"الموسى": "بيّض الله وجوهكم.. أنقذتمونا من هزائم الثمانية أهداف"
كاتب: الهزيمة "المذلة" نتيجة طبيعية لسوء إدارة الرياضة السعودية
أيمن حسن - سبق: اعتبر كتاب صحفيون أن استقالة الاتحاد السعودي لكرة القدم، هروب من المسؤولية، عقب الهزيمة "القاسية والمذلة" للمنتخب أمس أمام أستراليا، والخروج من التصفيات المؤهلة لكأس العالم في البرازيل 2014، مشيرين إلى أن الهزيمة كانت "نتيجة طبيعية" لسوء إدارة الشأن الرياضي، مطالبين بتصحيح الأوضاع فوراً.
في صحيفة "الوطن" يقول الكاتب الصحفي طارق محمد بن طالب: "خروج المنتخب المر من المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم المقررة في البرازيل 2014 ولأول مرة منذ 1994، كان متوقعاً بعد البدايات الضعيفة في تلك التصفيات وعدم قدرة المنتخب في تحقيق الفوز على أرضه سوى في مباراة تايلند، انتهى المشوار بهزيمة مذلة على أرض الفريق الأسترالي.. كان الله في العون!"، ويضيف طالب: "لقد أصبح العمل في الرياضة عشوائياً وعلى طريقة ردود الأفعال، بمعنى أن ننتظر حدوث المشكلة ونبدأ في حلها بدلاً من العمل الجدي والحثيث لتلافي حدوث الأخطاء في الأصل، فمثلاً بدلاً من الاختيار الصحيح للجهاز التدريبي لأي فريق والتروي ودراسة طريقة المدرب وهل تناسب عناصر الفريق الموجودين أم لا، تسارع الفرق في التعاقد مع المدربين كيفما اتفق لعل وعسى، وعند أول إخفاق يسارع من أتى به لإنهاء عقده والتعاقد مع بديل وهكذا دواليك، وبنفس الطريقة نتعاقد مع اللاعبين الأجانب دون النظر إلى حاجة الفريق ودون مشاهدة اللاعب في الملعب ونكتفي بمشاهدة مقاطع اليوتيوب القديمة ناهيك عن غياب التخطيط المالي وموازنة المصروفات والإيرادات، ومن عناصر العمل العشوائي تعدد المدارس التدريبية في فرق النادي الواحد، وتصل أحياناً إلى 3 مدارس.. وهناك الكثير والكثير من الأخطاء التي تحتاج لصفحات من السرد".
ويرى الكاتب الصحفي سليمان العساف في صحيفة "الرياض" أن اتحاد الكرة قدم استقالته للهروب من المسؤولية، ويقول: "اتخذ الاتحاد السعودي لكرة القدم خطوة استباقية لتجنب الضغط الجماهيري والإعلامي بإعلان رئيس الاتحاد وبقية الأعضاء تقديمهم لاستقالاتهم، وهي وإن كانت خطوة ايجابية وشجاعة بتحمل المسوؤلية في ظاهرها، إلا أنها على ما يبدو هروب مبكر من مسؤولية الإخفاق الذي صدم المجتمع السعودي بأكمله وليس الشارع الرياضي فقط المحتقن جراء هذه الإخفاقات"، ويمضي العساف مؤكداً: "وضع الكرة السعودية في انحدار مخيف، وخروج الأمس هو الأسوأ، لذا فقد آن الأوان لتجديد الدماء، ومنح الفرصة لكوادر مؤهلة للعمل في اتحاد الكرة، وتقديم رؤى وأفكار جديدة لمصلحة الرياضة السعودية عامة، ولعل أولى الخطوات تحرير اتحاد الكرة من رعاية الشباب، واستقلاله ليواكب مرحلة الاحتراف، والإسراع بتخصيص الأندية لكي تتطور فنياً، بعد أن ينهي التخصيص أزماتها المالية وتستغني عن الدعم الحكومي الذي ينصرف لأمور أخرى تنموية للوطن"، كما يطالب العساف بـ "إعادة النظر في الجهاز الفني الحالي بقيادة الهولندي ريكارد باهظ التكاليف، من دون أي مردود إيجابي، اذ لم يعد هناك استحقاق مقبل وقريب، ولا أقول الاستعانة بمدرب "الفزعة الوطني"، وإنما التريث والتعاقد مع جهاز فني يعمل للمستقبل بعيداً عن الأسماء الرنانة المكلفة مالياً ضعيفة العطاء فنياً".
