عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2011, 08:53 PM   #1
alshemailat
 
الصورة الرمزية ×شجـــــــون×
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 311
×شجـــــــون× is on a distinguished road
افتراضي السباحة ضد التيار

السلام عليكم

اخباركم عساكم بخير

مما قرات و راق لي

السباحة ضد التيار
إن ذوقه اللغوي في غاية الرهافة ذلك الذي قال :
(إن المجاز اذا تكرر صار حقيقة)
فهو قد أدرك ان مهمة المجاز هي تجديد المعنى،
وإلباسه لون الدهشة .. وهو يفقد ذلك حين يتكرر ..
غير أن بعض التعبيرات يبقى نبضها حارا،
مهما حاول التكرار تغيير ذلك النبض.
ومن تلك التعبيرات تعبير
«السباحة ضد التيار»
وهو تعبير، حين نطبق عليه (حذلقة)
القدماء نراه يصلح للمدح والذم معا.
فالسباحة التيار التي يقوم بهاالانسان
في النهر الاجتماعي بهدف الإصلاح والتطوير
هي سباحة نبيلة. اما اذا كانت
شذوذا فهي لا شك تستحق الرجم.
ليس في الانهار ولا البحارتيارات عاصفة مثل تلك
الموجودة في الاجتماع الانساني.
ان في امكان خيالك تصور كل فرد
من افراد المجتمع تيارا عاصفا وحده ..
ونظرة قصيرة واحدة تلقيها على اي مجتمع
يظهر لك ذلك بوضوح.
وهذه التيارات ـ رغم عواصفهاـ قد لا ترى،
بل تعمل عملها بصمت، واحيانا تكون تناحرية
فتصل الى بناء اسوار فاصلةبين هذا وذاك،
وتصل الى القتل والقتال في احيان كثيرة ..
لولا بداية ظهور القوانين
وانتشارها، شيئا فشيئا..
على الارض التي يختلف نصيب كل مجتمع
في نعمائها عن المجتمع
الآخر

الذي اغراني بقول هذا الكلام كله هو كلمة مرت علي توا
( مر السحابة لا ريث ولا عجل ) وهي يازول
«السمك الميت هو الذي يمشي مع التيار»
حين تذهب ـ أعانك الله ـ
الى سوق السمك فأنت لا تعرف السمكة
التي ماتت قبل اخراجها من البحر
من تلك التي ماتت خارجه، فاصبحت بذلك
(مذكاة). اما في المجتمع فأنت تعرف ذلك
حين النظر الى تيار من تياراته،
وترى فيه من لا يستخدم ارادته ويرضى
ان يكون رأسامن القطيع.
فهذا هو السمك الاجتماعي الميت.
فالسمك الحي ليس هناك أشد منه عناداللتيار ..
فكيف بالبشر!!
هل تعرف تلك الحرب العوان التي شبت بين النحويين
في سالف العصر والاوان حول اعراب جملة واحدة هي :
«أكلت السمكة حتى رأسها».
لقد استهلكت احواض الحبر ورؤوس الاقلام،
ودعا كل فريق مقاتليه الى لبس الدروع
وسل السيوف في سبيل الاجابة عن السؤال الآتي :
هل رأس السمكةالمحترمة منصوب او مجرور ؟
نعم .. هذا فقط.
وكأنه اذا خفضنا رأس السمكة
او نصبناه اهتزت الارض ومرت الجبال
مر السحاب وذهب البشر كعصف مأكول.
حدثنا شعيب الانباري عن سليمان بن ابي حفصة
عن ابيه عن جده قال : اجتمع في داري نحويان
فتنازعا في امر السمك هل يقاوم الفتح او يقاوم الخفض ؟
ولم ينته نزاعهما حتى مطلع الفجر
ولم يكن من جدي إلا ان ألقى بهما من شاهق.
اتمنى يعجبكم
لكم مني كل الاحترام
دمتم كما تحبون و مع من تحبون
×شجـــــــون× غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس