عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2011, 11:53 AM   #1
معلومات العضو
[ رحمك الله ياعبدالعزيز]
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز الـ هـ ـيلم
 
إحصائية العضو










:

عبدالعزيز الـ هـ ـيلم غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي

معلومات العضو


مهنتي
دولتي
الجنس
هوايتي
جنسيتي
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالعزيز الـ هـ ـيلم is on a distinguished road

افتراضي معنى الحديث ( المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف )

سؤال تم طرحه واعجبني كما اعجبتني الاجااابه ولما بها من فائده ومعلومات افادتني حبيت اني انقلها لكم


السسؤال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أليس القوة والضعف من عند الله؟ وقوة القلب والشجاعة وعكسهما من عند الله ؟ فأرجو توضيح الحديث لي مع العلم أن القوة والضعف من عند الله هو الذي وهبها للشخص.
وجزاكم الله خيراً ونفع بكم .وجزاكم الله خيراً أيضاً على هذا الموقع الرائع.





...

الجــوؤآب :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأما الحديث الذي أشرت إليه فقد أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خيرٍ احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنى فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان).
فهذا الحديث من أعظم العلم النافع الذي من حصَّله فإنه يحصل خير الدين والدنيا معًا فهو يجمع مصالح الدين ومصالح الدنيا برمتها، وإنما يستبين لك ذلك مع جواب سؤالك الكريم بأن تعلم أن هذا الحديث قد جمع أصول تحصيل المصالح كلها في الدين والدنيا، فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه ينبغي للمؤمن أن يحرص على كل ما ينفعه أي في دينه ودنياه، حتى لا يكون مغبونًا خاسرًا قد ضاعت منه أيامه وذهبت منه لياليه وهو لا يحصل مادة صلاحه في دينه ودنياه. ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم أن سبيل تحقيق هذا الأمر هو الاستعانة بالله أولاً ثم تحصيل الأسباب الممكنة ثانيًا وبذل الوسع في ذلك.
فقوله - صلوات الله وسلامه عليه -: (احرص على ما ينفعك) أي احرص على جلب مصالحك التي تنفعك في دينك ودنياك، وقوله: (واستعن بالله) أي قدم الاستعانة بالله في أي مصلحة تريد تحصيلها، وقوله (ولا تعجز) أي اتبع الأسباب الموصلة إلى مقصودك، فانتظم ثلاثة أصول عظيمة:
1- العزيمة على تحصيل المصالح وإليه الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (احرص على ما ينفعك).
2- اتخاذ السبب الأعظم في تحصيل المصالح وإليه الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (واستعن بالله).
3- الأخذ بالأسباب الممكنة المشروعة وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - : (ولا تعجز).
وهذا يشمل الأمور الدينية والأمور الدنيوية – كما أشرنا – فمن أخذ بهذه الأصول الثلاثة فقد انتظم له خير الدنيا والآخرة، وقد نص الله جل وعلا إلى مضمونها بقوله: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، فنصَّ على التوكل الذي هو أساس التوفيق لتحصيل المقاصد وهذا هو الأصل الأول، ونصَّ كذلك على المشاورة وهي جودة النظر وتقليب وجهات النظر، ثم بعد ذلك العزيمة الماضية وهي الأصل الثالث التي يحتاج إليها الإنسان لتحقيق مراده. فهذه أصول تحقيق المصالح في أي شأن يحاوله الإنسان، وقد بسط هذا المعنى في غير هذا الجواب فراجعه إن شئت.
إذا علم هذا فإن الذي يزيل الإشكال لديك هو أن تعلم أن المراد بالمؤمن القوي هو الذي حصَّل وصفين اثنين: فالوصف الأول: العزيمة القوية في تحصيل المصالح في الدين والدنيا، والوصف الثاني: الأخذ بالأسباب لذلك. فهذا هو المؤمن القوي الذي أراده النبي - صلى الله عليه وسلم – في كلامه، وليس المراد هو قوة البدن كأن يكون الرجل قويًّا في بدنه من جهة الخلقة ويكون المؤمن الآخر ضعيف في بدنه من جهة الخلقة كذلك، فهذا لا يشمله الكلام باتفاق أهل العلم - عليهم جميعًا رحمة الله تعالى – لأن هذا أمر يقسمه الله تعالى لعباده، فقد يبسط الجسم لبعض الناس وقد لا يبسطه لبعضهم، وإنما المراد تحصيل أسباب القوة فيدخل في هذا تحصيل أسباب قوة البدن، ففرق بين الأمرين، وإنما يتضح لك التفريق بأن تأخذ بهذا المثال:
فها هو رجل قصير القامة ضعيف الجسم - بحسب أصل خلقته ¬ - فهذا لا يقال فيه إن من كان طويل القامة قوي البدن هو خير منه عند الله، وهذا بإجماع أهل العلم - عليهم جميعًا رحمة الله تعالى – لا يختلفون في ذلك. ولذلك ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم). وهذا الحديث هو شارحٌ للحديث المتقدم، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – بيَّن أن الله جل وعلا، إنما ينظر إلى القلب والعمل، وهذا هو المراد في قوة المؤمن التي يحبها الله جل وعلا.
وأما عن تحصيل أسباب القوة سواء كان ذلك في الدين أوالدنيا فهو من الأمور التي يحبها الله جل وعلا؛ لأن قوة البدن تعين على تحقيق المصالح، ومن ذلك مراغمة أعداء الله عز وجل والانتصار لدينه والدفع عن الحرمات وغير ذلك من المصالح العظيمة والفوائد الجليلة.
وأما قولك إن قوة القلب والشجاعة ونقيضهما هما من عند الله فلا ريب أن كلاً من عند الله، فما يكون في الكون شيء إلا من عند الله ومن خلقه، كما قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} أي خلقكم وخلق أعمالكم. ولكن لابد للالتفات إلى أمر عظيم يدفع عنك الإشكال وهو: أن قوة القلب لها أسبابها التي تحصل بها، وكذلك الشجاعة لها أسبابها التي تُنال بها، فقوة القلب تنال بالعزيمة على تحقيق المصالح، وهذا هو الذي أمر الله تعالى به، وأما الخوف الجبلي الذي في الإنسان فهذا لا يلام عليه،