وفي صحيفة "عكاظ" يؤكد الكاتب الصحفي مساعد العمري أن الهزيمة طبيعية ويقول: "لن أكون متطرفاً في رؤيتي الفنية للخروج المر لكرتنا السعودية من المونديال للمرة الثانية ولكن أختصر ما حدث في جملة واحدة (النتيجة نتيجة طبيعية) لأخطاء تراكمية بالرغم من وجود الأدوات والتي تحتاج لعمل فني ممنهج ولإستراتيجية تدريبية طويلة المدى".
ويدعو الكاتب الصحفي علي سعد الموسى في صحيفة "الوطن" للمنتخب السعودي قائلاً: "بيّض الله وجوهكم بعد أن حفظ المنتخب ماء الوجه" من الهزائم المذلة لو أنكم واصلتم المشوار إلى الدور الثاني من الطريق إلى المونديال وأكثر من هذا، لا سمح الله، لو أنكم أيها الأشاوس وصلتم إلى البرازيل 2014 ثم سودتم وجوهنا كما هي العادة بالأربعة وأضعاف الأربعة. بيض الله وجوهكم أيها الأبطال، لأنكم خرجتم من بوابة ملبورن الخلفية دون أن تكبر الفضيحة وأنتم من اعتاد المنقود والشرهة تحت بصر العالم ونظره منذ ثمانية ألمانيا وأربعة فرنسا وخمسة اليابان الشهيرة في الدوحة"، ثم يبدي الموسى تعجبه من أحوال اللاعبين السعوديين قائلاً: "تخيلوا، أيها السادة، أن الظهير الذي سمح بالأمس بثلاثية أستراليا هو من يطلب اليوم خمسة وعشرين مليوناً لعقده الجديد مع ناديه، وأكثر من هذا، فأخونا -حفظه الله- زعلان ومسوي فيها إضراب عن التمارين، وما زال يُستدعى للمنتخب. تخيلوا أنه يلعب ويطلب هذه الملايين حتى وهو بعضلة (مضروبة)، وبالأمس خارت قواه وسقط على الأرض مرتين وهو يحاول مطاردة "الكنغر" الأسترالي، ونحن نعلم تماماً أنه قبلها لا يستطيع القبض على عنز شاردة من حراج الأغنام. تخيلوا أن قيمة الظهير "المضروب" وقلب الدفاع "الأكعش" والمهاجم الشهير (بالزلزال) تساوي اليوم 100 مليون ريال، وهم الذين يبرهنون أنهم لا يستحقون حتى عشرها".
وفي صحيفة "الشرق" يعلن الكاتب الصحفي محمد شنوان العنزي أننا سنقبل هذه الهزيمة بشروط، ويقول: "سنتقبل ذلك شرط أن يحدث انقلاب كبير في المنظومة الرياضية، وأن تتخذ خطوات متسارعة نحو التصحيح ونحو المستقبل، وأن يحتل مقاعد ولجان الاتحاد السعودي أشخاص مؤهلون ويأتون بالانتخاب وليس بالترشيح"، ويمضي الكاتب واصفاً روشتة العلاج: "ما نطالب به هو التصحيح الحقيقي، وأن ندخل مرحلة الانتخابات في اختيار جميع من يمثل اللجان والاتحادات، وأن يكون هناك تقييم سنوي للعمل، وهناك شفافية ووضوح في المنظومة الرياضية، وأن نناقش مدربي المنتخب لماذا ضم هذا اللاعب ولماذا استبعد ذاك من خلال لجنة خبراء، وأعتقد أن بلدنا تزخر بالمدربين المحليين الذين لهم تاريخ وباع، عندها لن نلوم ولن نعاتب في حال عدم التأهل أو الخسارة لأن العمل صحيح ومنظم، وإن كنت أجزم أن العمل المنظم يأتي بالنتائج الجيدة دوماً