كتبهاأحمد الهزاع ، في 23 أغسطس 2010 الساعة: 22:35 م

إذا قلت أنا فقد ثبتت التهمة وتحولت إلى إدانة حقيقية بسبب الاعتراف الواضح والصريح. أما إذا لم يتم الاعتراف أو تم النفي بشدة فإن المسألة تظل معلقة ويكثر عدد المتهمين وتتسع دائرة المشبوهين في كسر الزهرية.
الاعتراف سيد الأدلة باتفاق العقلاء والمحامين والمدعين العامين في بقاع الأرض. وتختلف وسائل الإثبات والتحقق ممن كسر الزهرية بحسب نوع القضية وقوتها والموقع الجغرافي وطبيعة الأشخاص. لكن يظل العرف السائد بالرغم من جميع الاعتبارات هو أن الاعتراف هو الفيصل القاطع للنزاع. فلماذا يقدم أحد على الاعتراف بأنه كسر الزهرية ؟
يقال بأن الاعتراف بالحق فضيلة ولكن هل هذا التعميم صحيح وصواب ؟ أظن في رأيي الشخصي أن التعميم غير صحيح ولا ينبغي أن يعمم. ولو اعترف طرف من الأطراف بأنه كسر الزهرية فإن التهمة تبتعد عن الباقين حتى ولو شاركوا في كسر الزهرية بقصد وسوء نية. وقد حدث أن اعترف شخص بأنه يعرف من كسر الزهرية فاتهم بها هو وألزم بدفع قيمتها ولو سكت لكان خيراً له ولَمَا فُتح موضوع كسر الزهرية من الأصل. وفي كثير من المجتمعات يعتبر الاعتراف بكسر الزهرية أو حتى إظهار العلم بموضوعها خطأ فاحش وغباء واسع.

لقد كثرت الشواهد على أنه في المجتمعات غير الفاضلة لا يحسن ولا يستساغ الاعتراف بل حتى إظهار العلم بموضوع سيئ ككسر الزهرية لا سيما وأن من يظهر العلم بالموضوع سيتهم لا محالة ولن يوجد سواه ولذا سيتم تغريمه دون شك ولن يقيد الموضوع ضد مجهول البتة. وقد عرف الأطفال هذا الموضوع وفهموه حق الفهم ولذا تجدهم يتناثرون من موقع الجرم إذا أجرم أحدهم ولا تجد لأي منهم أثر لأنهم يعرفون أن مجرد رؤية أحدهم في المكان ستؤدي إلى جره والتحقيق معه وربما ضربه حتى يقر بمن فعل أو أن يعترف بالفعلة النكراء. سواء كان هذا في مدرسة أو عند المسجد أو في الحارة.
لهذا يحسن أن يظل السؤال مطروح دون إجابة: من كسر الزهرية ؟
ودع القوم يقيدون الجريمة ضد مجهول ويرتاح الجميع.
منقول
فديتكم