الموضوع: من هو الصعلوك
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2010, 11:53 AM   #5
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك


لذلك كان يلقي بنفسه في مهاوي الردى مغيراً على أعدائه، ليرجع إلى قومه
وأهله غنياً فيغنيهم، يقول مخاطباً زوجته التي تحثه على حفظ ماله والبقاء بين أهله:

ذريني أطــوف فـي البلاد لعـلني
أخليك أو أغنيك عن سوء محضري
فـإن فــاز سهم للمنيـة لـم أكــــن
جزوعـاً وهل عن ذاك مـن متـأخـــر
وإن فاز سهمي كفّكم عن مقاعد
لكــم خلـف أدبـار البيـوت ومـنظـــر

كانت نفسه الأبيّة ترفض أن تتضاءل أمام غني يداريه الناس ويتقربون إليه، بل
ربما كان موقف الناس من الغني أحد الدوافع القوية التي تهيب به إلى سلوك سبل المخاطر لأن في
المال دعماً لقوة النفس كما يقول:

ومن يكُ مثلي ذا عيالٍ ومقتراً
من المالِ يطرح نفسه كل مطرح
ليبلغ عذراً، أو يصيب رَغيبة
ومبلـغُ نفسٍ عـذرهـا مثـل منجح

ويقول:

فلَلموتُ خيرٌ للفتى من حياته
فقيراً، ومن مولى تـدِبُّ عقـاربـه
وسائلـةٍ أيـنَ الرحيـلُ وسائلٍ
ومن يسألُ الصعلوك أين مذاهبُه
مذاهبُـه أن الفجـاج عريضـة
إذا ضـنّ عـنــه بـالفَعــال أقـاربُــه

وفي المال كذلك إغناء للأهل والجيران:
فــإذا غَـنيتُ فــإن جــاري نيلـه
من نائلي وميسّري معهـودُ
وإذا افتقرتُ فلن أرى متخشعاً
لأخي غِنىً، معروفُه مكدود

ويقــــول:
هـــــــــلا سـألـــتَ بني عـيلانَ كلهم
عند السنينَ إذا ما هبت الريحُ
قدحانِ: قدحُ عيال الحي إذ شبعـوا
وآخر لذوي الجيـران ممنـوحُ

ومن علامات الكرم وأماراته أن يلقى ضيفه بأسارير منبسطة ووجه مسفر،
ويؤنسه بالحديث:

سَلي الطارق المعترّ يا أم مالك
إذا ما أتاني بين قدري ومجزري
أيسفر وجهي أنه أول القِــرى
وأبـذلُ معروفي لــه دون منكـري

ويقـــول:

فراشي فراشُ الضيف والبيتُ بيته
ولم يُلْهني عنــه غزالٌ مُقَنع
أحدّثُــه إن الحديـث مـــن القـــــرى
وتعلم نفسي أنه سوف يهجع

وقال ابن الأعرابي: أجدب ناسٌ من بني عبس في سنة (يعني سنة قحط)
أصابتهم فأهلكت أموالهم وأصابهم جوع شديد وبؤس، فأتوا عروة بن الورد فجلسوا أمام بيته،
فلما بصروا به صرخوا وقالوا:
ياأبا الصعاليك أغثنا فرقّ لهم وخرج ليغزو بهم ويصيب معاشاً، فنهته امرأته لما تخوفت عليه من
الهلاك، فعصاها وخرج غازياً، فمر بمالك الفزاري فسأله أين يريد فأخبره،
فأمر له بجزور (بعير) فنحرها فأكلوا منها، وأشار عليه مالك أن يرجع فعصاه ومضى حتى انتهى إلى
بلاد بني القين فأغار عليهم، فأصاب هجمة (الهجمة من الإبل قريب من المائة) عاد بها على نفسه وأصحابه، وقال في ذلك:

أرى أم حسان الغداة تلومني
تخوفني الأعداء والنفس أخوف
تقول سليمى لو أقمتَ لسرنا
ولم تدر أني للمقام أطوف
لعل الذي خوفتنا من أمامنا
يصادفه في أهله المتخوف

وقـــــال:
أقيموا بني لُبنى صدور ركابكم
فكل منايا النفس خيرٌ من الهزل
فإنكم لن تبلغوا كل همتي
ولا أربي حتى تروا منبت الأثل
لعل ارتيادي في البلاد وحيلتي
وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلى رب هجمة
يدافع عنها بالعقوق والبخل

**يتبـــــــــــــــع**

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس