المرآة الناطقة :

من منا لا يقف أمام المرآة لبعض الوقت إذا كان بالبيت أو حتى خلف مقود السيارة
ليتأمل وجه أو ليضبط وزن عقاله على الشماغ أو ليتباها يزلفه الطويل أو وجه الجميل أو شاربه الكلاسك أو ليمرر المشط على لحيته .
أو لأي شيء كان .
أحبائي دعونا نتخيل أن هذه المرآة لها وجهان لكل وجه من هذه الوجهان له تعامله
الخاصة وصفاته التي تميزه .
فالوجه الأول يعكس ما يخفيه هذا المتوقف بكل صدق وشفافية .
من سعادة وإحزان أو عيوب .
وينطق لسان المرأة ليقول عقالك مائل أو زلفك الأيمن أطول من الأيسر
أو........ أو.............. أو.....................أو......................... ...

وتذهب إلي أبعد من هذا المنظر السطحي لتغوص في الأعماق من الداخل
وتغلغل مابين المشاعر والإحساس .
لتظهر كل ما يخفيه أو يخفا عليه .
لتقول له: هذه ... عيوبك... هذه سيئاتك ... هذه حسناتك ...
وتوضح له صورة أعماقه من الداخل .
ويطفو ما بداخله على السطح ليراه بعينة المجردة من غير منظار أو مجهر.
ليقوم بإصلاح مظهره الخارجي والداخلي.
هذا هو الصديق ... هذا هو الصديق ... هذا هو الصديق ... .

الصديق...: الأخ .
الصديق... : الوفي.
الصديق ... : الصادق.
الصديق... : القلب النابض لك.
الصديق.... : الذي يقف بجانبك بحلو دنياك ومرها .
الصديق... :الذي يتألم قبل ألأمك ويفرح بعد أفراحك.


صديقي من يقاسمني همومي * ويرمي بالعداوة من رماني

وبالنبطي :
باصاحبي ماشفت مثلك بهالناس * فيك الوفا والوقت شح الوفا فيه
أنت الذي ليا أظلم الليل نبرأس * ولأ جارت كروب الدهر صحت أناديه

ويقول على بن أبي طالب كرم الله وجهه :
هموم رجال في أمور كثيرة * وهمي من الدنيا صديق مساعد
يكون كروح بين جسمين قسمت * فجسمهما جسمان والروح واحد

أما الوجه الثاني للمرآه أو صديق السوء أن شاء الله لا يوجد بينا هذا الصنف .