كتابه " المدخل إلى دراسة المذاهب والمدارس الفقهية " عندما تطرق لسيرة الإمام الشافعي وذكر شيوخه وتلامذته ، قال :
ورحل (أي الإمام الشافعي) إلى الإمام مالك رحمه الله ولزمه ، وقرأ عليه الموطأ ، وقال له الإمام مالك :
" اتق الله واجتنب المعاصي ، فإنه سيكون لك شأن "
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 3/147
وحدث شعبة وهشام , عن قتادة , عن يونس بن جبير , قال : شيعنا جندبا , فقلت له : أوصنا , فقال : أوصيكم بتقوى الله , وأوصيكم بالقرآن , فإنه نور بالليل المظلم , وهدى بالنهار , فاعملوا به على ماكان من جهد وفاقة , فإن عرض بلاء , فقدم مالك دون دينك , فإن تجاوز البلاء , فقدم مالك ونفسك دون دينك , فإن المخروب من خرب دينه , والمسلوب من سلب دينه ,وإعلم أنه لا فاقة بعد الجنة , ولا غنا بعد النار .
وهي وصيةالرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ، وأنعم بها من وصية .... لو عقلناها .
فعن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
وجاء في وصية علقمة لابنه :
(يا بني إذا صحبت الرجال، فاصحب من إذا أخدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن تحركت بك مؤنة صانك، وإن أمددت بخير مد، وإن رأى منك حسنة عدها، أو سيئة سترها، وإن أمسكت ابتدأك، أو نزلت بك نازلةٌ واساك، وإن قلت صدقك، أو حاولت أمراً أمرك، وإذا تنازعتما في حق آثراك).
قال علي بن المديني : قال لي أحمد بن حنبل : إني لأحب أن أصحبك إلى مكة .. فما يمنعني من ذلك إلا أني أخاف أملك أو تملني ..
فلما ودعته قلت : يا أبا عبد الله؛ توصيني بشيء ؟..
قال : نعم؛ أَلزِم التقوى قلبك ، واجعل الآخرة أمامك .
ولما حضرت الإمام نافعا المدني - وهو أحد القراء السبعة - الوفاة ؛ قال له أبناؤه : أوصنا .قال : اتقوا الله ، وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين .
أخذها من قوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) الأنفال آية (1).
فما أجمل أن تتضمن وصايانا لأهلنا وأولادنا وصايا قرآنية ، فهي أعلى وأغلى أنواع الوصايا ، وأعظمها أجرا .
كنتُ إذا فارقتُ أحد العُبّاد في الحرم النبوي وسألته: توصي بشيء.؟
قال : نعم الدعاء الصالح في ظهر الغيب.
ومما يناسب أيضا :
الطلب الصادق للنصيحة والوصية ... فلا يكن طلبنا ... طلبٌ مجرد ، وعادة متبعة ...بل نطلبها بصدق وحرص ... ونلحُّ فيها استنطاق الأفاضل ... لما فيه خير لنا ولهم - بإذن الله - .
ونوصيهم بما تيسر .
مثال :
توصي بشيء؟.... تقوى الله .
توصي بشيء ؟.... مراقبة الله .
توصي بشيء ؟.... ذكر الله .
توصي بشيء ؟.... المحافظة على الصلاة .
توصي بشيء ؟.... احرص على الصلاة .
توصي بشيء ؟.... بر الوالدين .
توصي بشيء ؟.... تقبيل رأس والديك ، وطلب رضاهما .
توصي بشيء ؟.... الرفق ، الرفق .
توصي بشيء ؟.... أكثر من الجلوس مع أبنائك لتربيتهم .
توصي بشيء ؟.... الصدقة تطفىء غضب الرب .
توصي بشيء ؟.... محاسبة النفس .
توصي بشيء ؟.... لاتغضب .
اللهم لكالحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولكالحمد بعد الرضى
ولك الحمد علىكل حال ولكالحمدكالذي نقول وخيرا مما نقول ولكالحمد كالذي تقول
اللهم لك
الحمد أنت نورالسماوات والأرض ومن فيهنولك الحمد أنت قيوم السماواتوالأرض ومن فيهن
ولك الحمد أنت ربالسماوات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحقوقولك الحق ولقاؤكالحق
والجنةحق والنار حقوالنبيونحق
ومحمد(صلى الله عليه وسلم) حق والساعة حق
ودمتم في حفظ ورعاية الرحمن