الذكـرى !
قد توحي لك بشيء من الألــم ..
رغماً عن ابتسامتك .. وتحجّر عيناك بالدمع وأنت لا تشعــر !
ورغمــاً عنّي انا أيضــاً ..
حين أرى أنّ كل ما أفعلــه لأجلك :
هو الهروب بك إلى المكان الذي يشعرك بالرّاحــة
كي تهدأ نفســك ..
تعدّدت مرّات الهروب
حتى أرشدت الطريق الذي نسلكه دائما هاربين
فأصبحت تهرب لوحدك .. دون أن تأخذني معك .. !
تشعر بالسعادة لوحدك ...
وتستلذّ بلحظات الحزن والبكاء .. لوحدك
وآخر ما تفكر به دائما ..
أن تبحث عن من تضع رأسك على صدره
لأنك تعلّمت في الآونة الأخيرة
كيف تربّت أنت على كتفيّ نفســك .. وتواسيها !
وحين تعود إلينا .. وإليّ
تنظر دون إدراك
وتصغي دون شعور
وتبتسم دون دافع
لا تعي التفرقة بين وجوه من حولك
اختلطت ضحكات الجميع بضحكاتي
وغابت ابتساماتي الدائمة إليك بابتساماتهم
حتى لم تعد تذكر إلا سرابا منّي !
الذكرى
تأخذك إلى حيث تريد
حتى وإن آلمتك .. !
وتتركني أجري في الممرّات بحثا عنك
حتى يراني شخص بالصدفــة
فيعلم من ملامح وجهي أني أريدك أنت
ويذكر لي أنّك أخبرت الجميع بأنّك تشعر بالسعادة حين تكون لوحدك
فأتوقف بانكسار وعتب :
لماذا لم تخبرني إذن !!
ولكن لا أتوقف عن الحديث عنك
أو السعادة في الحديث عنك
أو مواجهة الجميع حين يروون لي ما قد يثير لديّ الكره اتجاهك !
وأنت ..
لا زالت تأسرك الذكرى
و تسترخي إذعاناً لمرورها أمام عينيك ..
وتتملّكك الرغبة في رؤيتي
فقط لتعيد عليّ ما أثارته لديك
بنفس نبراتها .. وكلماتها ..
وابتسم لأجلك .. وأشاركك .. وأنصت بلهفة
وأنا أمسك بيديّ [ قلبي ] حتى لا تشعر بصرخاته !!
بين غيابك المستمرّ .. وحديثهم الدائم عنك .. ودفاعي المستمرّ لأجلك
وخيبات الآمال المتتالية .. وفراغ يدي من الحصول على شيء منك
وحيرتي في معرفة ماذا أعني لك
وبين صرخات ذكرى في هذه القصيدة بالتحديد
أبكي وأنا استجديك !!
أبكي !!!