وهذا يقع لعامة الناس، فإن هذا مما لا يمكن دفعه لأنه من أصل الفطرة وإنما المراد: تحصيل مراد قوة القلب، ولذلك لما ترجم الإمام مسلم في صحيحه لهذا الحديث قال ممهدًا له مبينًا معناه: (باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله)، فثبت بذلك أن المقصود إنما هو تحصيل أسباب القوة في القلب، وفي العمل، وأن الذي لا يحبه الله جل وعلا من ذلك هو التقصير في الأسباب المأمور بها شرعًا. فثبت بذلك أن المؤمن الذي يأخذ بالأسباب ليقوي من نفسه ويصل إلى مصالح دينه ودنياه، هو خيرٌ عند الله من المؤمن الذي يفرط في ذلك، وإن كان كلٌ منهما فيه الخير إلا أن الأول أحب إلى الله وأكرم، فزال بذلك الإشكال الذي أشرت إليه وهو سؤال حسن ويعين على فهم الحديث على وجه المراد.

إذا علم ذلك فإن من الأمور النافعة التي تفيدك في هذا المقام أن تعلم أن الإنسان في هذه الحياة أمام أمرين اثنين: فإما أن يكون قادرًا على تحصيل الأسباب التي توصله إلى مقاصده فينبغي حينئذ أن يحصلها. وإما أن يكون غير قادر فهو غير ملوم. وكذلك إذا وقع عليه شيء من المصائب أو الأمور التي يكرهها فهو بين أمرين: إما أن يكون قادرًا على دفعها فعليه أن يحصل ذلك، وإما أن يكون غير قادر على دفعها فليس أمامه إلا أن يصبر وألا يجزع، والمؤمن يشكر الله جل وعلا في سرَّائه ويصبر في ضرَّائه، كما ثبت في صحيح مسلم أيضًا عن النبي - صلى عليه وسلم - أنه قال: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).
ونسأل اللهَ عز وجل أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك مؤمنًا قويًّا في دينك ودنياك حتى تكون الأحب إلى الله وأن يجعلك نافعًا لأمتك آخذًا بمعالي الأمور وأن يجعلك من عباده الصالحين.
وبالله التوفيق.

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

عبدالعزيز الـ هـ ـيلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس