اخي ابو لافي
اشكرك على هذا الطرح الذي يناقش نقاط مهمه بحياتنا ...وقد وقفت عند موضوعك بأعجاب لجمال وروعة اختيارك لطرح
المواضيع التي تناقش امور هامه نواجهها بحياتنا .... وقبل أن ادخل الى صلب موضوع لدي ما اقوله
(((لا تنظر الى الهالك كيف هلك انظر الى الناجي كيف نجا)))
مع تزايد تعقيدات الحياة اصبحنا نعيش المجامله بشكل يومي من خلال البيت والعمل وحتى بالشارع
واصبحنا نجد هذا الأسلوب يستخدم بين الأصحاب بشكل لا ارادي وأصبح الكثير يتبعه من خلال الحديث بنسج الكلمات
العذبه والجميله والبديعه يعني اصبح لها محترفينها وكل هذا الشيء يهدف الى البعد عن المصارحه والبعد عن المباشره بالكلام
الذي قد يتأذى منها المستمع واصبحنا نجدها عندما يكون لك اي حاجه عند شخص معين او لإنجاز معامله ( ما ) فنجده يجامل
ذووو المال والجاه والمناصب من اجل الحاجه فهل هذا من متطلبات الحياة أم ماذا... نعم يتابادر لإذهاننا هل هذا الأسلوب هوا لإيجاد الروابط بين الناس وللإجابه على هذه التساؤلات اخي ابو لافي لابد من الإجابه على التالي :ماهي المجامله؟
وهل هي ظروريه في تعاملاتنا وهل تعد كذبآ أم إنها غير ذلك.... وهل هي ظروريه في تعاملاتنا أم انها غير لك
فأود أن اقول هناك كلمتان يكون مخطىء مفهومها الكثير من الناس يجعلونها متقارنتين في معنى واحد وهم المجامله والنفاق
فهنها اختلط الأمر على الجميع وأصبحوا يعتبرونها تجانسآ من التضليل والكذب والمغالطه والخداع وما درو ان بينهما
ترابطآ دقيقآ لو افتكروا به وعرفوه بعد تبيانه واستيضاحه....لوجدوا أن الفرق بينهم شاسع ولا يوجد تقارب ولو ركزو بحكمه
لعرفو الفرق ... والمجامله اخي ابو لافي ادب خلقي اجتماعي وله خصوصيات والعبارات المهذبة الرقيقة .., المودة ,
اللباقة ,والذوق الرفيع , والخلق الحسن , الصدق , الأخلاص أما النفاق : فهو وحده الذي يجمع تلك الخصال القبيحة التي
يفهمها عامة الناس وخاصتهم .. كالكذب , والخداع ,
والمغالطة , والتضليل , والرياء , والمداهنة , والكيد , والزور , والوقيعه بين الناس , والشماته بمصائب الغير ..
وإظهار المرء للناس من قوله وفعله عكس ما يبطن .
ومن النفاق أن يمدح إنسان أنسانا بما ليس فيه ويصفه بصفات غير متوفره لديه , وعندما تسأله عن سبب ذلك
يقول لك وبكل بساطة بأنه يجامله ! وأقول لمن يفعل ذلك وبكل صراحة : إن هذا النفاق بعينه .. وهو الكذب
الواضح والخداع الفاضح !!
كيف لا وقوله هذا في حد ذاته إخفاء للحقيقة وتزوير للواقع المشاهد فالحقيقة لا تخفى على أحد لأنها تعلن عن نفسها
دائما وتثبت وجودها لكونها واقع الشيء الملموس وحالته الراهنه .. وهي من الوضوح بحيث يراها كل ذي عينين ..
أن للمجاملة حدودا واضحة ومعالم ثابته يجب الوقوف عندها وعدم تجاوزها أو تحميلها ما لاتطيق ...
فإذا تعدت الحدود وتجاوزت الأسوار المتعارف عليها .. حينئذ عدت نفاقا لا مرية فيه .
فعلينا أيها الأخوه أحترام الكلمة ووضعها في مكانها الصحيح قولا وعملا .. وعدم إسباغ الصفات إلا على من يستحقها
ولا توزيع خصال التفوق إلا على من هو أهل لها وجدير وخليق لها . وإلا فإننا بهذا نعتمد المغالطة والوقوع في الخطأ
ونساوي بين المتناقضات ونلبس الأشياء غير لبوسها... ولكل انسان طريقته واسلوبه وقناعته الخاصه
لك تحيتي وتقديري